كشف العلماء أن أكبر مذنب وقع اكتشافه على الإطلاق يبلغ طوله أكثر من 130 كيلومترا (80 ميلا)، ووفقا لنيو ساينتست، تم التعرف على العملاق السماوي العام الماضي في سحابة أورط، وهي عبارة عن سحابة كروي هائلة من الأجسام الجليدية المحيطة بنظامنا الشمسي.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، يتجه المذنب إلى الأعماق الداخلية للنظام النجمي وهو أقرب في الحجم إلى كوكب صغير إلى كونه مذنبا عاديا، والذي عادة ما يكون كبيرا مثل المدن الصغيرة.
وفي ورقة بحثية حديثة، قام العلماء بحساب حجم الجسم الفضائي الضخم عن طريق قياس الحرارة المنبعثة منه باستخدام التلسكوبات الراديوية في صحراء أتاكاما في تشيلي.
وأظهروا أن النواة، الجزء الصلب المركزي من المذنب، يبلغ طولها 137 كيلومترا (85 ميلا)، ما يؤكد التقديرات السابقة. وهذا ما يصل إلى 1141 ملعب كرة قدم يتم مدها من طرف إلى طرف أو ما يقارب سبعة أضعاف طول مانهاتن.
وقال الدكتور إيمانويل ليلوش من مرصد باريس لموقع "نيو ساينتست": "لقد أكدنا التقدير، إنه أكبر مذنب يتم العثور عليه من سحابة أورط على الإطلاق".
ويطلق على المذنب اسم C / 2014 UN271 ولكنه معروف أيضا باسم مذنب "برناردينيللي برنشتاين"(Bernardinelli-Bernstein) لاكتشافه من قبل الثنائي، بيدرو برناردينيلي (Pedro Bernardinelli) وجاري برنشتاين (Gary Bernstein)، وكلاهما من جامعة بنسلفانيا.
وكما يوحي اسمه، فإن الملاحظات الأولى للمذنب وقع إجراؤها في عام 2014، قبل ثماني سنوات عندما كان بعيدا مثل نبتون.
وفشل علماء الفلك في التعرف على أهميته حتى يونيو 2021، عندما حددوا أنه مذنب هائل.
وبحلول ذلك الوقت، كان قد اقترب من مركز النظام الشمسي، وتشير التقديرات إلى أن قطره يتراوح بين 100 إلى 370 كيلومترا (60-230 ميلا).
وعلى الرغم من اقتراب "برناردينيللي برنشتاين"، إلا أنه لن يعبر مدار زحل أبدا، ما يجعل الرصد الدقيق صعبا.
وبينما كانت التقديرات المبكرة لحجمه باستخدام كمية الضوء المنعكس عن الجسم، اتبع الدكتور ليلوش وزملاؤه نهجا مختلفا.
وقاموا بفحص إشعاع المذنب باستخدام مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية / الفرعية (ALMA) في تشيلي.
وأتاح ذلك للفريق الحصول على قياس دقيق لمساحة سطح "برناردينيللي برنشتاين"، ما سمح لهم بحساب حجمه.
ووفقا لنتائجهم، فإن حجم C / 2014 UN271 ما يزال ضعف حجم أقرب منافسيه، المعروف باسم المذنب Hale-Bopp، والذي اكتشف في عام 1995.
وهناك جسم آخر هائل يسمى 95P / Chiron، يدور بين زحل وأورانوس، والذي يبلغ قطره 210 كيلومترات. ومع ذلك، لا يمكن للعلماء الاتفاق على ما إذا كان مذنبا أم كوكبا صغيرا.
ويأمل الدكتور ليلوش أن تساعد الملاحظات الإضافية لـ"برناردينيللي برنشتاين"، علماء الفلك على فهم المزيد عنه.
وقال "الآن بعد أن عرفنا الحجم، سنكون قادرين على دراسة مدى نشاط هذا المذنب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة