عمال الترحيلة.. رحلة كفاح تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهى بمغيب الشمس.. شقرف وفأس رأس مال العمال.. بدوية صابر: اللقمة الحلال حلوة.. بهانة أحمد: بشتغل فى عز البرد علشان أعلم ولادى وأعيشهم بالحلال.. واليومية 50 جنيه

الأحد، 20 فبراير 2022 09:00 م
عمال الترحيلة.. رحلة كفاح تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهى بمغيب الشمس.. شقرف وفأس رأس مال العمال.. بدوية صابر: اللقمة الحلال حلوة.. بهانة أحمد: بشتغل فى عز البرد علشان أعلم ولادى وأعيشهم بالحلال.. واليومية 50 جنيه عمال الترحيلة
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ساعة" الفجرية"، لا وقت للكسل والخمول والحوجة، لحظة يتسابق فيها المكافحون الباحثون عن لقمة العيش بين الحقول، الساعون نحو الحلال ورزق العيال، بوجوه باسمة يضيء نقاؤها الأسية، وقلوب عامرة تتغنى نبضاتها بالحياة، وعيون شقية لامعة يكسر بريقها العتمة، وأياد يملأ تجاعيدها الخير والبركة، وبساطة تعبق بشذى الورد والخضرة، زهد وفخر وكرامة وعزة نفس ومسؤولية.. ساعة الفجرية التى تفيض نسائمها بقصص بطولية وكفاح سنين لأبطال مثابرين قهروا المستحيل بالشقاء والعمل والعرق الطاهر؛ بحثا عن العيشة الهنية والرزق الحلال.

عمال الترحيلة (1)

ومع آذان الفجر وبالقرب من أرصفة الشوارع، تجد عمال الترحيلة يفترشون الأرض، يحتمون ببعضهم من صفعات الصقيع والبرد، يحملون "الشقرف والفأس" وبعض اللقيمات، ينتظرون بلهفة سيارة المقاول لتحملهم لمكان عملهم فى رحلة طويلة مداها ساعتين، ليبدأوا رحلة مشقتهم من قرية لأخرى بكفاح وعزيمة وأمل ونفس راضية، متحملين مشقة العمل ومخاطره، حتى يستطيعوا تحصيل أجرهم اليومى وهو 50 جنيها.

عمال الترحيلة (2)

"اتمرمطت واتبهدلت بس عرفت معنى الحياة.. الشغل راحة واللقمة الحلال حلوة".. بهذه الكلمات بدأت بدوية صابر صاحبة الـ30 عاما حديثها لـ"اليوم السابع"، وقالت إنها تعمل فى الغيطان منذ أن كانت فى السابعة من عمرها، فاضطرتها الظروف المرضية لوالديها وكبر سنهما، للكفاح والعمل مبكرا، حيث وهبت حياتها منذ نعومة أظافرها للعمل ورفضت الزواج، مشيرة إلى أنها تقضى أيامها فى التنقل بين أرض وأخرى؛ لتوفر حياة كريمة لها ولوالديها، مؤكدة على أن العمل هو ما علمها معنى الحياة وعرفها قيمتها.

عمال الترحيلة (3)

وبضحكات استقرت على وجهها من بداية الرحلة، قالت سامية محمد صاحبة الـ58 عاما، "هى دى عيشتى واتعودت عليها وماليش غيرها"، مضيفة أنها اعتادت منذ طفولتها على أن تكافح بالعمل فى الغيطان والأراضى الزراعية؛ لتنفق على نفسها وتوفر حياة كريمة لوالديها، حيث يبدأ يومها مع زميلاتها مع آذان الفجر، يقفون أمام رصيف الشارع، ينتظرون سيارة نصف نقل تقلهم للغيط الذى يبدأن العمل فيه مع الساعة الأولى لإشراقة الشمس، ليزرعن ويحصدن الثمار حتى الساعة الواحدة ظهرا، مشيرة إلى أنها ولدت وجدت نفسها فى الأراضى الزراعية والغيطان، وامتهنته، وأصبح مع مرور السنين كل حياتها.

عمال الترحيلة (4)

وأضافت أنها تعشق عملها بكل ما فيه من تعب ومشقة، حيث تخرج للعمل يوميا فى مهنة شاقة تحتاج لصبر وقوة تحمل ومجهود بدنى كبير، تقضى الصيف والشتاء على الرصيف، وتسافر لمسافات طويلة شاقة للأراضى الزراعية، لتعمل بيومية 50 جنيها، مؤكدة على أن عملها الصعب يعينها على كسب رزق حلال بتعبها وشقاها، ويمكنها من الإنفاق على ذاتها وابنها الوحيد "محمد"، بعد وفاة زوجها.

عمال الترحيلة (5)

وقال صابر محمد صاحب الـ45 عاما، إنه يعمل فى زراعة الأراضى الزراعية منذ حصوله على الدبلوم، فقرر أن يبحث عن عمل يوفر له لقمة عيش حلال ويعينه على توفير متطلبات واحتياجات أسرته، حتى امتهن الزراعة وأصبحت مع مرور الوقت كل حياته، مشيرا إلى أنه واصل حياته يكافح ويشقى فى زراعة الأراضى ليوفر حياة كريمة لأبنائه الثلاثة، مؤكدا: "الفلوس الحلال أحسن من الحرام".

عمال الترحيلة (7)

وفى منتصف الرحلة غلب على بهانة أحمد صاحبة الـ52 عاما الحديث، وقالت "من يوم ما ربنا خلقنى وأنا كدة.. اشتغلت باليومية وبتعذب علشان أصرف على نفسي، ولما اطلقت كملت فى الشغلانة علشان أقدر أصرف على عيالى وأربيهم، أنا بنزل اشتغل من الفجر للضهر فى عز البرد علشان أرجع لعيالى بخمسين جنيه"، مضيفة: "الشغل شقى والرحلة بتبقى طويلة علينا وصعبة، وبنصبر نفسنا بإننا نشكى همنا وحزننا وفرحنا لبعض، هنعمل إيه أهو بنسلى وقتنا علشان ننسى، وفرحنا فى الرضا والستر والراحة، وإننا نشوف عيالنا فى صحة ومبسوطين".

عمال الترحيلة (8)

أما هويدا متولي، صاحبة الـ58 عاما فعملت باليومية فى الحقول منذ أن كانت فى التاسعة من عمرها، قائلة: "من صغرى وأنا فى الغلب ده، ولما اتجوزت فضلت فى الشقى ومرتحتش، معايا جوز بنات عايزة أربيهم وأعلمهم علشان ميشفوش اللى أنا شوفته وعيشته، بناخذ يومية 50 جنيه ومحلتناش غيرها".

عمال الترحيلة (9)

وقالت أمل محمد، صاحبة الـ49 عاما إنها عملت فى الحقول منذ أن كانت فى 12 من عمرها، حيث فرضت عليها الحياة العمل والكفاح وهى فى عمر الزهور؛ بحثا عن الرزق الحلال، فكانت تذهب للأرض مع أقاربها تزرع البذور وتحصد الثمار وتجمع المرعى، حتى أجادت المهنة واحترفتها، وبعد زواجها عانت كثيرا وضاق بها الحال فاضطرتها الظروف لمواصلة عملها فى الأراضى الزراعية متنقلة من قرية لأخرى؛ لتوفر لأبنائها الثلاثة حياة كريمة.

عمال الترحيلة (10)

وأضافت أنها أصبحت الأم والأب معا بعد انفصالها عن زوجها، واستمرت فى العمل لتساعد أبناءها، قائلة: "بكون تعبانة وانا بشتغل وبحس بالراحة علشان بشقى واشتغل لعيالي، علشان أعلمهم وأربيهم بالحلال وميتحوجوش لحد، ويشوفونى وأنا بشتغل وبشقى علشان يتعلموا ويعرفوا معنى الحياة والقرش الحلال، وفرحانة علشان قدرت أكبر وأعلم ولادى وأعيشهم بالحلال".

عمال الترحيلة (11)

وقال مظهر عبد الحميد صاحب الـ65 عاما، إنه يعمل فى الأراضى الزراعية منذ أن كان فى الـ12 من عمره، حيث عمل وكافح بكل قوة وعزم عندما كان يمتلك أرضا، وحين ضاق به الحال اضطر لبيع الأرض والعمل باليومية؛ لينفق على أبنائه ويعلمهم ويزوجهم، مضيفا أن العمر والشقى أرهقا روحه وجسده، فلم يعد قادرا على العمل كسابق عهده، قائلا: "يوم بنزل أشتغل ويوم لا، جالى الغضروف ومعتش أقدر أشتغل زى الأول، بحاول وبعافر فى الشغل علشان أسترزق واعرف أعيش".

عمال الترحيلة (12)
 
عمال الترحيلة (13)
 
عمال الترحيلة (14)
 
عمال الترحيلة (15)
 
عمال الترحيلة (16)
 
عمال الترحيلة (17)
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة