تمر اليوم الذكرى الـ 143 على ميلاد عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، الذى ولد فى 14 مارس عام 1879، في مدينة ميونخ الألمانية، يشتهر بأب النسبية كونه واضع النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، ولقد حاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي.
وكان الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، اشتهر بمحاورة أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ولم يجر صحفي مصري حوارات كتلك التي أجراها هيكل في تاريخه، ومن بين الذين قابلهم هيكل، مواليد 23 سبتمبر 1923 وتوفي 17 فبراير 2016، ألبرت أينتشتاين، عالم الطبيعيات الأكبر وصاحب نظرية النسبية، الشخصية التي تمنى الكاتب الراحل استرجاع الأيام والأقدار ومقابلته مرة أخرى، وتعمد لقاؤه لأنه أكبر نجم في سماء العلم في القرن العشرين الذي أثبت فعلا أنه "قرن العلم".
وعن هذا الحوار قال هيكل: "بين كل الذين أتيحت لى فرصة مقابلتهم يظل (ألبرت آينشتين) عالم الطبيعيات الأكبر، وصاحب نظرية النسبية، التى فتحت آفاق الكون أمام عقل وعين الإنسان، رجلا أتمنى لو كان فى استطاعتى أن أسترجع الأيام والأقدار وأٌقابله مرة أخرى، إن مثل هذا الشعور يراودنى فى حالة كثيرين ممن عرفت، لكنه فى حالة (ألبرت أينشتاين) بالذات أكثر ظهورا وأقرب إلى البال".
وأضاف: "هناك بالطبع سبب واضح وهو أن (أينشتاين) كان ولا يزال أكبر "نجم" فى سماء العلم فى القرن العشرين الذى أثبت فعلا أنه "قرن العلم"، لكن هذا السبب الواضح فى ظنى ليس وحده، أو ليس وحيدًا، ولابد أن تكون بعده أسباب أخرى تفسر ذلك الشعور لدى إزاء (أينشتاين) ما هى بالضبط هذه الأسباب؟ربما كان بينها أننى لم أستوعب الرجل بالقدر الكافى قبل لقائى معه فى 12 ديسمبر 1952، وإنما حدث ذلك بعد مقابلتى له فعلا".
وتابع: "عندما استوعبته فقد اكتشفت أننى لم أسأله فيما كان يمكن أن أسأله فيه كله، ولم أسمع منه ما كان يمكن أن أسمعه كله، وربما كان من بينها أن تطورات الحوادث بعد لقائى معه لم تسمح لى بفرصة عرض صورة وافية لحديثنا، فقد وجدت فى أوراقى ثمانى عشرة صفحة سجلتها بخط يدى، عن لقائى به، فى القطار العائد بى من "برنستون" حيث قابلته إلى نيويورك، ثم استغربت أن ما نشرته من هذا الحديث فى حينه لم يزد على ثلاثة أرباع صفحة فى مجلة "آخر ساعة" التى كنت أرأس تحريرها فى ذلك الوقت".
وقال:"ربما لأننى كنت على شبه موعد نلتقى فيه من جديد أو على الأقل نظل على اتصل بشكل أو آخر، ولم أفعل لأن بعض الظروف شغلتنى بأحداث أخرى، ثم إن بعض الظروف ألزمتنى بقيود معينة حددت مجال الحركة حتى الاتصال، وربما وربما، وكلها الآن من باب التمنى، فقد ذهب الصوت ولم يعد باقيا غير الصدى، وليس فى مقدورى إلا أن امد السمع إليه الآن من بعيد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة