تستعد دول وسط وشرق أوروبا، الأقرب إلى أوكرانيا، لموجة ضخمة من اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسي، والتى، على عكس عام 2014 واستنادًا إلى التفجيرات الأولى لمختلف المدن الأوكرانية فى الشرق والشمال والجنوب، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على القارة.
وقالت صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية أن أوروبا استقبلت خلال 12 ساعة حوالى 4 آلاف لاجئ، وتشير التقديرات إلى الأسوأ حيث يصل عدد اللاجئين الأوكرانيين المحتملين إلى 5 مليون لاجئ أوكرانى، فى الوقت الذى لابد على أوروبا أن تحافظ على أن يكون العدد الإجمالى 500 الف فقط.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن آلاف الأوكرانيين قفزوا إلى سياراتهم فى محاولة للهروب من القصف الروسى وفى غضون ساعات قليلة فقط، غادرت طوابير طويلة من المركبات من كييف ومدن أخرى: يصطف مئات الأوكرانيين أمام الحدود السلوفاكية لدخول البلاد، ووصلت عدة قطارات إلى وارسو من كييف حتى الحافة و4000 أوكرانى على الأقل هم دخلت مولدوفا بالفعل، كما ذكرت سلطات كيشيناو، وبحسب ما ورد فر حوالى 100 ألف شخص من منازلهم وغادر آلاف آخرون البلاد فى اليوم الأول من الهجوم وحده، وفقًا للأمم المتحدة.
و أغلقت السلطات الأوكرانية المجال الجوى أمام الرحلات الجوية المدنية، لذلك يُقدر أن معظم المغادرين يكون عن طريق البر: فقد أعلنت بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا، دول الاتحاد الأوروبى التى تشترك فى حدود مع أوكرانيا ، عن خطط مختلفة لمحاولة التعامل مع موجة من اللاجئين.
و دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومات إلى إبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين. وقد أكدت الغالبية، باستثناء المجر، على استعدادها للترحيب باللاجئين.
فى عام 2014، شهدت أوروبا الموجة الأولى من اللاجئين الأوكرانيين الفارين أولاً من الضم الروسى لشبه جزيرة القرم وبعد أشهر من الحرب الانفصالية فى المقاطعات الشرقية دونيتسك ولوجانسك. ولكن فى تلك الحالة، ظل معظم النازحين بسبب النزاع فى أوكرانيا كمشردين داخليًا - ما لا يقل عن 1.3 مليون شخص، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - فى مدن مثل كييف أو لفيف.
ويختلف الوضع فى عام 2022: نطاق "العملية العسكرية الخاصة"، كما أشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الهجوم، يبدو أوسع، حيث توغلت القوات الروسية فى الأراضى الأوكرانية من الشمال (مع الحدود البيلاروسية، باتجاه كييف. ) وإلى الشرق وإلى الجنوب (من القرم وأوديسا). على الرغم من التحذيرات المتعددة حول نوايا بوتين لأشهر، فإن أوروبا تباطأت عندما يتعلق الأمر بتنفيذ خطة رد فعل عامة على موجة الهجرة المتوقعة، حيث بدأت فى حشد رقاقاتها قبل أسابيع قليلة فقط.
وأكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن لديهم "خطط طوارئ للترحيب الفورى باللاجئين"، وفى بولندا، تساعد القوات الأمريكية بالفعل الأشخاص الذين يعبرون الحدود بحثًا عن المساعدة، وتقوم وزارة الصحة البولندية بإعداد قطار بالإمدادات الطبية لعلاج ونقل المواطنين الأوكرانيين الذين يعانون من جروح أو إصابات.
ويقول مسؤولو الجمارك السلوفاكية أن هناك طوابير تصل إلى 8 ساعات على أكثر الطرق السريعة ازدحامًا مع أوكرانيا. أعدت سلوفاكيا حتى الآن 2000 سرير فى 60 صالة رياضية.
وذكرت السلطات الرومانية أن عدة مئات من المواطنين الأوكرانيين عبروا الحدود مع رومانيا فى الساعات الأولى للبحث عن ملاذ فى منازل الأصدقاء والأقارب فى مواجهة الغزو العسكرى واسع النطاق الذى شنته روسيا.
قال محافظ هذه المقاطعة الرومانية الحدودية "تظهر البيانات الأولى من شرطة الحدود زيادة عدة مئات من الأشخاص، على الرغم من أن العديد منهم يحملون الجنسية الرومانية أو العائلة أو الأصدقاء وحتى منازلهم فى سوسيفا".
أنشأت السلطات المحلية بنية تحتية متنقلة قادرة على إيواء 200 نازح إذا لزم الأمر، على الرغم من أن الحكومة المركزية أعلنت أنها تستطيع زيادة هذه السعة إذا وصل المزيد من اللاجئين، وتشترك رومانيا فى حدود تزيد عن 600 كيلومتر مع أوكرانيا، وتتسم الاتصالات بين أولئك الذين يعيشون على جانبى الحدود بالسلاسة.
وفقًا لآخر إحصاء رسمى للسكان، تعيش أقلية أوكرانية تاريخية تضم أكثر من 50000 شخص فى رومانيا، بينما يعيش حوالى 400000 من المتحدثين بالرومانية فى أوكرانيا.
وصرح وزير الدفاع الرومانى فاسيل دينكو لوسائل الإعلام أن حكومته مستعدة لاستقبال أكثر من نصف مليون لاجئ من أوكرانيا، وذكرت وزيرة الداخلية المولدوفية أندا ريفينكو أن حوالى 2000 لاجئ أوكرانى عبروا الحدود فى مولدوفا المجاورة اليوم.
وأكدت حكومة بولندا مؤخرًا، حيث يعيش 250.000 أوكرانى بشكل دائم، على الرغم من أن عدد المقيمين المؤقتين قد يصل إلى مليون شخص، أن البلاد وسوق العمل فيها "يمكن أن يستوعب" ما يصل إلى مليون أوكرانى نازح.
أكد وزير الداخلية فى جمهورية التشيك، فيت راكوسان، أنه فى حالة وصول أكثر من 5000 لاجئ، سيكون من الضرورى "إعلان حالة الطوارئ".
فى جمهورية التشيك، التى ليس لها حدود مع أوكرانيا، يوجد حوالى 160.000 أوكرانى مسجل، وهم موجودون جدًا فى قطاعات مثل البناء.
وأبدت السلطات البلغارية اليوم استعدادها لاستقبال الأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسى.
واستقبلت النمسا، وهى واحدة من أغنى دول الاتحاد الأوروبى، موجات مختلفة من اللاجئين فى الماضى، على الرغم من أنها شددت فى السنوات الأخيرة سياسة اللجوء الخاصة بها تجاه الفارين من النزاعات فى آسيا والشرق الأوسط.
تقدم المستشار الفيدرالى، المحافظ كارل نهامر، أمس، قبل بدء الهجوم: "الوضع فى أوكرانيا يختلف عن الوضع فى دول مثل أفغانستان. إنه يتعلق بمساعدة أحد الجيران".
قدمت الحكومة الألمانية اليوم "دعمًا هائلاً"، لكل من بولندا والدول الأوروبية المجاورة الأخرى، فى استقبال اللاجئين وفى مواجهة تدفق الهجرة المتوقع الذى سينتج بعد هجوم روسيا على أوكرانيا.
وعرض رئيس بلدية مدريد، خوسيه لويس مارتينيز ألميدا، "جميع موارد" مجلس المدينة على الحكومة للترحيب باللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى إسبانيا نتيجة للهجمات التى شنتها روسيا.
وكتب عضو المجلس فى ملفه الشخصى على تويتر: "يقدم مجلس مدينة مدريد جميع الموارد المتاحة له للترحيب باللاجئين الأوكرانيين الذين كانوا ضحايا الغزو الروسى”.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة