بعد مرور شهر على حرب روسيا وأوكرانيا.. كيف غير الصراع العالم فى 4 أسابيع فقط؟.. أكثر من 3.5 مليون لاجئ فروا فى أسوأ أزمة إنسانية بأوروبا منذ عقود.. اتساع الانقسام بين روسيا والغرب.. والتداعيات الاقتصادية هائلة

الخميس، 24 مارس 2022 09:30 م
بعد مرور شهر على حرب روسيا وأوكرانيا.. كيف غير الصراع العالم فى 4 أسابيع فقط؟.. أكثر من 3.5 مليون لاجئ فروا فى أسوأ أزمة إنسانية بأوروبا منذ عقود.. اتساع الانقسام بين روسيا والغرب.. والتداعيات الاقتصادية هائلة الحرب بين روسيا واوكرانيا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا اليوم الخميس، شهرها الثانى، فى الوقت الذى لا يوجد فيه مؤشرات واضحة حتى الآن على هدوء مرتقب فى الاستهداف العسكرى الروسى لمدن أوكرانيا، أو إمكانية التوصل إلى حل سلمى للصراع الذى قلب العالم فى أربعة أسابيع فقط.

 

وقبل شهر، وتحديدا فى الخميس الموافق  24 فبراير، أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى التلفزيون بدء عملية عسكرية فى أوكرانيا لتحريرها من النازيين، وحذر الغرب من أن محاولات التدخل من جانبه ربما يقابلها رد نووى. وقال بايدن إن روسيا ليس لديها خيار سوى التحرك بعد أن تجاهلت واشنطن وحلفائها مطالبه بضمانات أمنية وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وهو ما وصفه القادة الغربيون بأنه كان ذريعة زائفة للهجوم.

 

عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا

 ومع قيام روسيا بغزو أوكرانيا، سارع الغرب لفرض حزمة غير مسبوقة من العقوبات الاقتصادية والمالية على موسكو.

وأدت موجات عديدة من العقوبات الكابحة إلى تجميد نصف احتياطى روسيا من العملة الأجنبية المقدر بـ 640 مليار دولار، وقطع البنوك الروسية الرئيسة عن نام سويفت المالى، كما حرمموسكوا من الحصول على الاموال النقدية بالدولار أو اليورو، واستهدف قطاعا واسعة من الاقتصاد الروسى بقيود تجارية كبرى. وانسجت العديد من الشركات الدولية من السوق الروسى.

 

 وردت السلطات الروسية على ذلك بتقديم قيود صارمة على التحويلات المالية بالعملة الأجنبية وعلى أسواق الأسهم.

 

وعلى مدار الأسابيع الماضية، وكما تقول قناة إن بى سى نيوز الأمريكية، واصلت القوات الروسية ضرباتها الجوية لمناطق فى كييف العاصمة ومدن أخرى أبرزها ماريوبول وخاراكيف وغيرها، مما دفع الملايين إلى النزوح فى أسوأ اندلاع للعنف تشهده أوروبا منذ عقود. وقدرت الأمم المتحدة ان عددا من تركوا أوكرانيا جراء الحرب أكثر من 3.5 مليون لاجئ.

 

وقد أعاد هذا الصراع تشكيل المشهد السياسى، فزادت الانقسامات بين موسكو والفرب لتعود كما كانت عليه إبان الحرب الباردة، وأثار أيضا المخاوف من أزمات اقتصادية وغذائية عالمية.

 

وذهب التقرير إلى القول بان الحرب تمثل أكبر تحدى فى السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن، الذى كان يأمل فى التركيز على الصين بدلا من أوروبا التى اضطر إلى القيام بزيارتها للمشاركة فى ثلاث اجتماعات قمة مع دول الناتو ومجموعة السبع والمجلس الأوروبى لبحث تشديد الرد على الغزو الروسي.

وأصبحت الأسلحة الغربية، التى  قدم معظمها واشنطن، أساسية فى مساعدة أوكرانيا لمواجهة التقدم الروسى. ورغم ذلك، فإن أغلب الخبراء يقولون إن انتصار أى من الطرفين سيكون صعبا ومكلفا، مما يثير إحتمالية أن ينزلق الصراع إلى مرحلة أكثر عنفا وانتقامية. وتزداد المخاوف من إمكانية استخدام أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيماوية فى ظل اتهامات متبادلة بين الغرب وروسيا بمساعى فى هذا الشأن، وهو ما سيشكل كارثة إنسانية جمة.


 

ارتفاع أسعار النفط وتحذير من أزمة غذاء عالمية
 

وكان للحرب على أوكرانيا آثارها الواسعة على الاقتصاد العالمى، حيث أدت إلى ارتفاع هائل فى أسعار النفط وتحذيرات من أزمة غذاء.

 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الحرب فى أوكرانيا سببت صدمة فى الأسواق الناشئة العالمية، والآن أصبح الكوكب يواجه أزمة أعمق، وهى نقص الغذاء.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن حصة كبيرة من القمح العالمى والذرة والشعير محاصرة فى روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب، فى حين أن كمية أكبر من الأسمدة العالمية عالقة فى روسيا وبيلاروسيا. والنتيجة هي ارتفاع أسعار الغذاء العالمى والأسمدة. ومنذ الغزو الروسى الذى بدأ الشهر الماضى، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 21%، والشعير بنسبة 33% وبعض الأسمدة زادت بنسبة 40%.

ويزيد من تعقيد هذا الاضطراب تحديات كبيرة، والتي كانت تزيد الأسعار بالفعل وتضغط على الإمدادات من بينها وباء كورونا وقيود الشحن وارتفاع أسعار الطاقة وموجات الجفاف والفيضانات والحرائق. والآن، يحذر خبراء الاقتصاد ومنظمات الإغاثة ومسئولو الحكومة من التداعيات والتى تتمثل فى زيادة الجوع فى العالم.

 

وتكشف الكارثة الوشيكة تداعيات حرب كبرى فى العصر الحديث من العولمة، فأسعار الغذاء والأسمدة والغاز والنفط وحتى المعادن مثل الأولومنيوم والنيكل كلها ترتفع بشكل سريع، ويتوقع الخبراء الأسوأ مع توالى الآثار.

 

وقال ديفيد إم باسيلى، المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، والذى يطعم 125 مليون شخص يوميا إن أوكرانيا وحدها تشكل كارثة فوق كارثة، فلا يوجد سابقة قريبة حتى من هذا منذ الحرب العالمية الثانية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة