دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
صنع فريق الزمالك ملحمة فى الوفاء والإخلاص الذى كان دافعًا لهم لتحقيق بطولة دورى أبطال أفريقيا عام 1986، لإسعاد جماهيرهم والوفاء لنجم فريقهم وقتها إبراهيم يوسف "الغزال"، أسطورة القلعة البيضاء الراحل، وكان إخلاصهم ووفاؤهم له سببًا كافيًا ليحمل هو كأس أفريقيا رغم غيابه عن النهائى لإصابته قبل المباراة، إلا أنه كان حاضرًا ليشهد واحدة من أبرز لحظات المجد والسعادة فى قلعة ميت عقبة، خاصة أن تلك البطولة شهدت الكثير من الصعوبات التى نجح الأبيض فى تخطيها، حيث وصل الزمالك إلى المباراة النهائية ليواجه نظيره أفريكا سبورتس، بطل كوت ديفوار.
ويروى أحمد مصطفى الملقب بـ"أبو الأشبال"، الذى شهد نشأة العديد من أجيال الزمالك فى العقدين الأخيرين، كواليس هذا النهائى قائلاً، "إبراهيم يوسف رحمه الله عليه كان من أقرب الأشخاص إلى قلبى داخل الزمالك، هو واحد من المخلصين جداً للنادى حتى وقت وفاته، لا أنسى حزنه الشديد الذى وصل حد البكاء بسبب تعرضه للإصابة قبل مباراة الزمالك وأفريكا سبورت الإيفوارى فى نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا 1986، وقتها كنت مديرا للكرة".
وأضاف أبو الأشبال، "ظلت حالة إبراهيم يوسف النفسية سيئة بعد تأكد غيابه عن النهائي، لم أكن أعرف ماذا أفعل حتى يهدأ، إلا أن الله كافأنا بالبطولة ليعوضه.. فاز الزمالك بهدفين نظيفين فى القاهرة، وأصر إبراهيم على السفر إلى كوت ديفوار فى مباراة العودة رغم التأكد من غيابه عن المباراة".
وعن مباراة العودة قال، "خسرنا مباراة العودة بهدفين نظيفين، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح، والتى نجح الزمالك فى حسمها لصالحه 4-2".
وأخيرًا يروى تفاصيل مشهد الوفاء قائلاً، "بعد تتويج الزمالك بالبطولة، طالبت لاعبى الزمالك بأن يحمل إبراهيم يوسف الكأس تقديرًا لمشواره مع الفريق فى البطولة، وقد وافق اللاعبون فى موقف نبيل منهم"، مشددًا: "ذهبت ليوسف وأخبرته بأن يأتى ليحمل هو الكأس، وسعادته كانت لا توصف فى هذه اللحظة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة