أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر، اليوم الأربعاء، أن روسيا تعمل على تقليص الطاقة الإنتاجية لخط أنابيب رئيسى ينقل النفط الخام إلى الأسواق العالمية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة المخاوف من أن موسكو مستعدة للرد على العقوبات الغربية من خلال الحد من إمدادات الطاقة الخاصة بها.
ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الطاقة الروسى قوله فى بيان: إن ما يصل إلى مليون برميل يوميا من النفط يتم شحنه عبر خط أنابيب اتحاد بحر قزوين من وسط آسيا إلى البحر الأسود يمكن قطعه لمدة تصل إلى شهرين، نظراً لإجراء إصلاحات لمنشآت التحميل التي تضررت من جراء عاصفة تعرضت لها المنطقة يوم أمس الثلاثاء.
ويأتى انقطاع الإمدادات، حسبما أبرزت الصحيفة، عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوروبا، حيث من المتوقع أن تناقش دول الاتحاد الأوروبى فرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسى ردًا على العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، فى ضوء قرار الولايات المتحدة حظر واردات البترول الروسية.
وارتفعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 2 في المائة إلى 117 دولاراً للبرميل مباشرة بعد الإعلان عن توقف العمل بخط الأنابيب، قبل أن تتراجع إلى 115 دولاراً للبرميل، فيما آثار المحللون تساؤلات حول توقيت أضرار العاصفة المبلغ عنها، حيث لم يتمكن أي من الشركاء الغربيين لخط الأنابيب من فحص المنشآت.
وقال كيفين بوك العضو المنتدب في مؤسسة ClearView Energy Partners، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن:" إذا أغلقت العاصفة العمل داخل المنشأة، أو إذا كان ذلك بقرار سياسي، فإن روسيا وحدها بإمكانها أن تقرر متى تعيد فتح العمل من جديد داخل الخط.
وخط الأنابيب، الذي يمتد 1500 كيلومتر من حقل نفط تنجيز الضخم في غرب كازاخستان إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على ساحل البحر الأسود في روسيا، يشمل النفط المنتج من قبل شركتي شيفرون وإكسون موبيل الأمريكيتين، كما يغذي الخام الروسي الخط من حقول النفط الواقعة على طول الطريق، ويبلغ إجمالي سعة خط الأنابيب حوالي 1.4 مليون برميل في اليوم - حوالي 2.5 في المائة من تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً - ويمثل حوالي ثلثي صادرات النفط في كازاخستان، مما يجعله شريانًا حيويًا لاقتصاد البلاد.
وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في إنرجي أسبكتس، وهي شركة استشارية:" يمكن لروسيا أن تجعل من الصعب جدًا إجراء الإصلاحات نظرًا للتحديات التي تواجهها حاليًا لبيع نفطها". مع الاشارة إلى قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطلع الشهر الجاري بحظر استيراد النفط الخام الروسي إلى الولايات المتحدة لكنه استثنى النفط الذي يتدفق عبر خط أنابيب "سي بي سي" CPC طالما تم التصديق على أنه قادم من كازاخستان.
ومع ذلك تعد روسيا أكبر مساهم في CPC بحصة 24 في المائة فيما تملك شيفرون وإكسون من بين المساهمين الآخرين، حصصا بنحو 15 في المائة و7 في المائة على التوالى.