فى الوقت الذى قال فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن بلاده لا تسعى لاحتلال أوكرانيا، متهما السلطات في كييف بنشر الكذب، يأتى هنا دور الولايات المتحدة الأمريكية فى دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسى، لتشمل المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، بما فى ذلك 25,000 مجموعة من كل من الدروع الواقية للبدن والخوذ، بالإضافة إلى بنادق وقاذفات القنابل اليدوية، وآلاف الأسلحة الأخرى المضادة للدبابات، وأكثر من 20 مليون طلقة من الذخيرة، حسبما ذكرت شبكة "بى بى سى".
أنظمة جافلين
بالإضافة إلى صواريخ جافلين، تشمل أقوى الأسلحة التى تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا 800 نظام ستينجر المضاد للطائرات، والذى اشتهر فى السابق بإسقاط الطائرات السوفيتية فى أفغانستان.
وتخطط الولايات المتحدة أيضًا لشحن 100 "نظام جوى تكتيكى بدون طيار" - طائرات صغيرة بدون طيار - والتى غالبًا ما يتم إطلاقها يدويا وتكون صغيرة بما يكفى لتناسب حقائب الظهر.
ويمكن للجنود استخدامها لتوسيع نطاق ساحة المعركة أو، فى بعض الحالات، للهجوم، وبشكل أساسى لصنع قنابل طائرة يمكن توجيهها إلى الأهداف من مسافة بعيدة.
ويرفع إعلان بايدن يوم الأربعاء الماضى المبلغ الإجمالى للمساعدات العسكرية التى تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها لأوكرانيا إلى مليار دولار فى الأسبوع الماضى وحده - وهو تسارع كبير بالمقارنة مع 2.7 مليار دولار مقدمة خلال الفترة بين 2014 وبداية 2022.
ووصف جون هيربست، السفير الأمريكى السابق فى كييف، ما يحدث بأنه "تطور هام" ويعالج أوجه القصور السابقة.
وقال هيربست: "ليس هناك شك فى أن بايدن وفريقه كانوا خجولين للغاية فى تقديم الدعم لأوكرانيا"، مشيرا إلى أنهم "قد استجابوا لهذا الضغط" فى نهاية المطاف.
ويقول خبراء عسكريون بحسب "بى بى سى" إن الأسلحة المضادة للدبابات التى تقدمها الولايات المتحدة من المرجح أن يكون لها تأثير كبير فى أوكرانيا.
أسلحة أمريكية
وقال الكولونيل السابق بالجيش الأمريكى كريستوفر ماير إن القوات الروسية الغازية هى "قوات ميكانيكية فى الأساس" - أى قوافل مدرعة - لذا فإن "أفضل شيء يمكنك القيام به هو تدمير هذه المركبات".
وقال ماير إن أوكرانيا تلقت مجموعة متنوعة من الأنظمة المضادة للدبابات من عدة دول، وهو ما يساعد على زيادة "فتك" القوات الأوكرانية ضد المركبات الروسية.
وأضاف: "إذا منحتهم مجموعة متنوعة من الأنظمة المضادة للدبابات، فإن ذلك سيوفر لهم فرصًا متعددة لاختراق أى أنظمة حماية دفاعية خاصة للدبابات".
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم يستخدمون الأسلحة بشكل فعال، لكن لا يمكن التحقق من مزاعمهم بشكل مستقل. واعتبارًا من 16 مارس ، زعموا أنهم دمروا أكثر من 400 دبابة وأكثر من 2,000 مركبة روسية أخرى.
ومع ذلك، فإن الأسلحة المضادة للدبابات لا تفعل شيئًا لمساعدة أوكرانيا فى مواجهة سلاح الجو الروسي، الذى يشن هجمات منذ ثلاثة أسابيع على أهداف مختلفة فى جميع أنحاء البلاد.
إن نظام ستينجر المحمول على الكتف هو السلاح الوحيد المضاد للطائرات ضمن حزمة المساعدات الأمريكية.
ويُستخدم هذا النظام فى النزاعات حول العالم منذ عام 1981. وكان أشهر استخدام له فى أفغانستان، حيث ساعدت صواريخ ستينجر التى قدمتها الولايات المتحدة فى إسقاط مئات الطائرات والمروحيات الروسية خلال الاحتلال السوفيتي.
وتتسم صواريخ ستينجر بالفعالية ضد طائرات الهليكوبتر التى تحلق على ارتفاع منخفض أو الطائرات التى تحلق على ارتفاع يصل إلى 3,800 متر (12,400 قدم)، وهو ما يجعلها غير مجدية نسبيًا ضد القاذفات الروسية التى تحلق على ارتفاع أعلى.
نظام ستينجر
وقال هيربست إن حديث الإدارة الأمريكية عن صواريخ ستينجر كجزء من حزمة المساعدات لأوكرانيا هو "علامة على الضعف".
وأضاف: "إنهم بحاجة إلى المزيد من صواريخ ستينجر، وليس هناك شك فى ذلك، لكنهم يحتاجون أيضا إلى أسلحة مضادة للطائرات على ارتفاعات أعلى، لكن جرى تجاهل هذا الأمر بشكل خطير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة