اختتمت فعاليات الدورة 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي أقيمت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة ونظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج، وجاءت تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وأقيمت من 26 يناير حتى 7 فبراير بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، وحلت عليها دولة اليونان ضيف شرف، واختارت الكاتب يحيى حقّي شخصية المعرض، والكاتب عبد التّواب يوسف شخصية معرض كتاب الأطفال.
قدمت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعايته الكريمة للمعرض وإيمانه بقيمة الثقافة في تشكيل الوعي المجتمعي، كما وجهت الشكر لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للتفضل بافتتاح دورة هذا العام، واهتمامه بالعمل الثقافي.
وقالت إن الدورة 53 حققت العديد من المكاسب وتميزت على كافة الأصعدة سواء في إطلاق مشروعات ومبادرات وتقنيات رقمية مستحدثة لاقت تفاعلا غير مسبوق من رواد المعرض بشتى تنويعاتهم، أو من خلال حالة التنظيم التي تليق بمكانة وريادة مصر الثقافية وحضارتها العريقة، وأثنت على الأسر المصرية التي عبرت الشغف لتلقي الزاد الثقافي وثمنت توصيات البرنامج المهني وما تضمنه من محاور جادة وطموحة من أجل تطوير صناعة النشر بمفرداتها المتعددة بالوطن العربي والمساهمة في إدماجه ضمن المسارات العالمية التي تستهدف تحقيق التمازج الثقافي بين شعوب العالم.
وأضافت أن التوصيات ستتم دراستها جيدا والاهتمام بمافيها من تحسينات للمجال، كما أشادت بنجاح المنصة الرقمية التى واكبت التطورات التكنولوجية، وأوضحت أن هذه الدورة مثلت تظاهرة ثقافية عالمية جسدت قيمة ومكانة ريادة مصر الحضارية وتفرد هويتها وشخصيتها، حيث مثل المعرض أحد أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم؛ فشارك فيه 1063 ناشرًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا وتوكيلًا من 51 دولة.
ووجهت التحية للدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ونائبه الدكتور أحمد بهي الدين، وفريق العمل، وجميع العاملين بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ولكل من أسهم في الإعداد والتنظيم لهذا الحدث الثقافي المهم، الذي اعتبرته عيدًا للقراءة والكتاب.
ويوضح هذا التقرير أهم الأحداث والأرقام التى تحققت خلال فعاليات الدورة :
عدد الزائرين :
بلغ عدد رواد المعرض خلال أيام الدورة 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب أكثر من 2 مليون زائر .
قائمة الأعلى رواجا:
حققت مبادرة ثقافتك كتابك نجاحا مميزا للدورة الثانية على التوالي وتصدرت قائمة الأعلى رواجا، حيث بلغت مبيعاتها ما يقرب من 143 ألف نسخة شملت الكثير من العناوين كان منها، تحديات القرن الحادي والعشرين، الداء العربي، من هدي القرآن، تراثنا والمعاصرة، تجديد الخطاب الفكري، الشباب والبحث عن الذات، ملحمة أكتوبر، بالإضافة إلى عناوين سلسلة الذخائر والهوية والفلسفة وآفاق عالمية وغيرها.
المنصة الرقمية:
وتمثل هذه الدورة الانطلاقة الثانية لها حيث سجلت أكثر من 128 مليون زيارة، كما بلغ عدد الزائرين المسجلين عليها قرابة مليون زائر، وبلغت عدد الجولات الافتراضية للمعرض أكثر من 102 ألف جولة، وبلغ عدد مشاهدات الكتب علي المنصة للهيئات ودور النشر المشاركة في المعرض 2.5 مليون مشاهدة، وحيث بلغت مبيعات الكتب اون لاين على المنصة عدد 369 كتابا رقميا، و58 كتابا ورقيا، وبلغ عدد طلبات الشحن للكتب من المنصة: 364 طلبا، وعدد المحافظات للشحن من المنصة: 15 محافظة، وعدد مرات شراء برنامج موسوعة مصر القديمة : 6 مرات.
البرنامج الثقافي:
بلغ عدد الانشطة الثقافية المصاحبة 317 فعالية وشهدت زخما فكريا كبيرا وتنوعت بين مؤتمرات ولقاءات وندوات استضافت قامات ورموز إبداعية في كافة مناحي الثقافة والفنون سواء على المستوى الأكاديمى أو المهنى.
البرنامج الفني:
وصل عدد الانشطة الفنية 167 فعالية وشهدت حضورا وتفاعلا جماهيريا ضخما وتنوعت بين العزف علي الالات الموسيقية، غناء، وانشاد ديني، وفنون شعبية، والقاء الشعر الى جانب فقرات السيرك القومي، والساحر، والاراجوز وغيرها .
البرنامج المهني
تضمن 7 محاور رئيسة بالبرنامج المهني شملت 17 فعالية متخصصة في مجال صناعة النشر هي برنامج كايرو كولينج للناشرين الأجانب، وحضره ناشرون من أكثر من 10 دول غير عربية، ثم المؤتمر الدولي لتعاون الناشرين في عصر ما بعد كورونا، والذي تم تنظيمه بالتعاون مع معرض بكين الدولي للكتاب افتراضيًا، وضم كلمات مسجلة لأكثر من 30 متحدثًا من مختلف الدول حول موضوع: سبل التعاون وتعزيز التنمية المشتركة في صناعة النشر، ثم مؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم، بإشراف الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وبمشاركة كل من وزارتى الأوقاف، والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مجمع اللغة العربية، مركز أبو ظبي للغة العربية، دولة اليونان، الاتحاد الدولي للناشرين، ومترجمين مصريين وعرب وأجانب معنيين بالترجمة أقيم المؤتمر وجاء متوافقا مع رؤية مصر 2030 التى تسعى لترسيخ جهود الدولة المصرية في بناء الجمهورية الجديدة وخططها لتبنى تبادل المعرفة الإنسانية بين مختلف دول العالم المختلفة.
وشمل المؤتمر ثلاث ورش الأولى في موضوع حضور الكتاب العربي في مكتبات العالم ما بين الواقع والطموح، والثانية تناولت موضوع صعوبات الترجمة عن العربية وأفقها، والثالثة استعرضت موضوع ماذا يريد الناشر الأجنبي وماذا يرشح الناشر العربي؟
وانتهى مؤتمز الترجمة إلى 5 توصيات جاءت كالتالى :
1. أن يكون هذا المؤتمر مؤتمرا سنويا تتبناه وزارة الثقافة المصرية.
2. أن تتبنى الدولة المصرية مشروعا وطنيا للترجمة عن العربية، تقدم فيه الدعم للناشر والمترجم حتى يكون جسرا للثقافة والإبداع المصري إلى الخارج.
3. وضع سياسات واضحة ومحددة لخطة الترجمة عن العربية تتوافق وتتضافر فيها جهود كل الجهات المعنية بحركة الترجمة في مصر.
4. دعوة أقسام وكليات اللغة العربية في الجامعات الأجنبية، ودور النشر العالمية المهتمة بالترجمة عن اللغات الأخرى، والمترجمين الأجانب عن اللغة العربية، لحضور فعاليات المؤتمر القادم.
5. أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعا وطنيا، لإعداد قائمة سنوية من الإصدارات المتنوعة من دور النشر الحكومية والخاصة، تعكس الواقع الحقيقي للثقافة والفكر في مصر.
بعد ذلك برنامج القاهرة التدريبي للناشرين "برديات"، والذي يضم خمس ورش تدريبية متخصصة، حاضر فيها ناشرون ومتخصصون في الجوانب المتعلقة بصناعة النشر، وتهدف إلى تقديم معرفة احترافية للناشر المصري.
وأيضا الندوات والورش المهنية، وهي أربع ندوات تغطي جوانب فنية وتسويقية وتثقيفية للعاملين في صناعة النشر، ثم محور النشر الرقمي ومستقبل النشر ويأتي على جلستين متخصصتين.
وأخيرًا، مبادرة معرض القاهرة لضخ دماء جديدة تنعش وتطور صناعة النشر، عبر مبادرة صنايعية الكتاب، والتي خصص لها مقر ثابت بالمعرض لاستقبال الصناع من الشباب وتجميع بياناتهم وتقديمًا لاحقًا للناشرين.
وكان البرنامج ككل بمحاوره السبعة قد انتهى إلى 6 توصيات قدمها عدد من الخبراء والصناع والمعنيين بصناعة النشر، وجاءت كالتالى:
1.إعداد دراسة وطنية عن صناعة النشر، بفروعها كافة، في مصر، تتعاون في إعدادها جميع الجهات ذات الصلة.
2. إعداد برنامج تدريب وطني للارتقاء بصناعة النشر والقائمين عليها، تقوم بتنسيقه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب مع الجهات ذات الصلة.
3. اتساع منصة الهيئة المصرية العامة للكتاب لبيع وتسويق الكتاب، لتشمل جميع جهات النشر في مصر، تحتوي على قاعدة بيانات رقمية بكل الكتب المنشورة في مصر.
4. دعم المبادرات الوطنية القائمة المعنية بالقراءة، واستحداث مبادرات جديدة، بما يدعم صناعة النشر، والوعي والهوية الوطنية، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.
5. الدعوة لتعديل التشريعات الوطنية الخاصة بالحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، بما يرسخ مكانة صناعة النشر المصرية عالميا، ويتواكب مع التطورات العالمية لصناعة النشر.
6. تشكيل لجنة دائمة لمتابعة تنفيذ التوصيات السابقة، وإعداد دراسة بما تم بخصوصها من إجراءات تنفيذية ليتم عرضها في الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
كما شهد الجناح المخصص لأنشطة الطفل إقبالا كبيرا، تضمنت أنشطته وفعالياته أكثر من 82 فعالية متنوعة في مجال الطفل الذي شمل أربعة أركان، وهي ركن الحكايات، الورش التفاعلية، الورش الفنية والعروض المسرحية وتم استخدام العديد من الوسائل العلمية والثقافية المتعلقة بتطوير وتنمية مهارت الطفل.
وأيضا تم إطلاق مشروع الكتاب الرقمي وبدأ بـ موسوعة مصر القديمة لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن.
ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي حيث ظهرت شخصية المعرض الأديب يحيى حقي بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، تمكن رواد القاعة المخصصة للأطفال من مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف شخصية معرض كتاب الطفل مجسمة افتراضيا باستخدام نظّارات 3D.