رحل عن عالمنا صباح اليوم الفريق عبد المنعم خليل، قائد الجيش الثانى فى حرب أكتوبر 1973، والذى تولى قيادة الجيش المصرى فى لحظة من أصعب اللحظات التى مرت عليه خلال الحرب، وهى ثغرة الدفرسوار، وتولى البطل المصرى منصب قائد الجيش بعد تعب اللواء سعد مأمون فى 14 أكتوبر 1973 ، ليتولى مسئولية مواجهة القوات الإسرائيلية.
قابلت الفريق عبد المنعم خليل فى منزله مرتين، و كان لنا حوارا طويلا للغاية، يضم كثير من التفاصيل، أهمها ما حدث فى الثغرة، وكيف كان قرار الفريق سعد الدين الشاذلى بأن يتولى خليل منصب قائد الجيش الثانى الميدانى وقت الحرب، وذلك حتى يقوم بمواجهة القوات الاسرائيلية وقتها، يقول اللواء الراحل فى الحوار بأن الفريق الشاذلى طلب منه تولى المسئولية وكان السادات والمشير إسماعيل فى البرلمان وقتها، فذهب ليلاقى العدو الإسرائيلى بأمر شفهي من رئيس الأركان، مشيرا إلى أن أعظم لحظات حياته هو القضاء على الثغرة و ماتم فيها.
كان الفريق الراحل عبد المنعم خليل، بطلا مصريا استثنائيا شارك فى جميع حروب مصر من الحرب العالمية وحتى انتصار أكتوبر 1973 ، ورغم كونه عسكريا عظيما و يؤمن بالعسكرية المصرية، فهو أيضا كان شاعرا ومحبا للشعر و الرواية، وحين التقيته سألنى عن الحب و معناه، و ماهو الفرق بين حب الزوجة و الأم والابنة، وكيف نستطيع أن ندير علاقتنا مع الجميع بالحب، ثم فى المرة الثانية التقيته وهو فى فراش المرض و رغم ذلك رفض الجلوس فى السرير وجلس على كرسيه يتحدث معنا ويتذكر وقائع مرت عليها أكثر من 50 عاما أو يزيد، فلقد عاش الرجل ما يقرب من قرن من الزمان، كان محتفظا بذاكرته لآخر لحظة فى عمره.
كان الفريق عبد المنعم خليل أحد قادة الجيش المصرى العظام ، واستطاع أن يخلد سيرته العظيمة عبر مشاركته الكبيرة فى كافة حروب مصر، وحتى آخر لحظة فى عمره كان يؤمن بأن الدولة المصرية والجيش المصرى قادرون على العبور مهما كانت التحديات.
رحمة الله على الفريق عبد المنعم خليل، و على ما قدمه فى سبيل وطنه فى أصعب لحظات مرت على مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة