معركة توتون صنفت بأنها أكبر وأعنف المعارك دموية التى اندلعت على الأراضى الإنجليزية، حيث قاتل بها ما يتجاوز الـ 50 ألف جندى لساعات طويلة خلال عاصفة ثلجية فى مثل هذا اليوم 29 مارس من عام 1461، وهى إحدى معارك حرب الوردتين وقعت بالقرب من قرية توتون بيوركشاير والتي أُخذ منها اسم هذه المعركة.
وقد أحدثت تلك المعركة تغييرًا كبيرًا فى الملوك حيث تم إزاحة إدوارد الرابع لهنري السادس، الذى كان ملك إنجلترا منذ عام 1422، وكان حاكمًا ضعيفًا وغير فعال وغير سليم عقليًا، مما شجع النبلاء على التخطيط للسيطرة عليه، وتدهور الوضع في خمسينيات القرن الخامس عشر إلى حرب أهلية بين أنصار ملكته مارجريت أنجو وأنصار ابن عمه ريتشارد دوق يورك.
وفى عام 1460، أقر البرلمان الإنجليزي قانونًا للسماح ليورك بخلف هنرى كملك، ولكن رفضت الملكة مارجريت أنجو قبول سلب الملكية من ابنها إدوارد ورأت أنه الأحق بالجولس على العرش ونجحت في تكوين جيش كبير من المؤيدين، الذين هزموا وقتلوا يورك على الفور في معركة ويكفيلد.
ولكن بعد ذلك اعتبر أنصار الدوق يورك الراحل أن إدوارد وأمه قد تراجعوا عن قانون الخلافة البرلماني - وهو اتفاق قانوني – ولهذا وجد إدوارد أن ابن يورك ووريثه تلقى دعمًا كافيًا للتنديد بهنري وإعلان نفسه ملكًا، ولتندلع معركة توتون لتأكيد حق المنتصر في حكم إنجلترا بقوة السلاح.
وخلال الحرب قتل العديد من السكان أثناء فرارهم، وداس البعض بعضهم البعض وغرق البعض الآخر في الأنهار التي قيل إنها احمرت بالدم لعدة أيام، وتم إعدام العديد من الذين تم أسرهم.
وفر هنري من البلاد وتوفي العديد من أقوى أتباعه أو في المنفى تاركًا للملك الجديد إدوارد الرابع حكم إنجلترا، وتذكرت الأجيال اللاحقة المعركة كما تم تصويرها في تكيف ويليام شكسبير الدرامي لحياة هنرى - هنري السادس، فى الجزء 3، وفي عام 1929، تم إقامة نصب توتون كروس في ساحة المعركة لإحياء ذكرى الحد، وتم العثور على بقايا أثرية ومقابر جماعية مختلفة متعلقة بالمعركة في المنطقة بعد قرون من الاشتباك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة