قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الدبلوماسيين يقتربون من الانتهاء من اتفاق بشأن برنامج إيران النووى، رغم احتدام الحرب فى أوكرانيا.
وأوضحت الوكالة أن الدبلوماسيين الذين لا يزالوا يحاولون إنقاذ اتفاق عام 2015 يواصلون مفاوضاتهم رغم الانحرافات التى تسبب فيها الصراع فى أوكرانيا، ويبدو الآن أنهم على وشك التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق ويعيد إيران إلى الامتثال للقيود المفروضة على برنامجها النووى.
وبعد 11 شهرا من المحادثات المتقطعة فى فيينا، يقول المسئولون الأمريكيون وآخرون إن عددا قليلا للغاية من القضايا لا يزال دون حل. بينما يبدو أن روسيا قد تراجعت عن تهديدها بإحداث فجوة فى الاتفاق فيما يتعلق بالعقوبات التى تم فرضها عليها بسبب حرب أوكرانيا، وهو الأمر الذى قلل من احتمالات التوصل إلى اتفاق سريع.
وتابعت الوكالة قائلة إن هذا يترك اتفاقا، أو على الأقل اتفاقا مبدئيا، للقادة السياسيين فى واشنطن وطهران، ولكن مثلما كان الحال مرارا، فإن كلا من إيران والولايات المتحدة يقولون إن القرارات ينبغى اتخاذها من قبل الطرق الآخر، مما يترك القرار فى مأزق حتى فى الوقت الذى يقول فيه كل المشاركين فى المسألة إنه يجب حلها بشكل عاجل وسريع قدر الإمكان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: إننا قريبون من اتفاق محتمل، لكننا لم نصل إلى هناك بعد، مضيفا أنهم سيعرفون فى المستقبل القريب ما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى اتفاق.
وفى برلين، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر برجر إن العمل على صياغة النص النهائى قد اكتمل، وأن هناك حاجة الآن لاتخاذ القرارات السياسية الضرورية فى العواصم. وأعرب عن أنه تنتهى قريبا المفاوضات بشكل سريع.
وتقول أسوشيتدبرس إن العودة إلى الاتفاق النووى الإيرانى الموقع فى عام 2015 كان أولوية لإدارة الرئيس بايدن منذ ان تولى مهام منصبه. وتم التخلى عن الاتفاق، الذى كان أحد إنجازات السياسة الخارجية للرئيس الأسبق باراك أوباما والذى كان بايدن نائبا له، فى عام 2018 من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذى وصفه بأنه أسوأ اتفاق يتم التفاوض عليه على الإطلاق، وقام بتوسيع العقوبات الأمريكية على طهران بان أن تم رفعها.
وتجادل إدارة بايدن بأن أى تهديد حاليا تمثله إيران سيكون أكثر خطورة لو حصلت على سلاح نووى. بينما يقول معارضو الاتفاق، وأغلبهم وإن لم يكن جميعهم من الجمهوريين، إن الاتفاق الأساسى منح إيران طريقا لصنع قنبلة نووية بإزالة القيود العديدة عليه بموجب ما يسمى ببنود الغروب، والذى كانت تعنى أن القيود سيتم رفعها تدريجيا.
واشتدت حدة الخلافات بين الجانبين خلال هذا الأسبوع بعدما الهجوم الذى استهدف مدينة أربيل بشمال العراق بضربات صاروخية قرب مجمع القنصلية الأمريكية، والذى كانت إيران تقف ورائه. وكان الهجوم دليلا ، بالنسبة للبعض، على عدم إمكانية الوثوق بإيران وأنه لا ينبغى تخفيف العقوبات عليها.
وبالنسبة لإدارة بايدن، فقدت أكدت أن إيران ستكون خطرا أكبر لو حصلت على سلاح نووى. ورغم ذلك، ظهر بارقة أمل يوم الأربعاء عندما أطلقت إيران سراح اثنين من المواطنين البريطانيين. وقالت الولايات المتحدة، التى انسحبت من اتفاق 2015 والدول الأوروبية الثلاث التى ظلت فى الاتفاق، إن الاتفاق الجديد سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا مع بقاء هؤلاء السجناء، وغيرهم من الأمريكيين، خلف القضبان فى إيران.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية إن لو تم حل مشكلة السجناء، فإن الفجوات فى المفاوضات النووية يمكن غلقها سريعا لو اتخذت إيران القرار السياسى للعودة للامتثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة