كتبت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أنه فيما تتكشف معركة الإرادات والقوة بين روسيا والغرب حول مصير أوكرانيا، هناك حقيقة دامغة يجب أخذها في نظر الاعتبار، وهي أن بوتين لم يخسر حربا خاضها.
ولفتت المجلة ذاتها إلى أنه خلال الصراعات السابقة في الشيشان وجورجيا وسوريا والقرم على مدى عقدين من حكمه، نجح بوتين في إعطاء قواته المسلحة أهدافا عسكرية واضحة وقابلة للتحقيق، من شأنها أن تسمح له بإعلان النصر بمصداقية في نظر الشعب الروسي وبحذر في نظر العالم.
وذكرت أنه من غير المرجح أن تكون مبادرته الأخيرة في أوكرانيا مختلفة.
وقالت: "على الرغم من شهور من الحشد العسكري على طول حدود أوكرانيا والتحذيرات المتكررة من إدارة بايدن من احتمال حدوث توغل روسي في أي وقت، فإن التدخل العسكري فجر 24 فبراير والذي أطلق أول حرب برية في أوروبا منذ عقود، كان مفاجأة لكثير من الأوكرانيين".
وأضافت: "في المدن الكبرى في جميع أنحاء أوكرانيا شاهد الأوكرانيون بذهول واستمعوا إلى أصوات الانفجارات المدوية التي تستهدف القواعد العسكرية والمطارات والقيادة والسيطرة الأوكرانية، على الرغم من تطمينات رئيسهم المتكررة بأن روسيا لن تغزو بلادهم".
ولفتت المجلة إلى أنه في غضون 24 ساعة انتشر الصراع بسرعة، إذ تحركت الدبابات والقوات الروسية بسرعة باتجاه العاصمة كييف ووصلت إلى تشيرنوبيل، موقع الانهيار الكارثي للمفاعل النووي عام 1986.
وذكرت أنه وفي لحظة أدى التدخل العسكري في أوكرانيا إلى تدمير النظام الأمني في أوروبا بعد الحرب الباردة، وهو النظام الذي تمحور حول غضب روسيا من تحالف "الناتو" الذي غالبا ما يتوسع، مشيرة إلى أن كثيرا من المحللين يتوقعون أنه بمجرد سقوط كييف فإن العملية العسكرية سوف تفسح المجال لتسوية سياسية تضع حكومة صديقة لروسيا في مكانها.
وبحلول يوم الجمعة، كان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يدرس دعوة من موسكو لإجراء محادثات حيادية في بيلاروس المجاورة، التي لفتت إلى أنه إذا جرت هذه المحادثات سيكون بوتين قادرا عندئذ على سحب القوات وإنهاء الصراع مع توجيه ضربة مذلة للغرب.
وتابعت: "يتفق الخبراء العسكريون والروس على أن هذه قد تكون النقطة الحقيقية، حيث أن أوكرانيا بالطبع ليست عضوا في الناتو، واحتمال انضمامها إلى الحلف في يوم من الأيام، كما فعلت الدول الأخرى التي كانت ذات يوم جزءا من الكتلة السوفيتية القديمة، هي قضية رئيسية في الصراع الحالي".