يختتم الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون برنامج زيارته إلى الفاتيكان وإيطاليا، التى حمل خلالها الهموم اللبنانية فى توقيت حرج ، فلبنان على أعتاب الحدث الأهم وهو إجراء الانتخابات النيابية والمقرر انعقادها مايو المقبل، وسط اجواء داخلية غير ممهددة.
وقد بدأ عون جولته مساء الأحد الماضى واجتمع مع أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين ووزير خارجية الفاتيكان المونسنيور جان بول جالاجر.
وشملت أبرز محطات جولته لقاء مع بابا الفاتيكان و لقائه مع الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا فى قصر الكويرينالى للبحث فى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها فى المجالات كافة.
واستعرض عون مع البابا فرنسيس الوضع في الشرق الأوسط عمومًا وأوضاع لبنان خصوصًا، وما ساهم في تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها نتيجة الإدارات المالية الخاطئة لعقود، وتداعيات النزوح السوري مما ساهم في تراكم الاعباء على لبنان، إضافة إلى انتشار وباء كورونا وانفجار ميناء بيروت وما سببته كافة هذه الازمات المتلاحقة من تداعيات سلبية، كما تطرق البحث إلى العمل الذي يقوم به لبنان لوضع خطة للتعافي.
قمة لبنانية إيطالية
كان انعقاد القمة اللبنانية الإيطالية اليوم في قصر الكويرينالي في روما بين الرئيسين عون وماتاريلا، من أهم محطات جولة عون التى بدأها الاحد ، وأشار إلى الدور الكبير لإيطاليا في مساعدة لبنان وهي الشريك التجاري الأوروبي الأول معه، مؤكدا أن لبنان مُصر رغم الصعوبات أن يلملم جراحه من تداعيات الازمات المتشابكة التي يعاني منها.
أضاف عون: أن من أخطر تحديات الازمات الراهنة الهجرة الكثيفة الى الخارج للنخب اللبنانية ما يهدد لبنان على المدى البعيد بافراغه من طاقات حيوية وبصلب هويته وبمستقبل التعددية في المنطقة، وأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل اعباء واحمال النزوح السوري، وعلى الدول المانحة اعطاء الحوافز داخل سوريا لتحفيز النازحين على العودة، آملا فى وقف لغة الحرب لحل النزاعات بين الدول وفرض امر واقع .
التعاون بين لبنان وإيطاليا
من جانبه أشار الرئيس الإيطالى إلى التعاون بين لبنان وايطاليا من خلال القوات الدولية مستمر وايطاليا مستعدة لتقديم المزيد من الدعم للمساهمة في تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان.
رئيس لبنان ورئيس إيطاليا
وقال الرئيس الإيطالى إن علاقات التعاون مع لبنان ضرورية لأن الاستقرار في لبنان مفتاح للاستقرار في الشرق والعمل يجب ان يكون فاعلا لازالة بؤر التوتر في المنطقة التي تؤثر سلبا على الاوضاع في لبنان ، وأكد الرئيس الايطالى على العمل على عودة السوريين توازيا مع المساعدة على الوصول الى حل سياسي بذلك يتمكن السوريون من اعادة اعمار بلادهم فيخففوا العبء عن لبنان، وأكد ايطاليا ستواصل تقديم الدعم لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في لبنان الذي يبقى نموذجا في ظل التوازنات التي تحفظ حقوق الجميع وله دور في انماء المنطقة كلها
عون بالفاتيكان
كان لقاء عون والبابا فرنسيس فى الفاتيكان المحطة الاولى لجولة رئيس لبنان ، وخلالها طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، استمرار دعمه للبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية، مجددًا الدعوة الرسمية له لزيارة لبنان.
وقال عون إن لبنان يعاني كثيرًا ويجتاز مرحلة صعبة، مشيرًا إلى أن بلاده فى أمس الحاجة إلى استمرار دعم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في هذه المرحلة، مشددًا على اهمية الاهتمام الذى يوليه البابا فرنسيس لكل ما يساعد على تعزيز الاستقرار في لبنان، وتمكينه من استعادة لعب دوره في محيطه والعالم.
وتوجه عون بالشكر للبابا فرنسيس لدعم بلاده في هذا الظرف الدقيق على المستوى الدولي عمومًا والأوروبي خصوصًا، نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا، كما شكره وعلى محبته الكبيرة للبنان والتي أظهرها في أكثر من مناسبة خصوصا من خلال تخصيص يوم كامل للصلاة والتفكير من أجل لبنان في الكرسي الرسولي في أول يوليو الماضي، بالإضافة إلى ايفاده أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول ريتشارد جالاجير في أقل من سنة إلى لبنان للوقوف إلى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يمر بها.
البابا فرنسيس ولبنان
من جانبه، أكد البابا فرنسيس أن للبنان مكانة خاصة في صلاته وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، كما أنه لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي.
وأشار إلى أنه مطلع بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، مشددًا على أن لبنان، بجميع ابنائه المسيحيين والمسلمين لا يجب أن يتخلى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام، لافتًا إلى أنه من الواجب الحفاظ على العيش معًا، مؤكدًا أن هذه الصيغة جعلت من لبنان رسالة.