بدموع الفرحة، استقبلت أسرة الشاب سيد عبدالدايم مصطفى، الطالب المصرى الذى يدرس الطب فى إحدى جامعات أوكرانيا، بعد عودته إلى أرض الوطن قادماً الحرب الروسية، معبراً عن سعادته وشعوره بالأمن والأمان فورو وصوله منزله وتواجده بين أهله وأسرته.
بدأ المشهد ساكناً فى قرية المنصورية، التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، فى حين جلس الأب عبد الدايم مصطفى الذى تجاوز عمره الـ60 عاما بقليل، على أريكة منزله ينتظر قدوم ابنه، ويمسك فى هاتفه المحمول الذى يكاد لا ينزل من أذنه من كثرة المكالمات التى يجيرها للاطمئنان لحظة بلحظة على وصول ابنه الأصغر.
ومع اقتراب موعد وصول الطالب المصرى العالق فى أوكرانيا، بدأ الجيران وأفراد العائلة فى التجمع حول والد سيد وباقى أسرته، حتى وصل بسيارة شقيقه الذى انتظره فى مطار أسوان، واصطحبه حتى منزل الأسرة.
وفور وصوله، جرى الابن على أبيه الذى فضل انتظاره خارج باب المنزل ليقبل رأسه ويديه، معرباً عن سعادته بعودته إلى حضن أبيه وأمه، وباقى أفراد أسرته مرة أخرى بعد لحظات عاشها بين نيران الحرب فى مدينة خاركوف بأوكرانيا، ووزعت أسرته مشروبات الضيافة على المتواجدين من المهنئين.
وسيد عبد الدايم مصطفى، من مواليد عام 2002، ويعد أحد المصريين العائدين من أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا، وهو ابن محافظة أسوان مركز دراو قرية المنصورية نجع القوز، وسافر إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات، للالتحاق بكلية الطب جامعة خاركوف، وهو الشقيق الأصغر لـ3 أشقاء أكبر منه سناً، وهم: "حسين ومصطفى وأحمد".
أحضان وأشواق أسرة الطالب بعد عودته لبلده
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عبر سيد عبدالدايم، عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن، خاصة أنه سافر إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات للدراسة فى كلية الطب، مؤكداً أن الأمور كانت تسير على ما يرام حتى جاءت الحرب لتقضى على كل شيئ بالنسبة له، وهو ما دفعهم إلى التوجه إلى شرق أوكرانيا ثم رومانيا للهروب من دمار وأسلحة الحرب.
ووجه الشكر لرئيس الجمهورية، على تدخله وإنقاذ أبنائه المصريين العالقين فى أوكرانيا وتقديم كافة التسهيلات للوصول مرة أخرى إلى مصر، موضحاً بأنهم كانوا مجموعة من المصريين الذين اتحدوا فى هذه الظروف الصعبة للتغلب على الدمار والنجاة من الموت حتى الوصول إلى بلادهم، خاصة فى ظل وجود بنات فتيات معهم فى هذه الظروف.
أحضان وأشواق أسرة الطالب بعد عودته لبلده
وقال سيد: سافرت إلى أوكرانيا خلال عام 2019 لتحقيق حلمه بدراسة كلية الطب، ولكن الظروف حالياً حالت دون استكمال هذا الحلم، مناشداً الرئيس عبد الفتاح السيسى بالسماح للطلاب العائدين من أوكرانيا بالالتحاق بالجامعات المحلية داخل مصر لاستكمال دراستهم، لافتاً إلى أنه كان يجهز لأداء امتحان عالمى تحت مسمى "كروك"، وهناك غيره ممن كانوا بالمرحلة النهائية للدراسة ولكن الحرب حالت دون إتمام دراستهم وحصولهم على شهادة جامعية.
وتابع الطالب المصرى العائد من أوكرانيا، بأنه كان يقيم فى مدينة "خاكيف" والتى تقع على مسافة نحو 40 كيلو متر عن روسيا، وكانت الحرب فى ذروتها بتلك المدينة الأوكرانية، وكان هناك نقص فى المواد الغذائية مما زاد الأمر صعوبة، وعلق قائلاً: "الحمد لله رجعنا على مصر بلد الأمن والأمان".
أحضان وأشواق أسرة الطالب بعد عودته لبلده
ومن جانبه، قال عبد الدايم مصطفى، والد الطالب سيد، إنه كان لا ينام خلال الأيام الأخيرة قبل عودة ابنه، وكان دائم القلق عليه حتى عودته لأرض الوطن بسلام، وكان على تواصل دائم معه خاصة أن ابنه كان مقيم فى مدينة أوكرانية شهدت تزايد وتيرة الحرب فيها.
وأضاف والد سيد العائد من أوكرانيا، أن ابنه خرج للسفر قبل 3 سنوات للالتحاق بالدراسة فى كلية الطب جامعة خركوف بأوكرانيا على نفقته الخاصة، بناء على رغبته وأمنيته فى الحصول على شهادة جامعية من أوروبا، ولديه ابن عمه طالبا أيضا فى كلية هندسة البترول فى روسيا، وكان يعود لمصر فى كل أجازة نهاية عام دراسى.
استقبال المهنئين بعودة سيد
وأشار إلى جهود الدولة المصرية فى إعادة أبنائها العالقين فى أوكرانيا خاصة جهود السفارة المصرية والجالية هناك، والتى قسمت العالقين إلى مجموعات وكان "سيد" ضمن 23 شخصا مصريا ومن دول عربية أخرى، تم إعادتهم لمصر مرة أخرى، وعلق قائلا: "وصل بهم الحال لدرجة أنهم كان معهم رقم السفير بنفسه لزيادة الاطمئنان".
وفى السياق، تحدث أحمد عبد الدايم، شقيق سيد، عن شعور والدتهم بعودة ابنها، ولا زالت تملؤها شعور السعادة منذ اللحظة التى علمت فيها ببدء إجراءات عودة ابنها لأرض الوطن، وكانت الأم تتواصل مع ابنها وكانت تقول له: "هحضرلك كل الأكل اللى بتحبه خاصة الحمام والمحشى والملوخية".
الابن يقبل يد والده فور وصوله
الطالب العائد من أوكرانيا فى أحضان والدته
اليوم السابع مع أسرة الطالب الأسوانى العائد من أوكرانيا
توزيع المشروبات فرحة بعودة سيد
قرية المنصورية
لحظة ترقب وصول الطالب سيد