طبيعى أن نطمح إلى الفوز فى أى مسابقات رياضية، والمنافسة هى التى تمنح الرياضة قيمتها، أداء المنتخب الوطنى، حسب ما رأيناه على مدى المباريات الأربع الأخيرة، فقد أدى اللاعبون ما عليهم، وقدموا جهدا كبيرا، ونجحوا فى استعادة حماس الجمهور بالكثير من الجهد، وفى المباراة النهائية أمام السنغال حافظ اللاعبون على جهدهم وإخلاصهم، ودخلوا المباراة بروح قوية، وخسروا بهدف واحد، فى الضربات الترجيحية، مثلما سبق وفازوا فى ثلاث مباريات، أمام كوت ديفوار والمغرب والكاميرون.
وتفرض علينا الروح الرياضية أن نعترف بأن فريق السنغال لعب ببسالة، وحفظ روح المنافسة، وتعامل بتحضر، وفى النهاية هناك فريق يجب أن يفوز، بل إن السنغال تعاملوا بروح طيبة مع فريقنا بعد الخسارة، ومن حقهم أن يفرحوا، مثلما فرحنا، وكنا نستعد للاحتفال. لقد كان فوزًا صعبًا وفى منافسة كبيرة، لعب فيها فريقنا ببسالة فى مواجهة فريق كبير استحق الفوز، وهذا ما تفرضه الروح الرياضية.
وإذا كنا نتحدث عن المستقبل فإن فريقنا يستحق أن نقف معه ونسانده طامحين فى الفوز بتصفيات كأس العالم، مع منتخبنا سبق وقلنا إننا أمام فريق نجح فى أن يعيد الثقة لجمهوره، ويفرحه، وتمنى الجمهور أن تكتمل الفرحة، وهنا علينا أن نبقى مع فريقنا حتى تصفيات كأس العالم، لأن الجمهور فى كل الأحوال طرف فى معادلة المباريات وهذا الجمهور يمتلك من الحواس ما يمكنه من كشف الاجتهاد والإخلاص، وبناءً على ذلك يتخذ قراراته ومواقفه، صحيح أنها مواقف عاطفية، لكنها تحمل الكثير من الوعى والقدرة على الفرز والتقييم، واختبار المشاعر والعواطف والحماس والشغف، وهذا بالطبع قد لا يكون متماشيًا مع زعماء النميمة وكاركترات «اللت والعجن» فى بعض الفضائيات والمواقع ممن اعتادوا تصدير الإحباط، أو التعايش على المعارك والإفيهات التافهة، والواقع أن هناك مقولة «إن كل الجمهور نقاد»، وهى مقولة صحيحة لأن الجمهور هو من يمنح الكرة سحرها، ومن يمنح اللاعبين الحماس والتقدير أو ينزعه عنهم، والجمهور الحقيقى كالعاشق، لا ينتظر غير الفوز، بينما بعض محترفى التعليق يسعون لتحقيق مكاسب حتى ولو على حساب الجمهور واللاعبين، يتقلبون ويبيعون بضاعة بعضها الإحباط.
كانت بطولة كأس الأمم الأفريقية نوعًا من تجديد العهد بين الجمهور والمنتخب، ارتفع السقف بعد أن قدم الفريق جهدًا كبيرًا وصل به للنهائى، وكان الرهان أن يتوج هذا بالفوز، لكن فريقا آخر استحق الفوز، ومع هذا فقد جلس فريقنا فى الترتيب الثانى، حيث واجه منتخبنا بقيادة محمد صلاح، منتخب السنغال الذى يضم العديد من النجوم البارزين، ونجح صلاح فى الحفاظ على شغف الفريق وروح الاستبسال حتى اللحظات الأخيرة، وفى مواجهة فريق قوى، لمع صلاح كقائد قادر على صنع التوازن والروح داخل الفريق، بل إنه حرص على التأكيد أن المنتخب أهم من الأفراد ومن شارات النوادى، وهى روح سادت وألغت الكثير من العلامات السلبية التى يصنعها التعصب لفريق أو فانلة.
لا مانع أبدًا من أن تكون هناك دراسة وتحليل للبحث عن تفاصيل وقدرات اللاعبين، لكن علينا أن نوظف هذا الحماس، واستعادة ثقة الجمهور، للسعى إلى تحقيق نتائج تنقلنا لتصفيات كأس العالم، وهذا لا يتم بتجاهل أى ثغرات، لكنه لا يأتى بالتهويل أو التهوين، وهذا هو ما لا يفترض أن يكون ويشكل الروح الرياضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة