قال عبدالحميد حامد مفتش الإرشاد ومسؤول التدوير بإدارة مدينة بلقاس الزراعية لـ"اليوم السابع"، إن وزارة الزراعة نجحت بالتعاون مع وزارة البيئة في حل إحدى المشاكل الهامة التي كان يعاني منها الفلاح المصري، وهي التخلص من المخلفات الزراعية بشكل آمن، وأهمها قش الأرز الذي أصبح يستفاد منه من خلال إعادة تدويره، بعد أن كان الفلاح يقوم بالتخلص منه بحرقه داخل الحقل مما يتسبب في تكون السحابة السوداء، التي شكلت لسنوات طويلة خطرا كبيرا على حياة الأهالي في المناطق المغلقة، مشيرا إلى أن الإرشاد الزراعي قام بتنفيذ حملات توعوية للفلاحين، وأقام ندوات ومدارس حقلية لشرح أهمية قش الأرز، وطرق الاستفادة منه.
وأوضح أنه جرت الاستفادة من قش الأرز واستخدامه كعلف للحيوان بجانب تبن القمح، كمادة غنية بالبروتين ومنخفضة السعر مقارنة بتبن القمح الذي ازداد سعره بطريقة خيالية، فضلا عن استخدامه لعمل سماد بلدي وإضافته للأرض الزراعية قبل زراعته بالمحصول التالي، مما عاد بالنفع على الفلاح.
وقال، إن وزارة البيئة قامت بالاتفاق مع شركات لتدوير وإعادة استخدم القش، ونجحت الفكرة بإنشاء 8 مواقع على مستوى مركز بلقاس والذي يعد مركز زراعة الأرز بمحافظة الدقهلية، ثم أسند الأمر نفسه بصورة أوسع ليقوم به الفلاحين بأنفسهم من خلال تخصيص موقع في كل ناحية بمساحه لا تقل عن فدان من الزراعة والبيئة لتجميع وتدوير قش الأرز، بحيث يكون في كل منطقة موقع قريب لتسهيل النقل وسرعة إخلاء الأرض للمزارعين واستفادة المزارعين أنفسهم من ناتج التدوير، وبيع الكميات المتبقية لمزارع أخرى على مستوى الجمهورية، مضيفا أنه تم دعم هذه المواقع بمبلغ 50 جنيها لكل طن كحافز، وتم الاستفادة من تشغيل العديد من المعدات لزيادة العمالة في تلك المواقع.
وأشار إلى أن النجاح في الاستفادة من قش الأرز، هو حصيلة 10 سنوات من العمل الجاد والمتواصل، تحت إشراف وزارتي الزراعة والبيئة، حيث أصبح القش الذي كان يحرق ويسبب العديد من المشاكل البيئية، سلعة تباع وتشترى كأي سلعة أخرى، وتدر على المزارع نفسه ربح، وأصبحت المواقع مراكز توزيع القش بأسعار ممتازة على مستوى الجمهورية وتدفع حق الدولة في الضرائب.