منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، بدا واضحًا مدى اهتمامه بالقطاعين الشبابي والرياضي، نظرًا لكونهما أحد أهم الأعمدة الرئيسية في بناء ودعم الدولة المصرية، وتجلى هذا الاهتمام في منتديات الشباب التي أقيمت على مدار السنوات الماضية، وكان لها ثمارها بناء عقول ناضجة وواعية لمستقبل بلدها.
بالتوازي مع منتديات الشباب، كان هناك اهتمام كبير من الدولة بالعديد من القطاعات الأخرى التي تعمل على بناء الإنسان بالشكل الأمثل، ومن هنا جاء الاهتمام بتطوير البنية الأساسية لمراكز الشباب في جميع أنحاء الجمهورية، خصوصًا أنه من المعروف أن هذا الملف مهم جدا؛ لأنه الحل الأمثل لصناعة أجيال سوية عاشقة لتراب بلدها، وضربة موجعة لشياطين الإرهاب الذين كانوا يستغلون هذه المراكز لبث أفكارهم المسمومة في عقول أبنائنا منذ الصغر.
على أرض الواقع، رأينا بأعيننا على مدار السنوات مدى الاهتمام الكبير من الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، التي بدأت رويدًا رويدًا الاهتمام بهذا القطاع والعمل على تطوير مراكز الشباب حتى يصبح منارة تخدم المجتمع في جميع المجالات الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية والطبية وغيرها، من أجل بناء عقول متكاملة، وبالفعل وجدنا إنجازات كبيرة في هذا الملف، حيث إن معظم المراكز أصبحت تقدم خدمات جيدة تجعلنا مطمئنين على مستقبل أبنائنا.
لا شك أن مبادرة "حياة كريمة" كان لها دور كبير هنا أيضًا لما قدمته من دعم وتطوير مراكز الشباب في المدن والقرى، حيث إنها ساعدت في السير إلى الطريق الصحيح خلال رحلة التطوير بكل ربوع المحروسة بالطريقة المثالية المتماشية مع حجم الإنجازات الكبيرة التي تحققها الدولة في كل المجالات سواء اقتصاديا أو من خلال الإسكان الاجتماعي وشبكة الطرق والكباري وتنمية سيناء وتوفير فرص عمل وغيرها من الأمور في خدمة أهل مصر.
في ملف تطوير مراكز الشباب، كانت محافظة الجيزة خير شاهدًا، حيث إنها من أكثر المحافظات، التي تحتوي على مراكز في المدن والقرى، مما يجعلها الأكثر احتياجًا لجهود جبارة ومتابعة دورية ورقابة، فضلا عن الاحتياج إلى أموال كثيرة من أجل استمرار رحلة التطوير، وبالفعل وجدنا رجالًا على قلب رجل واحد يسعون جميعًا إلى تحقيق هدف الدولة بصناعة أجيال جديدة قادرة على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، من خلال استيعاب الشباب والاهتمام بالنشء في جميع النواحي الرياضية والاجتماعية وغيرها.
المتابع الجيد لأحوال التطوير في مراكز الشباب بمحافظة الجيزة سيجد أن هناك طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، عبر افتتاح وتطوير العديد من المراكز مؤخرا ومنها مراكز شباب كفر طهرمس وخرطة عاصم وبشتيل وحدائق الأهرام، في إطار الاحتفال بعيد الجيزة القومي، بالإضافة إلى الاستعداد إلى افتتاح أعمال التطوير ورفع الكفاءة ببعض المنشآت في جميع قرى ومدن المحافظة على حد سواء، وذلك برعاية وزارة الشباب والرياضة ممثلة في الوزير الدكتور أشرف صبحي، الذي يحرص على متابعة كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ومعه المحافظ اللواء أحمد راشد، ومعهما اللواء عبد الرحمن شلش مدير مديرية الشباب والرياضة بالجيزة الرجل "المكوك"، كما يطلق عليه، نظرًا لدوره الكبير وعمله الدؤوب في المشاركة الدائمة لفعاليات المراكز والرقابة ومعرفة كل التفاصيل الدقيقة والسعي إلى حل جميع المشاكل التي تواجه أي مركز أو فرد داخل المنظومة.
"تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".. كان مشهدا أكثر من رائع في بث روح الوطنية عند قيام الوزير والمحافظ وكل الشباب الحاضر في المراكز التي تم افتتاحها بتحية العلم الوطني في نفس التوقيت، بالإضافة إلى تكريم أبطال الجيزة وتنفيذ عروض رياضية متميزة لجميع الألعاب الرياضية.
كان افتتاح دوري الشباب بمحافظة الجيزة آخر مثال شاهد على مدى الدور العظيم الذي يلعبه المسؤولون في الدولة، بعد أن وجدنا جميع المشاركين في هذا الحدث يبذلون الغالي والنفيس، من أجل ظهور التنظيم بشكل رائع مثلما حدث، بالإضافة إلى العمل على تحقيق الهدف الأسمى بوجود منافسة شريفة بين الشباب وتكوين وعي تنافسي ورياضي وإتاحة فرصة كبيرة لهم في إبراز مواهبهم من أجل لفت الانتباه ووضع يدهم على أول الطريق الصحيح إلى سلم النجاح.
الأجمل في مثل هذه البطولات الشبابية أنها تعمل على توسيع فكرة بناء العقول من خلال الوعي الاجتماعي والثقافي وترسيخ أهداف الرياضة البدنية والصحية التربوية، من هنا نتمنى تكثيف الأنشطة الرياضية والاجتماعية في كل مراكز الشباب بجميع ربوع المحروسة، حتى نحقق أهدافًا أكثر وأكثر في مرمى النجاح خلال المرحلة المقبلة.
هنا تقودني الذاكرة إلى الماضي الجميل، حينما كنا نرى على جدران المدارس الحكمة الشهيرة "العقل السليم في الجسم السليم"، وهو ما كان يسعى أساتذتنا زرعه في عقولنا صغيرًا حتى يجعلوا منا أشخاصا أسوياء، وحاليا نرى العديد من الدراسات تثبت الأهمية العلمية والعملية لهذه المقولة، حيث إن العديد من الأبحاث تؤكد تأثير اللياقة البدنية على العقل والتقليل من أعراض الاكتئاب وغيره من هذا القبيل، وهو ما نراه يعود مجددًا عبر الاهتمام بمراكز الشباب، مما يؤكد أننا عرفنا طريق الوصول إلى النجاح.
من الأهم الأمور في مراكز الشباب أيضًا هو التركيز على ذوي الهمم، ووضعهم على أولوية الاهتمامات وفقًا لخطة الدولة، فمثلا وجدنا لأول مرة فصول محو أمية لذوي الهمم وقصار القامة في مركز شباب إمبابة.
إذن فالرهان من الدولة كان ناجحًا بالعمل الجاد على كيفية بناء العقول بالطريقة المثالية مع الشباب وخلق أفكار جديدة وجذابة، بدلًا من السقوط في فخ الأسلوب التقليدي والروتيني في العمل الذي لا يثمن ولا يغنى من جوع، وكما يقول المثل الصيني الشهير: لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد؟
ختامًا.. نتمنى أن يؤتي اهتمام الدولة بمراكز الشباب بثماره المرجوة على أبنائنا، ونرى بناة المستقبل القادم يمتلكون العقول النيرة والتفكير المبدع في شتى المجالات الحياتية.. "ربنا يحفظ مصر وأولادها المخلصين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة