كشفت دراسة دكتوراه الباحث الدكتور محمد ثروت بعنوان "التسامح وأثره على التعايش الديني في إندونيسيا وسنغافورة دراسة مقارنة" والتي نوقشت بكلية الدراسات الآسيوية العليا بجامعة الزقازيق عن أن التسامح هو سلوك حضاري وفضيلة اجتماعية تتمثل في احترام المعتقدات وإمكانية التعايش مع معتنقيها، وقبول العيش مع المخالف ضمن التعددية الدينية والتنوع الثقافي ومن ثمَّ تعتبر التعددية الدينية والتسامح والتعايش الديني، مكونات أساسية لا غنى عنها لبناء مجتمعات أكثر تحصينا وقوة واستقراراً، نظرا لما توفره وتشيعه بين عناصرها من مفاهيم وقيم مشتركة. فالاختلاف في العقائد والأفكار والمذاهب من طبيعة البشر.
وأوضح الباحث الدكتور محمد ثروت أن أهمية الدراسة إعادة صياغة للمصطلحات والمفاهيم من منطلق إنساني معرفي. - الإسهام في تسليط الضوء على تجارب آسيوية في التعايش الديني بين المختلفين مذهبياً ودينياً.
بالإضافة إلى توفير دراسة معرفية متخصصة في التسامح والتنوع مقابل ندرة البحوث والدراسات العربية المقارنة التي تناولت أثر فصل الديني عن السياسي في إدارة التنوع الديني والثقافي والعرقي وأوضح في المجتمعات الآسيوية.
وأشار الدكتور محمد ثروت إلى أن الدراسة تسعى تحقيق التالية:
1- رصد الجذور الفلسفية والثقافية والدينية للتسامح، وخصوصاً في أدبيات الثقافة الآسيوية وتراثها الحضاري والإنساني.
2- التعرف على واقع سياسات التسامح الديني في منطقة جنوب شرق آسيا، تطبيقاً على دولتي إندونيسيا وسنغافورة.
3- تحليل خريطة الأديان في إندونيسيا وسنغافورة، وعدد معتنقيها والتعريف بكل دين، بما يسلط الضوء على التعددية الدينية في البلدين.
4- استكشاف أدوار النخب السياسية والفكرية والدينية في التعايش السلمي بين الديانات والثقافات في إندونيسيا وسنغافورة.
وبيت رسالة الدكتوراه أن العلاقة بين التسامح الديني وتحقيق التعايش السلمي وتطوير المجتمعات وبناء دولها وإقامة المواطنة والعدالة والديمقراطية. وبالتالي إلى أي مدى نجحت دولتا إندونيسيا وسنغافورة في توظيف التعددية الدينية لتحقيق التعايش والتناغم والوحدة الوطنية؟ هذا هو لب المشكلة الذي ينتج عن أسئلة مهمة.
تتضمن الدراسة مقدمةً وستة فصول وخاتمة تتضمن أهم النتائج والتوصيات المقترحة. وذلك على النحو التالي:
مقدمة: تتضمن أهمية الموضوع، ومشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومنهج الدراسة، وعرض ونقد الدراسات السابقة.
الفصل الأول: الإطار النظري: التسامح والحوار: المفاهيم المعرفية والفلسفية والدينية.
-الفصل الثاني: خريطة الأديان في إندونيسيا.
-الفصل الثالث: الحالة الدينية في سنغافورة
-الفصل الرابع: مبادرات الحوار الديني والتعايش في إندونيسيا وسنغافورة،
الفصل الخامس: معوقات التسامح والتعايش الديني في إندونيسيا وسنغافورة
-الفصل السادس: الجهود السياسية والاجتماعية لمعالجة معوقات التسامح والتعايش في إندونيسيا وسنغافورة.
-هذا ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
1-ترتبط حالات التعددية الدينية في إندونيسيا وسنغافورة بالجذور العرقية والثقافية في الدولتين، وهو ما دفع السياسة لأن تراعي هذا التنوع الأساسي في المجتمعات والحفاظ على حقوق المواطنة والمساواة بين أهل الأديان.
2- كانت المشاركة المجتمعية والسياسية هي القاعدة الذهبية لتفعيل التعددية في إندونيسيا وسنغافورة، وهي المحرك العام لإعطاء كل تنوع حالته الثرية وزخمه الإنساني. وبالتالي لا يمكن إقصاء أي عنصر من عناصر المجتمع طالما يسهم بالقدر نفسه الذي يسهم فيه أي عنصر أخر.
3- كانت هناك مبادرات اجتماعية وفكرية وسياسية دائمة لممارسة التسامح والتعايش بين مختلف الأديان في دولتي الدراسة، لدرجة أن التسامح غدا ثقافة وبات التعايش أبرز الضمانات الاجتماعية لحياة متنوعة الجوانب والأديان والأعراق.
تكونت لجنة الإشراف من كل من فضيلة الأستاذ الدكتور حسن كمال القصبي أستاذ الحديث وعلومه وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة الأزهر، لتواضع فضيلته وقبوله الإشراف على هذه الرسالة، رغم مشاغله فقد شملني بعلمه الغزير وخلقه الرفيع فجزاه الله عني وعن طلاب العلم خير الجزاء.
والأستاذ الدكتور سامي محمد عبد العال أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة الزقازيق، الذي منحني الكثير من وقته، وكان لرحابة صدره وسعة علمه، أكبر الأثر في إتمام هذا العمل.
كما تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور محمد عفيفي عبد الخالق أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سابقا، لتحمله عناء قراءة الرسالة وقبوله المناقشة والحكم على الرسالة على الرغم من كثرة مشاغله، سائلا الله أن يديم عليه السلامة والصحة والعافية. والأستاذ الدكتور حسين علي حسن أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة