قالت صحيفة نيويورك تايمز إن التساؤلات فى الدوائر الغربية الآن تدور حول الكيفية التى سينفذ بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا، وهى سيقوم بشن هجوم واحد هائل على مستوى البلاد، أم سلسلة من الضربات التى تقوم بتفكيك البلاد قطعة قطعة فى ضغط أشبه بما يفعله الثعبان.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخيار الأخير أصبح أسهل مع الأخبار التى ترددت أمس، الأحد، بأن بيلاروسيا سمحت للقوات الروسية بالبقاء إلى أجل غير مسمى، حيث يمكنهم تهديد العاصمة الأوكرانية كييف.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن بوتين ربما يراهن أن بإمكانه تحطيم اقتصاد أوكرانيا والإطاحة بحكومتها دون الاضطرار إلى الغزو بالدبابات.وتقول نيويورك تايمز أن خيارات بوتين الإستراتيجية على مدار الأسابيع المقبلة ربما تحدث فارقا هائلا فى الكيفية التى سيرد بها العالم.
فإذا قام بضرب البلاد بأكملها مرة واحدة، وهو النهج الذين يعتقد كبار المسئولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين ومحللين خارجين إنه الأكثر احتمالا الآن، ويمكن أن يردى إلى أكبر معركة وأكثر عنفا على الأراضى الأوروبية منذ استسلام النازيين فى عام 1945.
وهناك سؤال بسيط يتعلق بالحزمة الكاملة من العقوبات وقطع الصادرات التكنولوجية الذى سيتم على الفور تقريبا. ففى حالة حدوث هذا السيناريو، سيتبع هذا إدانات دولية، على الرغم من أن بوتين قد يراهن على أنها لن تدوم طويلا، وسيعتاد العالم تدريجيا على روسيا الجديدة الأكبر التى تعيد تشكل مجال النفوذ الذى كان فى يوم من الأيام السمة المميزة للاتحاد السوفيتى القديم.
وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد قال فى مقابلة مع شبكة سى إن إن أنه يبدو أن كل شىء يؤدى إلى الغزو الفعلى يحدث، كل هذه العمليات الكاذبة وكل هذه الاستفزازات لخلق مبررات، كل هذا موجود.
وأوضحت الصحيفة أن المعلومات التى تم تمريرها للرئيس الأمريكى جو بايدن من وكالات الاستخبارت لم توضح ما إذا كانت أوامر بوتين ستؤدى إلى غزو هائل أو نهج تدريجى يمنح الرئيس الروسى مزيد من الفرص لاستغلال الانشقاقات تحت السطح فى التحالف الغربى ضده. فيمكنه على سبيل المثال أن يخبر اقتراح بأن ألمانيا أو إيطاليا، وهما أكثر دولتان تعتمدان على الغاز الروسى فى غرب أوروبا، يمكن أن يتراجعا عزمهما.
وكانت هذه السيناريوهات التى تمت مناقشتها بشكل مكثف هذا الأسبوع فى مؤتمر ميونيخ الأمنى. ويقول إيان بريمر، رئيس مجموعة يوراسيا للمشورة الجيوسياسية إنه لو كان بوتين عازم على التصعيد، فإنه لا يعتقد أنها ستكون حرب خاطفة مفاجئة على كييف والإطاحة بحكومة زيلينسكى. ومن المرجح أن يبدو الأمر وكأنه اعتراف باستقلال المنطقة الانفصالية حول لوهانسك فى الشرق.
وتابع قائلا: لو كنت مكان بوتين لأصبح لديك أملا أن يؤدى هذا إلى مزيد من التقلبات بين بعض حلفاء الناتو، ومنح روسيا فرص أكبر للحصول على ما تريد دون الاضطرار للذهاب إلى أوكرانيا بشكل أوسع.
وكان بايدن قد قال فى مؤتمر صحفى فى يناير الماضى أن التوغل المصغر ربما لا يسفر عن فرض العقوبات الكاملة. وفى هذه الحالة ربما يسعى بوتين لاختبار رد الفعل الدولى على كل خطوة، لمعرفة نوع العقاب او المقاومة العسكرية التى قد يواجهها.