رحل ابن النيل الفنان الكبير شكرى سرحان في 19 مارس من عام 1997 بعد رحلة عطاء فنى كبيرة تدرج فيها من أدوار الفتى الأول حتى أدوار الكهل والشيخ الكبير، وكان من أعظم ممثلى مصر، حيث ترك خلالها بصمة مميزة لا تنسى فى عالم الفن حيث شارك فى مئات الأعمال الفنية الخالدة والتى دخل عدد منها ضمن أهم 100 فيلم فى السينما وأهم المسلسلات.
ولد شكرى سرحان وتوفى فى شهر مارس حيث كان ميلاده فى 13 مارس من عام 1925، وكانت بدايته الفنية فى فيلم لهاليبو حيث قام بالبطولة أمام نعيمة عاكف ، وبعدها انطلق فى مشواره الفنى ، حيث اختاره المخرج العالمى يوسف شاهين لبطولة فيلم ابن النيل، ثم توالت أعماله الفنية الكبيرة ومنها :" أفلام شباب امرأة، درب المهابيل، قنديل أم هاشم، الطريق المسدود، رد قلبى، الزوجة الثانية، النداهة، اللص والكلاب، ليلة القبض على فاطمة، وغيرها من روائع السينما حتى أن رصيده ضمن قائمة أهم 100 فيلم فى السينما وصل ٍإلى 15 فيلماً أى أنه من أعلى الفنانين المشاركين فى أهم الأفلام بتاريخ مصر، فضلا عن مشاركته فى روائع الأعمال التلفزيونية وخاصة المسلسلات الدينية ، حيث عرف بقوته فى اللغة العربية والإلقاء ومن بين المسلسلات التى شارك فيها " محمد رسول الله، على هامش السيرة، الكعبة المشرفة، الأنصار، رفاعة الطهطاوى، المشربية، وغيرها"
وعرف الفنان الكبير شكرى سرحان بقوته وأخلاقه وتدينه حيث لقب بلقب عاشق القرآن وقضى سنواته الأخيرة متعبداً يقضى أغلب وقته مع القرآن.
وهناك العديد من المعلومات التى قد لا يعرفها الجمهور عن الفنان الكبير شكرى سرحان الذى حصل على العديد من الجوائز وفاز بلقب أحسن ممثل ونال العديد من التكريمات عن مشواره.
ومن بين ههذه المعلومات أن الفنان الكبير كان يتفاءل برقم 7، فيراه علامة النصر ومفتاح حظه، حيث دخل إلى معهد التمثيل يوم 7 وتخرج منه أيضًا يوم 7، كما أن أول يوم عمل له أمام الشاشة كان يوم 7.
وفى شباهه بلغ من محبة شكرى سرحان لرقم 7 أن صنع خاتماً بفص أسود ونقش عليه رقم 7 من شدة تفاؤله بهذا الرقم، وذكر النجم الكبير الذى عرف بتدينه الشديد أن من اسباب تفاؤله برقم 7 أنه رقم مقدس ذكر فى القرآن عدة مرات فى وصف السموات السبع والملائكة السبعة وغيرها.
ومن بين المعلومات غير المعروفة عن الفنان شكرى سرحان أن الفراشة سامية جمال كادت تموت بطلقات رصاص حى على يديه أثناء تمثيل فيلم "زنوبة".
وحكت سامية جمال عن هذا الموقف الصعب مشيرة إلى أنه كان يتم تصوير الفيلم خلال فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، حيث كانت صفارات الإنذار لا تنقطع ليلاً ونهاراً، وبمجرد أن يحل الظلام حتى تنطفى كل الإنارة فى الشوارع، لذلك كان يتحتم على فريق العمل أن يذهب للاستديو مبكرا حتى يتم الانتهاء من التصوير قبل أن يحل المساء.
وذات يوم كان مقرراً أن تؤدى الفراشة مشهدا يطلق فيه شكرى سرحان الرصاص عليها.
وكان المتبع فى مثل هذه المشاهد أن يتم إفراغ المسدس مما فيه من الرصاص الحى ويتم وضع مادة شمعية بدلاً منه تملأ الفراغ و تحدث دوياً عند إطلاقها يشبه صوت الرصاص.
وقالت سامية جمال أنها شاهدت أحد مساعدى المخرج حسن الصيفى يقوم بهذه المهمة ، ولكن ما كاد الصيفى يعلن بداية التصوير حتى شعرت بالخطر، وسألته :" انت متأكد إنه تم إفراغ الرصاص بالكامل؟"، فأجاب المخرج حسن الصيفى بكل ثقة :" طبعا وهى دى أول مرة نعملها؟"، وكانت الفراشة يداهمها شعور غامض بالخوف :" طيب ممكن تتأكد"، فبدت ملامخ الغضب على المخرج الذى أراد الانتهاء من التصوير قبل أن يحل الظلام ، وعلى مضض قال الصيفى : خلاص ياستى هنجربها فى المخدة اللى هتنامى عليها ، وأمسك بالمسدس وأطلق منه رصاصة على المخدة، وكانت الصدمة حين خرجت من المسدس رصاصة حقيقية أحرقت المخدة ، فصرخت سامية جمال وأصيب الصيفى بحالة ذهول، لأنه لو أطلقت هذه الرصاصة أثناء التصوير كان شكرى سرحان سيقتل سامية جمال.
فيما كشف الفنان الكبير رشوان توفيق أنه كان السبب فى توقف الراحل شكرى سرحان عن صبغ شعره .
وأوضح توفيق فى حوار لليوم السابع أنه كانت تربطه علاقة قوية بالفنان الكبير شكرى سرحان، قائلا:" من الشخصيات العظيمة وكان جادا ومتدينا وصريحا جدا ولا يقبل بأى تنازلات فى العمل، وكان يجمعنا ارتباط روحانى".
وحكى رشوان توفيق عن بعض المواقف التى جمعته بالراحل شكرى سرحان، قائلا:" فى إحدى المرات كنا نصور مشهدا فى استديو الأهرام ، وكان يجلس أمامى ويصبغ شعره، فتجرأت وقلت له يا أستاذ شكرى انت بتصبغ شعرك ليه ، ربنا عمل التجاعيد اللى فى وشنا علشان الشعر يبقى أبيض، فشرد وسكت، ومن يومها توقف عن صبغ شعره ، فأعطاه بياض الشعر الكثيف مزيدا من المهابة وجمعنى به عدد من الأعمال الدينية ومنها مسلسل على هامش السيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة