يمر اليوم 106 عاما على ميلاد الفنانة الكبيرة عقيلة راتب إحدى رواد الفن وعمالقته ونجومه الكبار حيث ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 23 مارس من عام 1916 لتكون أول سندريلا فى عالم الفن وتتدرج حتى تؤدى أدوار الأم والجدة وتترك بصمة خالدة فى سجل المبدعين ليس فقط بما قدمته من أعمال رائعة ولكن لأنها ساعدت على اكتشاف عدد من عمالقة الفن ونجومه.
كاملة محمد كامل الطفلة التى ولدت لأسرة ارستقراطية، قبل أن تغير اسمها إلى عقيلة راتب بعد أن اختارت طريق الفن ، والتى تنتمى والدتها إلى أصول تركية وكان والدها دبلوماسى من قيادات وزارة الخارجية، والمصرى الوحيد الذى تولى منصب رئيس قلم الترجمة فترة الاحتلال حيث كان يتحدث 7 لغات، كان الأب يحلم بإنجاب ولد بعدما فقد ابنه الوحيد الذى مات طفلا فأصبح أبو البنات بعدما أنجب ابنته الصغرى «كاملة».
بدأت مواهب الطفلة كاملة تظهر فى سن الطفولة فكانت تغنى وترقص وتمثل فى الحفلات المدرسية بمدرسة التوفيق فى الضاهر حتى أصبحت أشهر طفلة فى المدرسة، وخلال رحلة نظمتها المدرسة غنت الطفلة كاملة فى القطار واندمج معها الركاب وتصادف وجود أحد الصحفيين، فكتب فى اليوم التالى عن إعجابه بصوت مطربة القطار.
كانت بداية تعلق الطفلة باحتراف الفن حين شاهدها زكى عكاشة صاحب فرقة عكاشة المسرحية، وعرض عليها التمثيل فى الفرقة وعندما أخبرت والدها الدبلوماسى الكبير ثار وغضب وضربها ولم يكن عمرها تجاوز 14 عاما.
تمسكت الطفلة بحلمها وانتقلت إلى بيت عمتها بعد غضب الأب عليها، وشقت مشوارها الفنى فاختارت اسم عقيلة وهو اسم أقرب صديقاتها، وراتب اسم شقيقها الوحيد الذى توفى طفلًا، فيما أصيب والدها بالشلل، ولم تستطع زيارته ولم تفرح بالنجاح الساحق الذى حققته فى أول أعمالها مع فرقة عكاشة "أوبريت هدى" بسبب غضب والدها ومرضه، ولم تعود العلاقات مع الأب إلا قبل وفاته وبعد شهرتها وزواجها.
حققت عقيلة راتب نجاحات كبيرة مع فرقة عكاشة وأصبحت حديث الناس والصحف والوسط الفنى، وحاولت كل الفرق المسرحية وقتها الاستعانة بها حيث كانت منقذة للفرق بسبب الجماهيرية الواسعة التى حازتها وما تمتلكه من مواهب فى الاستعراض والغناء والتمثيل ، حتى أنها شاركت فرقة «مزاى» المجرية فى تقديم استعراض غنائى راقص، عندما زارت الفرقة مصر وأعجب بها مدير الفرقة وأجرى معها صحفيون مجريون حوار صحفيا وطلب منها مدير الفرقة المشاركة فى تقديم عروض فى دول العالم، ولكنها رفضت.
انتقلت عقيلة راتب إلى السينما لتحقق نجاحات كبيرة، فقدمت أول أفلامها عام 1936، ووقع معها مدير استوديو مصر وقتها عقد احتكار لمدة 5 سنوات بعد وفاة المطربة أسمهان، وكانت تغنى وتقدم استعراضات فى الأفلام التى تقوم ببطولتها، فأطلق عليها لقب السندريلا.
وساهمت عقيلة راتب فى اكتشاف عدد من النجوم من أجيال مختلفة ، حيث كانت تشارك فى اختيار الأبطال الذين يمثلون أمامها وهى التى اكتشفت عماد حمدى الذى كان يعمل موظفا فى الإدارة باستوديو مصر، ورشحته أمامها لبطولة فيلم «السوق السوداء»، وشق بعدها عماد حمدى طريقه إلى النجومية.
ورغم أن أنور وجدى اشتهر فى بدايته بأدوار الشر يرجع الفضل للفنانة الكبيرة فى اختياره لبطولة فيلم «قضية اليوم»، واعترض المخرج كمال سليم ولكنها أقنعته، لتبدأ شهرة أنور وجدى.
كما كان لعقيلة راتب دور فى اكتشاف محمد فوزى حيث كان المؤلف مصطفى السيد يتعاون معها فى بعض المونولوجات، وقال لها إن هناك فنانا جاء من طنطا واسمه محمد الحو ويريدها أن تساعده، فتعجبت من اسم الحو، فغيره إلى محمد فوزى، ورشحته عقيلة لدور فى فيلم «سيف الجلاد» الذى كان يشاركها بطولته يوسف وهبى، وظهر فوزى فى هذا الفيلم لأول مرة ولم يغنى فيه، وعندما عرفت بمواهبه فى التلحين والغناء رشحته أمامها لبطولة فيلم «عروس البحر، وغنى معها فوزى أول دويتو فى حياته فى أغنية «صيد العصارى»، وقام بتلحين أغانى الفيلم.
كما شجعت الزعيم عادل إمام فى بداية مشواره عندما شاركها فى مسرحية «البيجامة الحمرا»، وتنبأت له بمستقبل فنى كبير، وفرح الزعيم بكلامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة