فى مثل هذا اليوم 12 مارس 2009 ، قضت محكمة عراقية بالسجن ثلاث سنوات على الصحفي منتظر الزيدى بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبي، حيث أنه كان قد رمى فردتى حذائه على الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش بآخر زيارة له للعراق قبل أن تنتهى فترته الرئاسية.
منتظر الزيدى صحفى عراقى مولود فى 12 نوفمبر 1979بمدينة العمارة جنوبى العراق، وهو خريج كلية الإعلام بجامعة بغداد، ويعمل مراسلاً صحفياً بقناة البغدادية بالتليفزيون العراقى، وكان يعنى فى تقاريره الصحفية بمحنة الأرامل والأيتام والأطفال، بسبب الحرب على العراق، ومنتظر الزيدى يسكن مدينة الصدر، بإحدى ضواحى بغداد والتى تعتبر معقل التيار الصدرى، عرف الزيدى برفضه الاحتلال الأمريكى للعراق ومهاجمته السياسة الأمريكية فى العراق من خلال التقارير التى كان يبثها من على شاشة قناة البغدادية، وفى 14 ديسمبر 2008، زار الرئيس الأمريكى جورج بوش العراق للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية.
وخلال المؤتمر الصحفى، الذى جمعه مع نورى المالكى، رئيس الوزراء العراقى، فوجئ الحضور بالصحفى منتظر الزيدى يقذف زوجى حذائه على بوش، وبالتزامن مع إلقاء فردة حذائه الأولى قال الزيدى لبوش: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقى أيها الكلب"، وقال وهو يرمى الفردة الأخرى: "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم فى العراق"، وعلق بوش على ما جرى بقوله: "كل ما أستطيع قوله إنهما (الحذاءين) كانا مقاس عشرة".
وقد نال حذاء الزيدى القدر الأكبر من الاهتمام، وأصبح مادة للتعليق والسخرية من الرئيس الأمريكى، حيث اقترح البعض عرضه فى مزاد علنى على شبكة الإنترنت، وفى العراق قامت مظاهرات حاشدة لدعم وتأييد الزيدى والمطالبة بالإفراج عنه، وفى صباح الأربعاء 17 ديسمبر 2008 مَثُلَ الزيدى أمام القضاء ليواجه اتهاماً بإهانة رئيس دولة أجنبية فى زيارة رسمية للعراق، وتصل عقوبة هذه التهمة من 7 إلى 15سنة.
وحولت السلطات العراقية قضية الزيدى إلى المحكمة الجنائية المركزية، وفى مثل هذا اليوم 12 مارس 2009 حكمت محكمة عراقية على الصحفى العراقى منتظر الزيدى بالسجن ثلاث سنوات، وفى يوم 7 أبريل 2009 تم تخفيف الحكم من ثلاثة أعوام إلى عام واحد. ثم أفرج عنه فى سبتمبر 2009 قبل ثلاثة أشهر من انتهاء مدة عقوبته.