بابا الفاتيكان: الأخوة هى الحل لإنهاء الحروب وتدمير الشعوب وحرمان الأطفال من الغذاء

الجمعة، 04 فبراير 2022 12:28 م
بابا الفاتيكان: الأخوة هى الحل لإنهاء الحروب وتدمير الشعوب وحرمان الأطفال من الغذاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ قداسة البابا فرنسيس كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية بتقديم التحية لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،قائلا: "اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أحيي مع كامل التقدير والمحبة سماحة الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي وقّعت معه منذ ثلاث سنوات بالضبط في أبو ظبي، وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، ولقد سرنا معًا في السنوات الأخيرة كأخوين واعيين بأننا من خلال احترام ثقافاتنا وتقاليدنا المتبادلة نلبي الدعوة إلى بناء الأخوة كرادع ضد الكراهية والعنف والظلم".
 
كما قدم البابا فرنسيس الشكر للشيخ محمد بن زايد على رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية وللجنة العليا للأخوة الإنسانية على جهودها ومبادراتها في تنفيذ بنود هذه الوثيقة التاريخية، مصرحا: "أتقدّم بالشكر إلى كل من رافقنا في هذا المسار أي صاحب الشيخ محمد بن زايد على التزامه الدائم بالدفع في هذا الاتجاه، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية على المبادرات المتنوّعة التي روّجت لها في مختلف أنحاء العالم، والجمعية العامة للأمم المتحدة لأنها سمحت لنا اليوم، بموجب القرار الصادر في ديسمبر/ كانون الأول 2020، بالاحتفال باليوم الدولي الثاني للأخوة الإنسانية. كما أشكر كافة المؤسسات المدنية والدينية التي تدعم هذه القضية النبيلة".
 
وأكد بابا الفاتيكان أن الأخوة الإنسانية إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب، لئلا يشعر المحرومون أو أولئك الذين يعانون بأنهم مستبعدون ومنسيون، بل أنهم محتضنون ومدعومون كجزء من الأسرة البشرية الواحدة، ويتعيّن علينا جميعًا، أن نشاطر مشاعر الأخوة المتبادلة بيننا، وأن نعمل على تعزيز ثقافة السلام، التي تشجع بدورها التنمية المستدامة والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن.
 
وأوضح البابا فرنسيس أننا جميعًا نعيش تحت قبة السماء الواحدة، بغض النظر عن مكان إقامتنا وطريقة عيشنا، وبمعزل عن لون البشرة والدين والطبقة الاجتماعية والجنس والعمر والظروف الصحية والاقتصادية، فجميعنا مختلفون ولكننا جميعًا متشابهون كما أثبته لنا زمن الجائحة هذ.، مصرحا "لا نجاة لمن يعمل بمفرده! لا نجاة لمن يعمل بمفرده! نعيش جميعًا تحت قبة السماء الواحدة، وينبغي علينا نحن، كمخلوقات الله وباسمه تعالى، أن نعترف بأننا أخوة وأخوات. ونحن نضطلع بدور كمؤمنين ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة، يتمثّل هذا الدور في مساعدة إخواننا وأخواتنا على الارتقاء بنظرهم وصلواتهم إلى الرب. فلنرفع أعيننا إلى السماء، لأن من يعبد الله بقلب صادق يرنو بالمحبة إلى قريبه أيضًا. 
 
وأكد بابا الكنيسة الكاثوليكية أن الأخوة الإنسانية تقودنا إلى الانفتاح على الجميع وأن نتبيّن في الآخر أننا كلنا أخوة، لنتشارك الحياة ونمد يد العون لبعضنا البعض، ولنحبّ الآخرين ونتعرّف عليهم، وأنه قد حان الوقت اليوم للسير سويًا، دون الإحالة إلى الغد أو إلى مستقبل قد لا يكون، قائلا: "اليوم، حان الوقت المناسب للسير على خطى واحدة: مؤمنون وأصحاب النوايا الحسنة كافة، معًا، إنه يوم ميمون لنمسك بيد الآخر، ونحتفل بوحدتنا في التنوّع، الوحدة في التنوّع – لنقلْ للجماعات والمجتمعات التي نعيش فيها أن زمن الأخوة قد حلّ علينا،  وأنه من الضروري أن نتضامن مع بعضنا البعض، وليس هناك وقت للشعور باللامبالاة، فإما نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا. وهذا ليس مجرد تعبير أدبي مأساوي بل هي الحقيقة! إما أن نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا"، مشيرا إلى أن الأخوة هي الحل للقضاء على الحروب، وتدمير الشعوب، وحرمان الأطفال من الغذاء، وتراجع مستوى التعليم، مشددا على أننا نشهد دمارا، فإما نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا، وليس الوقت مناسبًا للنسيان.
 
وأوضح البابا فرنسيس أن طريق الأخوة طريق طويل وصعب، لكنه قارب النجاة للإنسانية جمعاء، فنحن نواجه صفّارات الإنذار العديدة والأوقات المظلمة ومنطق الصراع براية الأخوة التي تحتضن الآخر وتحترم هويته وتحثّه على درب مشترك، لسنا سيّان بل نحن أخوة، ولكل منّا شخصيته وفرديته.
 
ووجه بابا الفاتيكان الشكر لكل من يعمل بقناعة بأننا نستطيع أن نعيش في سلام ووئام، مدركًا ضرورة تشييد عالم تعمّه أخوة أكبر لأننا جميعًا، إخوة وأخوات، من مخلوقات الله تعالى، وكل من سينضم إلينا في مسار الأخوة، مشجعا الجميع على الالتزام بقضية السلام والاستجابة للمشاكل والاحتياجات الملموسة للمحرومين والفقراء والضعفاء، مشددا على السير جنباً إلى جنب، بصفتنا "كلنا أخوة"، لنصبح فعلًا من صنّاع السلام والعدالة، في سياق انسجام الاختلافات واحترام هوية كل واحد منا.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة