توفى الخليفة أبو جعفر المنصور في سنة 158 هجرية، بعدما قضى قرابة 23 عاما في الحكم، وذكرت كتب التراث العديد من الحكايات عنه، من ذلك علاقته بالناس.
وفى ترجمته التي قدمها ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" يقول:
خطب يوما (أبو جعفر المنصور) فاعترضه رجل وهو يثنى على الله عز وجل، فقال: يا أمير المؤمنين ! اذكر من أنت ذاكره، واتق الله فيما تأتيه وتذره.
فسكت المنصور حتى انتهى كلام الرجل، فقال: أعوذ بالله أن أكون ممن قال الله عز وجل فيه: { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ } [البقرة: 206] أو أن أكون جبارا عصيا.
أيها الناس ! إن الموعظة علينا نزلت ومن عندنا نبتت، ثم قال للرجل: ما أظنك فى مقالتك هذه تريد وجه الله، وإنما أردت أن يقال عنك وعظ أمير المؤمنين.
أيها الناس ! لا يغرنكم هذا فتفعلوا كفعله.
ثم أمر به فاحتفظ به وعاد إلى خطبته فأكملها، ثم قال لمن هو عنده: أعرض عليه الدنيا فإن قبلها فأعلمني، وإن ردها فأعلمني، فما زال به الرجل الذى هو عنده حتى أخذ المال ومال إلى الدنيا فولاه الحسبة والمظالم وأدخله على الخليفة فى بزة حسنة، وثياب وشارة وهيئة دنيوية، فقال له الخليفة: ويحك ! لو كنت محقا مريدا وجه الله بما قلت على رؤوس الناس لما قبلت شيئا مما أرى، ولكن أردت أن يقال عنك: إنك وعظت أمير المؤمنين، وخرجت عليه، ثم أمر به فضربت عنقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة