وسائل الإعلام العالمى والبريطانى ومواقع التواصل الاجتماعى كان شغلها الشاغل بالأمس هو مصر ممثلة فى تفوق وإبداع أبنائها فى السماء والأرض...!
الإعلام العالمى والبريطانى كان يرصد داخل ملعب الأنفيلد الإنجليزى ما يحققه لاعبنا المدهش محمد صلاح مع فريقه ليفربول والإعجاز الذى وصل اليه بعد تسجيله الهدف رقم 150 فى مرمى فريق نوريتش سيتى ليحقق رقم قياسى جديد ويصبح اللاعب رقم 10 فى تاريخ فريق ليفربول الذى يصل إلى هذه الرقم وبهدف سيبقى حديث ملاعب كرة القدم طويلا ماركة مسجلة وعلى طريقة " مو صلاح" الذى تغنت به الجماهير أمس داخل وخارج مدرجات ملعب الفريق.
ولم يمض وقتا طويلا وربما بالتزامن مع مباراة ليفربول ونوريتش سيتى كانت وسائل الاعلام البريطانية والعالمية ترفع رؤوس وأعمدة كاميراتها وعدساتها إلى الأعلى لتسجل لحظة ابداع مصرية جديدة لا يقدر عليها سوى المصريين فقط، فقد نشرت وسائل الإعلام وتناقلت عنها مواقع التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم مقطع فيديو يرصد حرفية وكفاءة عالية لقائد طائرة تابعة لشركة مصر للطيران من طراز دريملاينر بوينج 787 خلال الهبوط فى مطار هيثرو بلندن وسط ظروف جوية قاهرة أجبرت العديد من الطيارين العالميين إلى إلغاء الهبوط بنفس المطار والتوجه لمطارات بديلة. الطائرة المصرية التى كان يقودها البطل المصرى الطيار وليد مراد توجهت من مطار القاهرة إلى مطار هيثرو بلندن عصر السبت، وتمكن من الهبوط بالطائرة بثبات رغم ظاهرة جوية غير مسبوقة شهدتها بريطانيا خلال الساعات الماضية بسبب تعرضها للعاصفة "يونيس" وبسرعة رياح بلغت 190كيلومترا فى الساعة.
محمد صلاح يقترب الآن من سن 30 عاما وبدا أنه وصل إلى مرحلة النضج الكامل فى الملاعب وظهر ذلك فى قيادته لمنتخب مصر ككابتن للفريق فى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة فى الكاميرون وأصبح محملا بأمال كثيرة من جميع عشاقه محبيه وخاصة فى مصر وأمته العربية، فلم يعد مجرد لاعب كرة قدم بل رسول لبلاده يختزل فى رسالته للمجتمع الإنجليزى والاوروبى والعالمى أيضا صورة بلاده وحضارتها وثقافتها وتاريخها الممتد فى جذور التاريخ لعمق 4 آلاف سنة وصورة لدينه السمح.
الطيار البطل وليد مراد عمره الآن 62 عاما فهو ابن مدرسة اسمها مصر للطيران يعمل بها منذ قرابة 40 عاما ولديه خبرة كبيرة فقد طار أكثر من 30 ألف ساعة، ويعكس تاريخ شركة هى الأقدم فى منطقة الشرق الأوسط عمرها الأن 90 عاما فقد تأسست عام 1932 بـ 20 ألف جنيه.. باسم الخطوط الهوائية المصرية.. وكان طلعت حرب باشا الداعم الأكبر لها. وطوال هذه السنوات ظلت مصر للطيران جزءًا هاما من تاريخ الوطن يتأثر به ويؤثر فيها. وهو ما اختزلته لحظة إبداع وليد مراد.
صلاح كافح وعانى ووضع حلمه أمام عينيه.. الحلم الذى نما بين حقول قريته نجريج فى الغربية وصولا إلى ملاعب بريطانيا وأوروبا.
ومراد هو ابن مدرسة القوات الجوية المصرية أيضا قبل التحاقه بمصر للطيران وهو حاليا يدرب الطيارين الجدد كما أنه وصل إلى منصب نائب رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوى وهو حاليا أيضا رئيس رابطة الطيارين ويشغل منصب رئيس نادى الطيران الرياضى منذ 14 عاما، وابنه أيضا طيار زميل له بشركة مصر للطيران ومدرب على فعل نفس ما فعله فى مطار هيثرو.
يكفى صلاح فخرا أنه ابن مصر وملاعب مصر وقرى مصر وحقق ما لن يحقق أحد بعده لوقت طويل جدا فى ملاعب أوروبا.. ويكفى مراد سعادة واعتزاز بأنه ابن مدرسة القوات الجوية ومدرسة مصر للطيران حديث العالم الآن.
صلاح هو واحد من أفضل لاعبى العالم الآن وإن لم يكن الأفضل فى الفترة الحالية.. والكابتن وليد مراد واحد من أمهر طيارى العالم وحاصل على لقب أفضل طيار فى العالم.
ما حدث بالأمس هى لحظة إبداع مصرية وفخر لمصر وشعبها تتكرر دائما وليست لحظات استثنائية وعلينا أن نجعلها نماذج ساطعة فى إعلامنا.