حققت مصر تقدماً ملحوظاً فى مجال مشاركة المرأة فى الحياة العامة ومواقع صنع القرار خلال الست سنوات الأخيرة، حيث تتضمن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 التى أقرها رئيس الجمهورية محوراً خاصاً "بالتمكين السياسى وتعزيز الدور القيادى للمرأة".
على سبيل المثال ارتفع تمثيل المرأة بالبرلمان إلى 28%، وبالمجالس المحلية القادمة إلى 25٪، ونائبات الوزراء 27٪.. ونائبات المحافظين 31% ووزيرات مصر 25%، وضاعف رئيس الجمهورية تعيينات السيدات بمجلس الشيوخ لتصل نسبة السيدات إلى 14٪، وفازت أول سيدة منتخبة منصب وكيلة مجلس الشيوخ، كما وصلت نسبة الدبلوماسيات إلى 25 %، و40 % ممن يعملن بالأعمال الإدارية بوزارة الخارجية.. وللمرة الأولى تم تعيين 13 سيدة بمناصب قيادية عليا بوزارة الأوقاف.
وتم كسر الحاجز الزجاجى لأول مرة بتعيين مستشارة الأمن القومى لرئيس الجمهورية، وسيدتين بمنصب محافظ.. ونائبة لمحافظ البنك المركزى ؛و4 قاضيات منصة لمحاكم الجنايات ؛ ورئيسة للمحكمة الاقتصادية، وأول قاضية ترأس دائرة مدنية من دوائر محاكم الاستئناف العالى ونائبة للمحكمة الدستورية العليا للمرة الثانية، ولأول مرة تم تعيين11 سيدة بهيئة قضايا الدولة كرئيسات لمكاتب الهيئة بالمحافظات.
كل ذلك لم يكن لتحقق بدون الإرادة السياسية التى تعتبر هى كلمة السر وراء إحراز أى تقدم فى ملف تمكين المرأة.
ونحن نحتفل بشهر المرأة كان لنا لقاء خاص مع عظيمة من عظيمات مصر وهى الدكتورة هبة هجرس رئيسة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، حيث أجرى "اليوم السابع" حوارا خاصا احتفالا بشهر المرأة كشفت خلاله عن أهم المكتسبات تحققت للمرأة بوجه عام والمرأة ذات الإعاقة بوجه خاص، وكشف أيضا عن أحلامها للأشخاص ذوى الإعاقة والمرأة ذات الإعاقة بوجه خاص.
فى البداية وجهت الدكتورة هبة هجرس رئيسة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، بتوجيه التهنئة للمرأة المصرية بوجه عام والمرأة ذات الإعاقة بوجه خاص بمناسبة شهر المرأة.
وأضافت رئيسة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، فى حوار خاص لليوم السابع، بمناسبة احتفالات شهر المرأة، أن هناك العديد من الانجازات الكثيرة التى تحققت للمرأة المصرية بوجه عام والمرأة ذات الإعاقة بوجه خاص، لافته إلى الانجازات التى تحققت للمرأة فى الفترة الأخيرة تجعلنا نؤكد أن المرأة تعيش عصرها الذهبى بكل معنى الكلمة.
وقالت إن كل النساء سواء كامرأة عاملة أو تربى أبناءها كل هؤلاء النساء يؤدون عمل قوى فى المجتمع المصرى ما يجعل نسيج المجتمع قويا قادرا على تحمل كل الفترات المختلفة التى مرت عليه.
وأشارت الدكتور هبة هجرس إلى أن من بين الانجازات التى تحققت للمرأة على أرض الواقع يتمثل فى تمكين المرأة فى التعليم وإتاحة التعليم للجميع بالقرى والنجوع ومحو الأمية وهو أمر فى غاية الأهمية فكلما ارتفع المستوى التعليمى للمرأة كلما زادت وعيا وإنتاجا لشعب راقى واعى.
وأكدت الدكتورة هبة هجرس، أن التمكين الاقتصادى للمرأة الذى ينادى به الرئيس دائما هو عماد من أعمدة التنمية المستدامة التى نعمل فيها بجدية، فالتمكين الاقتصادى بداية حرية أى فئة وقدرتها على الاستقلال وقدرتها عن التعبير عن نفسها، قائلة : فالمرأة التى تمكن اقتصاديا هى المرأة التى تستطيع أن تكون سيدة قرارها".
وتحدث الدكتورة هبة هجرس، عن الانجازات التى تحققت للمرأة وتجعلنا نؤكد أنها بالفعل تعيش عصرها الذهبى، لافته إلى أن من بين هذه الإنجازات على سبيل المثال لن نغفل أنه يوجد 25 % من الحكومة وزيرات تم اختيارهن لأنهم مؤهلات تأهيل متميز وأداءهم يتم عن أنهن كفاءات عالية جدا فلدينا على سبيل المثال الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط حصلت على أفضل وزيرة تخطيط فى العالم العربى بين الرجال والنساء.
وتابعت : أما على مستوى البرلمان فنجد أنه ارتفع نسبة النساء داخل البرلمان من 2.5 إلى 15 % ثم بالتعديل الدستورى الأخير وصلنا إلى فوق ال 20% وكدنا نصل إلى ال 25 % وهى الكتلة الحرجة والمرة القادمة نصل لها، وأداء النساء فى البرلمان واضح للجميع أنهن أغلبهن كفاءات عالية جدا ويؤدون أداء متميز، أما بالنسبة للنساء فى البرلمان الذين يمثلون الإعاقة فنجد أن النساء ذات الإعاقة يحذو نصيب الأسد فعلى سبيل المثال فى برلمان 2015 كان هناك 9 نواب ذات الإعاقة كان 7 منهم نائبات يمثلون النساء ذوات الاعاقة، وفى برلمان 2020، هناك 6 يمثلون نساء ذوات الإعاقة وكلهم كفاءات ويستطعن إنجاز عملهن بدقة ويعكس أن هناك سيدات ذوات إعاقة ذات كفاءات عالية.
وأضافت أن من بين الانجازات التى تحققت للمرأة فى الفترة الأخيرة لابد وأن نشير إلى ما حدث فى المجلس القومى للمرأة من 2016، حيث أصبح هناك تمثيل للمرأة ذات الإعاقة وهو أمر جديد لم يحدث سابقا وكنت أشرف بهذا الاختيار من فخامة الرئيس، قائلة :"وجودنا فى المجلس القومى للمرأة جعل المجلس يعمل لأول مرة لفئة النساء ذوات الإعاقة والدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس أعطتنا فرصة لتكون لجنة للمرأة ذات الإعاقة وايضا تمثيل للمحافظات من النساء ذوات الإعاقة بفروع المجلس بالمحافظات يعملن على الأرض ويصلن للمرأة الريفية ذات الإعاقة والأم التى تعول أبناء من أصحاب الإعاقة والنساء والاستجابة عالية جدا لدور اللجنة وأصبح عندنا قوة فى التصويت من النساء ذات الاعاقة فى الانتخابات والاستحقاقات الدستورية "، لافته إلى أن هناك ما يقرب من 50 امرأة ذات إعاقة على مستوى المحافظات بفروع المجلس و12 سيدة داخل اللجنة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة.
وأكدت الدكتورة هبة هجرس أن من أهم إنجازات اللجنة مؤخرا، إطلاق بحث عن العنف ضد المرأة ذات الإعاقة ويعتبر هذا البحث بحث تاريخى فريد من نوعه فى العالم العربى وتم استقباله من كل منظمات الأمم المتحدة بترحيب وانبهار لأنه بحث تم تنفيذه كما ينبغى، قائلة :"صحيح نبحث عن العنف وممارساته ضد المرأة ذات الإعاقة حيث أثبت البحث أن المرأة ذات الإعاقة تتعرض لأربع مرات العنف الذى تتعرض له المرأة من غير ذات الإعاقة ولكن الهدف من هذا البحث تطوير منظومات عديدة لخدمة هؤلاء النساء فهذا البحث يعتبر نواة لتحسين أوضاع المرأة ذات الإعاقة فى القرى والنجوع وعلى مستوى التشريع والقوانين ومن ثم تقديم رؤى وأفكار من شأنها توفير كافة سبل الحماية للمرأة ذات الإعاقة لتتماشى مع المساندة القوية التى تحصل عليها المرأة من فخامة الرئيس ".
وحول رأيها بشأن مشروع تنمية الأسرة المصرية ومدى أهميته للمرأة المصرية بشكل عام والمرأة ذات الإعاقة بوجه خاص، قالت الدكتورة هبة هجرس، أن هذا المشروع فى غاية الأهمية مؤكدة أن المرأة ذات الإعاقة والرجل ذات الإعاقة جزء أصيل من المجتمع لا يمكن تخصيص فئة ما عن أخرى وكافة المبادرات من مشروع تنمية الأسرة المصرية ومبادرة حياة كريمة وغيرها من مبادرات تشمل كافة فئات المجتمع وترفع من شأن الفئات الأكثر تهميشا.
وعندما سألناها عن ملف الاتاحة وأهميته للأشخاص ذوى الإعاقة، أكدت الدكتورة هبة هجرس، أن الاتاحة هى العمود الفقرى للأشخاص ذوى الاعاقة، لابد أن يكون هناك اتاحة فهى حجر الأساس التى تعكس مدى جدية الدولة فى حل مشاكل الأشخاص ذوى الإعاقة، قائلة :"بالفعل من 2017 داخل المجلس القومى للمرأة بدأنا فى العمل على هذا الملف بشكل مكثف مع المحافظات المختلفة بمبادرات مختلفة منها مبادرة محافظة صديقة للنساء ذوات الاعاقة والتى من خلالها تم إتاحة الكثير من الأماكن المختلفة للأشخاص ذوى الإعاقة".
وأشارت رئيسة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، إلى أن هناك الكثير من العاملين فى مجال الإعاقة يدرك بأهمية الاتاحة فهناك جهود على أرض الواقع مع مختلف الجهات من خلال فرق مختلفة تولى اهتمام لملف الاتاحة للأشخاص ذوى الاعاقة فهناك من يعمل على الاتاحة فى الجامعات والمدارس على سبيل المثيل.
وعن قانون الأشخاص ذوى الإعاقة، أكدت الدكتورة هبة هجرس أن هذا القانون هو قانون تاريخى لمصر شرف أن أكون بتقديمه بمجلس النواب فهذا القانون مطابق لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة التى صدقت عليها مصر فى 2008، لافته إلى أن هذا القانون شامل كامل يغطى كافة مناحى الحياة للأشخاص ذوى الاعاقة من عمل وخدمات صحية وغيرها، مضيفه أن هذا القانون يعطى حماية قانونية للشخص ذوى الاعاقة على مدار حياته سواء طفل أو شاب أو رجل أو مسن.
وتابعت: أثناء مراجعة قانون الاشخاص ذوى الاعاقة ومراجعته بلجنة المرأة ذات الإعاقة راجعنا كافة التفاصيل واعددنا مواد تخدم النساء ذات الإعاقة وأسرة الطفل ذات الإعاقة والأم التى تعول طفل ذات إعاقة وحلول للأم ذات الإعاقة التى تعول أطفال أصحاء، بالتالى هذا القانون يخدم الأسرة المصرية ككل.
وحول تأثر المرأة ذات الإعاقة خلال فترة كورونا، أكدت الدكتورة هبة هجرس، أن المرأة ذات الإعاقة كانت الأكثر عرضه للخطر من غيرها بهذا الوباء وخاصة وأنها لا تتبع التباعد الذى كان هو الأساس فى التعامل مع هذا الفيروس، ومن هنا أصدرت اللجنة دليل للأمهات والنساء ذات الإعاقة يساعدهن على تجاوز هذه الأزمة وكيفية التعامل معها.
وفيما يتعلق بمدى وعى المجتمع بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، أكدت الدكتورة هبة هجرس أنه بالفعل المجتمع أصبح أكثر وعيا بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة وهو ما يتضح بحجم الاهتمام الإعلامى بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة.
وفى ختام حوارها لليوم السابع، وجهت رسالة لكل امرأة قائلة :"رسالتى لكل امرأة اعتنى بتربية أبناءك على أعلى مستوى لأن الشعوب لا ترتقى إلا بتعليم الأبناء"، مشيرة إلى أن أحلامها كثيرة للمرأة ذات الإعاقة قائلة :" أحلامى كثيرة للمرأة ذات الإعاقة ونفسى أشوف النساء ذوات الإعاقة يتولون مناصب سياسية عالية وأمل أن يكون عندنا مثل الأرجنتين والبرازيل نائب رئيس الدولة من ذوات الإعاقة سواء سيدة أو رجل وأمل أيضا أن أرى النساء ذوات الإعاقة مستوى تعليمهم يرتفع ويرتقوا للمناصب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة