التحدى الذى يواجه الزراعة العضوية فى المستقبل عالميا، مرتبط بالحفاظ على منافعها البيئية، وزيادة المحاصيل وتخفيض الأسعار مع مواجهة تحديات تغير المناخ، وزيادة عدد سكان العالم، ومنع استخدام المبيدات الزراعية لما لها من آثار ضارة على التربة الزراعية والثمار والمحاصيل، بالتوازى مع حظرها فى العديد من الدول الأوروبية، وجعلها قاصرة على زراعة الغابات فقط بعيدا عن المحاصيل الغذائية، ويعد إصدار قانون الزراعات العضوية رقم 12 لسنة 2020 ولائحته التنفيذية فى مصر، انتصارا للبيئة ودعما لكل مزارعى مصر.
وخلال هذا التقرير يتم رصد فوائد قانون الزراعة العضوية، على السوق التصديرى لمصر من منتجات الفواكهة والخضروات، والفرق بين الزراعة العضوية وغير العضوية، والاثار البيئة السيئة لاستخدامات المبيدات، والفوائد الصحية والبيئية والاقتصادية للزراعة العضوية وارتباطها الوثيق بأهداف استيراتيجية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.
استيراتيجية مصر 2030
تتضمن رؤية واستيراتيجية مصر 2030، لتحقيق التنمية المستدامة تحقيق الاهداف التنموية مع مراعاة الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية للحفاظ على حقوق الاجيال المقبلة من الموارد الطبيعية المتاحة منها الأراضى والمياه والصحة، وتعد الزراعة العضوية أحد هذه الحلول التى سعت اليها مصر وتوجت هذا السعى باستصدار قانون الزراعة العضوية، الذى يحمى الفلاح وصحته وامواله، وكذلك المستهلك سواء داخل مصر أو خارجها فى حال التصدير للمنتجات المصرية.
زيادة المحاصيل الأورجنك
قانون الزراعات العضوية، وافق عليه مجلس النواب وأقر لائحته التنفيذية، الذى ينص فى احد بنوده على إنتاج وتصنيع وتداول، واستيراد وتجهيز منتجات الزراعة العضوية فى مصر، وفقا لمعايير ومواصفات أوروبية وعالمية، حيث سيكون التحدى الذى يواجه الزراعة العضوية فى المستقبل، مرتبط بالحفاظ على منافعها البيئية، وزيادة المحاصيل وتخفيض الأسعار مع مواجهة تحديات تغير المناخ وزيادة عدد سكان العالم.
فى البداية حدد القانون طرق الرقابة والإشراف الحكومى على هذه الزراعات العضوية والأسمدة المستخدمة، ومكوناتها وإنتاجيتها العالية، الأمر الذى يترتب عليه زيادة صادرات مصر من الخضروات والفاكهة إلى الاتحاد الأوروبى، بناء على الاتفاقيات التصديرية الخاصة بالمنتجات الزراعية طبقا للمواصفات الأوروبية.
كما حددت بنود القانون منع استخدام المبيدات الزراعية وهى النقطة التى اتقذت المزارعين من تجار السوق السوداء للمبيدات، والتى بلغ سعر الطن منها حوالى 9200جنيه، وهناك حوالى 3 آلاف نوع مدعم، و14 الف بالسوق العالمى.
حظر استخدام المبيدات
بدأ ظهور الزراعة العضوية مع أوائل السبعينات ببعض الدول الأوروبية بألمانيا، حيث جرمت استخدام اليوريا والنترات، بسبب خطورتها الشديد على الصحة للإنسان وتسببها للإصابة بسرطان المعدة والقولون والثدى.
كانت الدول الأوروبية بدأت تبحث بدائل للأسمدة الكيماوية، وخلال عام 1992 أطلق الاتحاد الأوروبى قانون الزراعات العضوية وبدأ العمل به، بالتوازى مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من انتشار السرطان فى دول الشرق الأوسط، بسبب استخدام الأسمدة الكيماوية فى تسميد الأراضى.
ومنذ عام 2000 عرفت المعايير العضوية الوطنية لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA) الزراعة العضوية، وهناك العديد من جهات التصديق العضوية المعتمدة فى جميع أنحاء البلاد.
معايير الاتحاد الأوروبى
وتحظر المعايير العضوية فى الاتحاد الأوروبى (EU)، والولايات المتحدة الأمريكية، استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية، والأسمدة والإشعاع المؤين والنباتات أو المنتجات المعدلة وراثيًا، ففى الاتحاد الأوروبى تنفذ هيئات الرقابة العضوية، المعتمدة التفتيش العضوى وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبى.
الآثار الصحية السيئة للمبيدات
ونص قانون الزراعات العضوية، الذى صدر عن الاتحاد الأوروبى، على حظر استخدام الكيماويات، سواء المصنعة أو المخلقة فى تسميد الأراضى فتنص المادة رقم 194 من القانون، اعتبار اليوريا والنترات، من المواد السامة التى تقتل التربة الزراعية، وتسمم المحاصيل والثمار، وانها المسبب الرئيسى للسرطانات، وتعرض مستخدمها للعقوبة القانونية، وحظر نفس القانون استيراد أى خضروات أو محاصيل أو مصنعاتها، من البلدان التى تعتمد على الأسمدة الكيماوية،
فتح أفاق تصديرية لمصر
معظم البلدان لديها برامج خاصة للحصول على الشهادات العضوية، الا أن جهات التصديق فى الاتحاد الأوروبى أو الولايات المتحدة، يمكنها فحص المزارع والمعالجات والإجراءات المستخدمة، واعتمادها فى بلدان أخرى، وتطبيق مصر لهذا القانون مفيد بشكل خاص، ويفتح الافاق لتصدير المنتجات العضوية لبلاد الاتحاد الأوروبى طبقا لاتفاقية تصدير الخضروات والفاكهة.
وبعد إصدار مصر لقانون الزراعة العضوية وتطبيقه، نقطة جوهرية وذات تأثير إيجابى على صادرات مصر من المحاصيل الزراعية، اذ يضيف التسميد البيولوجى جودة خاصة للنبات، حيث يعطيها كل ما تحتاجه من معادن وفيتامينات، اضافة للمقاومة الطبيعية للظروف المناخية والقوارض والحشرات، بحيث يصبح المنتج النهائى صحى تماماً بنسبة 100%، وخالى من أى ملوثات كيماوية مثل النيكل والنيتروز آنيد والرصاص.
الفرق بين الزراعة العضوية والتقليدية
تعد الزراعة العضوية نظام زراعى، يستخدم ضوابط للآفات القائمة على أساس بيئى، واستخدام الأسمدة البيولوجية، المستمدة من النفايات الحيوانية والنباتية، وتطورت الزراعة العضوية الحديثة، كاستجابةً للأضرار البيئية الناجمة عن استخدام المبيدات الكيميائية، والأسمدة الصناعية فى الزراعات التقليدية.
الزراعة العضوية مقارنةً بالزراعة التقليدية، تستخدم مبيدات أقل، اضافة لتقليل تآكل التربة، وترشيح وصول النترات إلى المياه الجوفية والمياه السطحية، حيث تعمل على إعادة تدوير النفايات الحيوانية.
وتتصدر هذه الفوائد بالتوازى مع ارتفاع تكاليف الغذاء للمستهلكين، وانخفاض العائدات بشكل عام، حيث أن إنتاجية المحاصيل العضوية، تعد أقل بنسبة 25% تقريبًا من المحاصيل المزروعة بشكل تقليدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة