لا تزال أزمة أوكرانيا تشعل أجواء التوتر التى يتردد صداها فى العالم أجمع، فى الوقت الذى يبدأ فيه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مساعى جديدة للوصول إلى حل دبلوماسى.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المواجهة بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا تدخل مرحلة حرجة هذا الأسبوع، فقد وجهت الولايات المتحدة الانتباه إلى حلف الناتو، ونقلت قواتها شرقا، بينما جهزت روسيا مزيد من القوات على حدود أوكرانيا، لكن فى ظل هذه التوترات، سيتم استكشاف السبل الدبلوماسية ولا تزال الخطوط المحتملة للحلول الدبلوماسية تتشكل، وإن لم تسفر عن شيئ بعد.
حيث يلتقى الرئيس الأمريكى جو بايدن مع المستشار الألمانى أولاف شولتز، بينما يلتقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى موسكو قبل أن يتوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى ظل الموقف المتشدد الذى تتبناه إدارة بايدن، وابتعاد ألمانيا، وسعى بوتين على ما يبدو لفرض حل لمظالم روسيا الأمنية، فإن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد وضع نفسه فى قلب الدبلوماسية فى أوروبا. وبالنسبة لموسكو، فإن ماكرون محاور جيد، بحسب ما قال مسئول رفيع المستوى فى الرئاسة الفرنسية، والذى رفض الكشف عن هويته.
وبالنسبة لماكرون، تتابع الصحيفة، فإن الفرصة لقيادة جهود لخلق بنية أمنية أوروبية جديدة قد وضعته أمام وفى قلب ما يمكن أن يكون أكبر مرحلة من رئاسته، والتى تأتى قبل شهرين فقط من الانتخابات الفرنسية التى يترشح فيها مجددا. كما أنه تقدم له فرصة للقيام بدور قيادى أكبر لكل أوروبا وإضفاء رؤيته العظيمة أحيانا لأوروبا المتحالفة مع الولايات المتحدة، ولكنها أكثر استقلالية.
وكان وزير الاقتصاد الفرنسى قال متسائلا: هل نريد لروسيا أن تصبح متحالفة تماما مع الصين أو أن تكون فى منطقة ما بين أوروبا والصين، وجاء هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه الصين وروسيا يوم الجمعة عن صداقتهما التى ليس لها حدود ودعا الناتو للتخلى عن نهجه القائم على عقيدة الحرب الباردة.
ومضت نيويورك تايمز قائلة إن لقاء بوتين وشى عشية انطلاق الأولمبياد الشتوية كان دليلا على التداعيات المشئومة الأوسع نطاقا للأزمة الأوكرانية، مع بدء ماكرون عدة أيام من الدبلوماسية المكثفة.
وتبدو المخاطر كبيرة مثلما هى المكاسب المحتملة لماكرون، بحسب الصحيفة، فحلول الأزمة تبدو بعيدة المنال إلى حد كبير فى الوقت الراهن، حتى لو بدا بوتين أقل تهديدا بشكل مباشر تجاه أوكرانيا خلال الأيام الماضية.
ويسعى ماكرون من جانبه لتحقيق هدف مزدوج، وهه وقف الحرب التى يهددها تمركز القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية، وتهدئة المخاوف الروسية التى أثارها توسع الناتو نحو الشرق فى عامى 1999 و2004، مع هدف أخير لدمج روسيا فى نظام أمنى أوروبى جديد يوزاى ميلها نحو الصين.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن هذه مهمة صعبة، لكن ماكرون لم يفتقر أبدا إلى الجرأة، لكن سيتعين عليه التعامل بحذر. ويقول جيريمى شابيرو، المسئول السابق بالخارجية الأمريكية، والذى يشغل حاليا منصب مدير الأبحاث بالمركز الأوروبى للعلاقات الخارجية، إن هناك إحباطا فى الدول الأوروبية بما فى ذلك ألمانيا مع اتجاه ماكرون للمضى قدما، ثم الصراخ فيهم لعدم فعلهم شىئ، وهذا يضعفه.
جاء ذلك فى الوقت الذى قال فيه مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان إن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا فى أى يوم، لتبدأ صراعا يمكن أن يكون له ثمن بشرى هائل. كما أكد مسئولون أمريكيون أن روسيا جمعت ما لا يقل عن 70% من قوتها العسكرية، والتى من المحتمل أن تكون فى مكانها بحلول منتصف الشهر لمنع فلاديمير بوتين خيار إطلاق غزو شامل لأوكرانيا.