فى ليالي من المحبة والأنس بحلقات التحطيب والذكر والمديح والمزمار، احتفل أبناء كوم البعيرات فى مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر بمولد الشيخ اللواء أبو زعبوط، المولد الأشهر بالقرية، والذي يعود من جديد بعد توقف عامين لظروف أزمة كورونا، حيث سادت أجواء من الفرحة والسعادة بين الجميع فى ليالي المولد بالقرية.
وقدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا التقى خلاله حفيد الشيخ أحمد حندقها الحسانى، وشهرته الشيخ أبو زعبوط، والذي يتم الاحتفال بمولد جده فى قرية البعيرات بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، موضحاً أنه يتم إقامة ليالي السمر والتحطيب وسباقات الخيول والمديح فى حب رسول الله خلال ليالي المولد.
وأضاف حفيد الشيخ أبو زعبوط لـ"اليوم السابع"، أن جده توفى عام 1903م وجميع أبناء القرية كانوا يحبونه وله كرامات عديدة بينهم فى تلك القرية، حيث إن مقام الشيخ أبو زعبوط متواجد في قلب المقابر بمنطقة كوم البعيرات، ويتم الاحتفال كل عام فى العشر الأواخر من شهر شعبان المبارك بهذا المولد فى ليالي محبة وأنس بآل بيت رسول الله.
كما رصد "اليوم السابع" فعاليات حلقات التحطيب التى تقام طوال النهار والليل بالقرية، حيث تشهد قرية البعيرات الموجودة بمركز القرنة غرب محافظة الأقصر، مراسم الاحتفال بمولد العارف بالله الشيخ اللواء أبو زعبوط، ويحتفل الأهالي فى نجوع القرية بهذا المولد في العشر أيام الأواخر لشهر شعبان من كل عام، ويستمر الاحتفال عددا من الليالي، وسط حضور المئات من أهالى البر الغربي والمناطق المجاورة من محبي ومريدى العارف بالله أبو زعبوط.
وقال عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب في صعيد مصر، إن نجوم لعبة التحطيب يحتفلون بمولد الشيخ أحمد حندقها الحسانى الشهير باللواء أبو زعبوط، عبر لعبة التحطيب التى تعتبر ضمن الفنون التراثية وأول من بدء التحطيب كانوا الفراعنة، والدليل على ذلك الرسومات واللوحات الموجودة على المعابد القديمة، مؤكدا أن التحطيب له قيمة كبيرة وأنه ليس فقط شخصان يلعبان بالعصا وإنما هو فن وله قيم عديدة وهى معرفة كيفية الدفاع عن النفس وهو وسيلة لتفريغ الطاقة.
وأضاف عميد لعبة التحطيب في صعيد مصر، لـ"اليوم السابع"، أن من أساسيات وقواعد اللعبة الاحترام والآدب المتبادل بين الجميع، مؤكداً أنه تم إدخال بعض التطوير على اللعبة خلال القرن العشرين، بإدخال الشومة بدلا من العصا والحطب الصغير، موضحاً أن التحطيب "اللعب بالعصى" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول المصرية القديمة، وقد نشر قدماء المصريين صورا هذا الفن على جدران معابدهم، وكانت مصر قد نجحت فى تسجيل التحطيب على قائمة التراث الثقافى غير المادى فى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 2016.
وأوضح عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب بالصعيد، أنه يوجد فى مبارزات التحطيب نوعين من العصا، فهناك العصا الكبيرة الغليظة والتى تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضاً أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 متر والجميع يكون حلقة حولها بالكراسي والكنب الصعيدي، موضحاً أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسان أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد.
وقام الأهالى في الليلة الختامية للمولد بتمهيد الساحات لتنظيم "مرماح الخيل"، وإقامة لعبة "التحطيب" على أنغام الربابة والمزمار الصعيدي، والتي تبدأ بعد صلاه المغرب أو بعد صلاة العشاء، ويشارك فيها مريدو الشيخ أبو زعبوط من المحافظات المجاورة كأسوان، وقنا، والبحر الأحمر، وسوهاج.
وينتظر الأطفال تلك الليالى سنويا، للمشاركة في الألعاب التى يقوم الأهالى بتنظيمها مثل المراجيح، والوسائل الترفيهية، ويقوم البائعون بنصب الفرش لبيع الألعاب الصغيرة والطرابيش، ويقفون على منصة الشوارع المؤدية لمقام الشيخ لبيع الحلويات للأطفال.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ أبو ظعبوط صاحب أكبر مقام في قرية البعيرات والبر الغربي بأكمله، يحتفل الأهالي بمولده في العشر الأواخر شهر شعبان كل عام، ويُختتم الاحتفال بليلة ختامية كبرى تحضرها القيادات، يعقبها خروج تابوت كبير يجوب جميع انحاء القرية ويتجمع خلفه الرجال والصبيان منهم الراكب ومنهم الماشي صبيحة اليوم الذي يلى الليلة الختامية، وتنتهى عند مقام الشيخ اللواء أبو زعبوط.
ومن الجدير بالذكر أنه فى عام 2016 حظيت لعبة التحطيب بدعم كبير، حيث نجحت وزارة الثقافة فى تسجيل ملف التحطيب فى منظمة اليونسكو، فى اجتماع اللجنة الحكومة الدولية لليونسكو فى أديس أبابا، وتم تسجيل لعبة التحطيب المصرية على قائمة التراث الثقافى غير المادى، والذى تقدمت به وزارة الثقافة عام 2014، إلا أنه تم سحب الملف لإجراء مجموعة من التعديلات، وإعادة تقديمه إلى المنظمة، بعد الانتهاء منها، وترأس وفد الثقافة المصرية الدكتورة نهلة إمام الأستاذ بأكاديمية الفنون، وحظى الملف المصرى بمساندة قوية من دول الجزائر وفلسطين ولبنان وبقية الدول التى لها حق التصويت فى هذا الاجتماع، بالإضافة إلى الدول المشاركة فى الاجتماع، وهى المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان والأردن، حيث يأتى هذا النجاح نتيجة ثمرة التعاون بين وزارتى الثقافة والخارجية، حيث بذلت وزارة الخارجية جهد على مستوى الدولى لإقناع الدول الأعضاء لليونسكو فى التصويت لصالح مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة