"المضادات الحيوية" الجائحة الأخطر من كورونا.. وصفات السوشيال تهدد بفقدان تأثيرها بسبب الإسراف فى تناولها.. وصيادلة: حقنة البرد و"المجموعة" أكبر خدعة لعلاج نزلات البرد.. ومطالب بوقف صرف الأدوية دون "روشتات"

الخميس، 03 فبراير 2022 09:00 ص
"المضادات الحيوية" الجائحة الأخطر من كورونا..  وصفات السوشيال تهدد بفقدان تأثيرها بسبب الإسراف فى تناولها.. وصيادلة: حقنة البرد و"المجموعة" أكبر خدعة لعلاج نزلات البرد.. ومطالب بوقف صرف الأدوية دون "روشتات" "المضادات الحيوية" الجائحة الأخطر من كورونا
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 الكورتيزون "كارثة".. ودراسات تتوقع 10 ملايين ضحية سنويا لمقاومة البكتيريا على مستوى العالم بحلول 2050

- طبيب بيطرى: تناول لحوم ودواجن قبل إنتهاء مُدة سحب العقاقير البيطرية منها أحد أبرز مصادر المضادات للجسم البشرى

- أعضاء بنقابة الأطباء يطالبون بوقف صرف الأدوية من الصيدليات دون "روشتات"

- وعضو بمجلس الشيوخ: وضع آليات لصرف الدواء للحد من عشوائية تناوله..

ووصف أطباء للعلاج "عن بُعد" دون فحوصات سبب أساسى فى المشكلة   

 
منذ بدائة جائحة كوفيد19 فى 2019، وحتى الآن، شهد العالم اتجاه غالبية مُصابى فيروس كورونا للعلاج بالمضادات الحيوية، دون قيود أو ضوابط معتمدين فى ذلك على بعض الموروثات لديهم بأنه العلاج الأفضل للغالبية العُظمى من الأمراض، وبعض المعلومات المتداولة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا من غير المتخصصين، والتى كان آخر ما أطلقته ما تم تسميته بـ"حقنة البرد" والتى تحتوى على خليطا من: المضاد الحيوى، والكورتيزون، ومسكن الألم".
 
وبدورها أكدت منظمة الصحة العالمية أن الإفراط فى استخدام مضادات الميكروبات فى البشر والحيوانات والنباتات على حد سواء من العوامل الرئيسية فى تطوير العدوى المقاومة للأدوية، والتى سلطت جائحة كورونا الضوء عليها، لاعتماد البشر على المضادات ضمن العلاج رغم أن الكورونا فيروس وليس بكتيريا، لذا لم يكن هناك ضرورة لاستخدام المضادات الحيوية، كما أن استخدامها على نطاق واسع فى الثروة الحيوانية وفى زراعة المحاصيل، يسهم فى منح الأجسام المقاومة نفسها من خلال الطعام، كما حذرت هيئة الدواء المصرية من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون وصف الطبيب المعالج حيث أن الإفراط بها أو استخدامها بشكل خاطئ يوفر الفرصة للبكتيريا لأن تعتاد على تأثير هذه المضادات وتتكيف معها، وبهذا تتكون سلالات أكثر قوة، لديها القدرة على مقاومة المضادات الحيوية، وبعض الحالات لا يمكن علاجها وقد تنتهى بالوفاة.
 
يقول الدكتور على عبدالله، صيدلى: إن إحصائيات منظمة الصحة العالمية توقعت أن تصل أعداد ضحايا مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية فى 2050 إلى 10 ملايين شخص كل عام، وستُزيد الحمل على منظومة الصحة بقيمة 1.2 تريليون دولار، وبعد جائحة كورونا ستتغير هذه النسب، لأن عالميا الإفراط فى المضادات الحيوية "ستُزيد الطين بلة"، وبالتالى تقديرات المنظمة قطعا سترتفع، مشيرا إلى أنه فى مصر أشارت بعض الاحصائيات إلى أن 74% من مرضى كورونا تم صرف مضادات حيوية لهم، فى حين أن المستحقين من بينهم 19% فقط، وأَضاف فى تصريحات لليوم السابع: أن المقاومة للبكتيريا فى 2019، أدت إلى وفاة أعداد تفوق الملاريا والإيدز عالميا، حيث بلغ حوالى 5 ملايين حالة وفاة مُصاحبة لهذه المشكلة، من بينها 1.27 مليون حالة وفاة بسبب المقاومة للبكتيريا بشكل مباشر، موضحا أن الدراسة تلك تم إجرائها على مستوى 204 دولة، والفقيرة من بينهم الأكثر تأثرا، والقارة الإفريقية هى الأعلى.
 
فيما قالت الدكتورة وسام نصار الصيدلانية بهيئة الدواء المصرية، إن أحد أبرز أسباب تشكيل مقاومة من أنواع المضادات الحيوية، وجعل البكتيريا أكثر عُنفا، والأمراض ذات أعراض أشد قساوة، اعتياد المواطنين استخدام المضاد الحيوى فور الإصابة بنزلات البرد رغم أنه قد لا يكون هناك داعى لذلك، فى حال عدم وجود ارتفاع بدرجات الحرارة، بالإضافة إلى استسهال الحصول عليه من الصيدليات دون استشارة الأطباء، وعدم الإلتزام بالجرعات المقررة من قبل الأطباء سواء بالزيادة أو التوقف المفاجئ عنه، فضلا عن تداول معلومات غير علمية أو طبية بين الأشخاص غير المتخصصين والتى كان أبرزها الاعتماد على "مجموعة البرد" أو "حقنة البرد" حيث تضم كلا منهما مضادات حيوية، وكورتيزون وخوافض للحرارة، رغم أن المضادات الحيوية مع نزلات البرد ليس لها أى دور واضح، لافته إلى أن كل ذلك يُصعب العلاج فيما بعد، فضلا عن مساهمته فى إحداث ضرر عالمى. 
 
ويوضح الدكتور محمد صابر طبيب بيطرى وجراح بمزارع الألبان والتسمين، تعدد مصادر المضادرات الحيوية لجسم الإنسان، وخاصة فى الجانب البيطرى، قائلا: إن 70% من الثروة الحيوانية يملكها صغار المربيين، ولا يوجد منزل يخلو من اللحوم والألبان والدواجن والبيض والأسماك، والمربيين الصغار فى حال إصابة حيوان لديهم بأى مرض يبدؤون فى العلاج دون استشارة الطبيب البيطرى بإجراء تجارب، ثم يلجأ للباراميديكال غير المتخصصين ويجرون تجارب أخرى، وعند سوء الحالة تماما يلجأ للطبيب البيطرى، والذى يُكسب مقاومة لنوع المضاد الحيوى،  فضلا عن معظم مزارع الدواجن تستخدم مضاد حيوى فترة السحب الخاصة به من اللحوم تصل إلى 108 يوم، وفى الأغلب يتم ذبح الطائر فى الفترة من 35 إلى 40 يوم فقط، مما يعنى أن المواطن يتناول الدواجن متشبعة بالمضاد الحيوى، والتى تؤثر على كلى الإنسان، ويقلل المناعة لديه، بالإضافة إلى تأثيره على صحة الأجنة وإصابتهم بالصمم.
 
وأضاف صابر، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: فى أوروبا مازالوا يعملون بمضادات الجيل الأول والثانى، إلا أن فى مصر نعتمد على مضادات الجيل الرابع والذى بدأ يفقد تأثيره مع بعض الحالات أيضا، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ اجراءات ضد الباراميديكا ودخلاء مهنة الطب البيطرى، حيث أنهم سبب أساسى فى حقن الحيوانات بعقاقير متعددة وغير صالحة، مؤكدا ضرورة وضع آليات لمزارع الدواجن لضمان توجيه كل الإنتاج للمجازر لتحليلها للتأكد من خلوها من المضادات الحيوية قبل بيعها للمواطنين، وكذلك تحليل اللحوم بمجازر الحيوانات الكبيرة والحيوانات المنتجة للألبان "الأبقار والجاموس والماعز"، خاصة أن المربيين قد يبيعون الألبان بعد ساعات من حقن الحيوان بالمضاد الحيوى لعدم إدراكهم خطورة ذلك. 
 
ولفت إلى أن استمرار عشوائية والإسراف فى استخدام المضادات الحيوية، سيجعل الأمراض الشائعة مثل إلتهاب اللوز أو الخدوش بالجلد والإلتهاب المعوى مستقبلا لن يكون هناك مضاد قادر على علاجهم، مشيرا إلى أنه من الثمانينات وحتى الآن لم يتم اكتشاف عائلات جديدة للمضادات الحيوية البالغ عددها 22 عائلة، لذا منظمة الصحة العالمية والفاو، طالبوا بترشيد استهلاك المضادات الحيوية.
 
من ناحيته، قال الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، المشكلة أزلية حيث يفتقد المواطنون أى نوع من الثقافة الصحية، والتى تحتاج إلى جهود كبيرة لخلق توعية بين الناس للحد من تلك المشكلات، حيث يهتم العالم كله بتوعية المواطنين بآليات التعامل مع المشاكل الصحية الأولية قبل الوصول للدكتور والطوارئ، فى مقابل يلجأ كثيرا منا فى أول تصرف منه إلى المضاد الحيوى، ويسفر ذلك عن خفض مناعة الجسم، وإخفاء تأثيره المضاد الحيوى، وبالتالى تقليل فرص العلاج به، والحاجه إلى أدوية جديدة، وبالتالى لابد من تفعيل ضوابط لوقف صرف الأدوية دون روشتات طبية، خاصة فى ظل انتشار ظاهرة وقوف غير الصيادلة بالصيدليات، والذى يعرض المرضى إلى مخاطر.
 
واتفق الدكتور أبو بكر القاضى، أمين صندوق نقابة الأطباء، مع "الزيات" بشأن ضرورة صرف الأدوية بناءا على "روشتة" طبيب نظرا لأن الإصراف فيه يقلل من حساسية الجسم فى التوقيت الذى قد يحتاجها لمواجهة بكتيريا معينة، قائلا: كما أن ما يؤخذ من صفحات السوشيال ميديا والمتحدثين غير المتخصصين يُهدد بخطورة شديدة، وتُدخل المرضى لخطوات علاجية مُعقدة فيما بعد للتعامل مع البكتيريا.
 
من ناحيته، قال الدكتور محمد الشيخ، عضو مجلس الشيوخ، نقيب صيادلة القاهرة، إن بروتوكول علاج كورونا فى البداية كان يتضمن عددا من المضادات الحيوية، لكن بعد فترة أصبح هناك مواطنين يطبقون البروتوكول القديم من تلقاء أنفسهم بسبب تداول هذه البروتوكولات على صفحات السوشيال ميديا، دون الإلتفات إلى أن هذه البروتوكولات تغيرت كثيرا، مضيفا: هناك كثر لديهم عادات خاطئة موروثة مثل طلب الحقنة الثلاثية، ومهما بذل الصيدلى جهد لإقناع المريض بضرورة التوقف عن الحصول على المضادات الحيوية بعشوائية، لا يقتنع أبدا ولا يستوعب الأمر، وكل هذا يحتاج لضوابط وآليات لصرف المضادات الحيوية بعد إجراء الفحوصات اللازمة، لأننا أوشكنا على الدخول فى مشكلة حقيقية.
 
وأضاف الشيخ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: أُهيب بهيئة الدواء بإطلاق حملات لتوعية المواطنين بخطورة الإسراف فى المضادات الحيوية، مشيرا إلى عدم وجود ما يمنع من صرف أدوية من الصيدليات بدون روشتة، لكن لا يجب تحميل الأمر للصيادلة وحدهم، حيث أن بعض الأطباء يعالجون المرضى من خلال الإنترنت ويصفون أدوية ومضادات حيوية عن بُعد دون إجراء فحوصات، وهذا أيضا كان عامل كبير فى عشوائية الاستخدام للمضادات.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة