حالة من الألم انتابت العالم أجمع بعد إعلان الديوان الملكي المغربي وفاة الطفل ريان بعد أن ظل عالقًا في بئر لمدة 5 أيام، الكثير من القنوات الإخبارية تابعت الحدث منذ بدايته، ما جعل أسر بأكملها صغيرها وكبيرها ملم بكل الأحداث، خاصة الأطفال الذين عاصروا واقعة الطفل ريان وتتبعوا أخباره، وشاهدوا صوره وسمعوا الأحاديث المتناثرة عنها من المقربين التي بالتأكيد لها وقع وتأثير نفسي عليهم بشكل أو بآخر، وهو ما جعلهم يطرحون العديد من الأسئلة عنه حتى بعد وفاته وجعل أهلهم في حيرة بشأن ما يخبرونهم إياه عما حدث له وما هو السن المناسب للحديث معهم عن الموت.
وقال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ"اليوم السابع" إن الأثر النفسي الذي أصاب بعض الأطفال سيظل يعتريهم طوال الزمان، لأن مثل هذه الأخبار المؤلمة ستظل راسخة في بنائهم النفسي عبر مراحل العمر المختلفة، مؤكدًا ضرورة تركيز الأباء على أطفالهم خلال هذه الفترة لكي يتجنبوا حدوث أزمات نفسية لأبنائهم.
التأثير النفسي على الطفل نتيجة متابعة حادث ريان:
المخاوف المرضية
قال الاستشارى النفسي إنه قد ينتاب هؤلاء الأطفال مجموعة من المخاوف المرضية، كالخوف من الظلام والخوف من تركه منفردا والخوف من المجهول والخوف من الأماكن المغلقة بل والرهاب الاجتماعي، بالإضافة إلى متلازمة القلق التي قد تسيطر على الطفل وتلازمه حتى يكبر.
العزلة الاجتماعية
متابعة الطفل لمثل هذه النوعية من الحوادث قد تجعله يظهر عليه عدة أعراض نفسية منها الانسحاب الاجتماعي والعزلة الاجتماعية وعدم الرغبة في استكشاف كل ما هو غريب.
الشعور بالذنب
وتابع الاستشاري النفسي عن التأثير النفسي الذي قد يصيب الطفل قائلاً ليس هذا فحسب بل قد يتولد لديهم الشعور بالذنب والقلق من الموت وبعض أنواع الوساوس القهري، بالإضافة للإصابة بالكوابيس والأحلام المزعجة.
خطوات تجنب التأثير النفسي لحادث ريان على الطفل
وأردف الاستشاري النفسي على الأهالي أن يكفوا تماماً عند تداول أخبار موت الطفل ولا يتتبعوها، وعليهم أيضًا أن يتجنبوا الحديث عنها وعن ردود الفعل تجاه ما حدث أمام الأطفال.
يتجنبوا أيضًا ربط الحادثة بالحصول على مكتسبات تربوية من ابنائهم مثل: "شايف، ما سمعش كلام أهله فوقع في البير، واديه مات اهوه".
وأردف إذا ما قام الطفل بالسؤال عن موت ريان أو لاحظنا عليه الشرود والسرحان وعلامات التساؤل على وجهه فعلينا بالحديث معه بهدوء، وبث الطمانينة إلى نفسه بأن ما حدث شيء عارض ولا يتكرر كثيرا وأن ريان الآن في منزلة أعلى وانتقل إلى الجنة الجميلة مثله في ذلك مثل بعض المقربين الذين انتقلوا إلى حياة أجمل، ولنحكي له عن بعض الأشخاص ممن رحلوا من العائلة ونستعين في ذلك ألبوم صور أو بعضاً من آثارهم الباقية، ونتحدث بصوت لا يدعوا للخوف أو الشك أو الريبة وبوجه غير عابس، وعيونا تخفي الحسرة أو الألم.
وتابع الاستشاري النفسي علينا عدم ترك الطفل منفردا ونتجنب النوم أو الجلوس في الظلام وينصح بقص القصص المبهجة والمريحة عند خلوده إلى الفراش.
واختتم الاستشاري النفسي على ضرورة إبعاد الأطفال عن متابعة مثل هذه الأنواع من الأخبار خاصة الحوادث التي ترتبط بأطفال لكي لا تترك فيهم وفي نفسيتهم مشاعر قوية تؤثر على سير حياتهم بشكل طبيعي.
ريان