كثف الكونجرس الأمريكى مساعيه لفرض مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا جراء قيامها بشن عملية عسكرية على جارتها أوكرانيا.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس الأمريكى يضغطون على الرئيس جو بايدن لحظر واردات الطاقة الروسية مع بحثهم عن سبل جديدة لمعاقبة موسكو على غزوها الدموى لأوكرانيا، حتى مع رفض البيت الأبيض للفكرة وقوله إنها سترفع سعر البنزين وتكاليف الطاقة الأخرى للأمريكيين.
ورأت الصحيفة أن الجهود تعكس رد فعل غاضب من الحزبين فى الكابيتول إزاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وهجومه غير المبرر على أوكرانيا، وهو الهجوم الذى خلف الآلاف من القتلى وأدى إلى فرار نحو مليون أوكرانيى من بلادهم فى غضون أسبوع.
وذهبت الصحيفة إلى القول إن الزخم المتزايد خلف الجهود، والتى يقول الخبراء إنها ستكون رمزية إلى حد كبير، تسلط الضوء أيضا على قلة الأدوات المتاحة أمام الكونجرس والبيت الأبيض وهما يبحثان عن سبل جديدة لإضعاف بوتين.
وتمثل الطاقة الروسية جزءا صغيرا من الواردات فى الولايات المتحدة، وتواجه موسكو بالفعل مشكلة فى تصدير نفطها حتى فى غياب العقوبات، حيث خفض التجار وشركات التأمين والتكرير مشتريات الخام الروسى لأسباب تتراوح من المخاطرة بالسمعة إلى سلامة الناقلات فى منطقة الحرب.
ورغم ذلك، فإن الجهود تواصلت فى الكابيتول أمس الخميس، واكتسبت مؤيدا بارزا، وهو رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى، التى أيدت الخطوة فى مؤتمرها الصحفى الأسبوع وقالت إنها تؤيد ذلك مطالبة بحظر الورادرات النفطية الروسية.
وعبر الكابيتول، قدم مجموعة من 18 من أعضاء مجلس الشيوخ ما بين ديمقراطيين وجمهوريين مشروع قانون لإعلان حالة طوارئ وطنية وحظر توريد الطاقة الروسية.
وقالت السيناتور ليزا موركوسكى، الجمهورية من ألاسكا والتى شاركت فى رعاية مشروع القانون إن هناك التزام أخلاقى هنا، مشيرة إلى قصف القوات الروسية للمستشفيات والمدارس والمبانى السكنية. وقالت إنه لا تريد تمويل هذه المذبحة فى أوكرانيا بالدولارات الأمريكية.
من ناحية أخرى، قال السيناتور الأمريكى الجمهورى ليندسى جراهام إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة فى أوكرانيا هى أن يتم اغتيال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على يد هؤلاء الموجودين فى بلاده.
وكتب جراهام على تويتر يقول "هل هناك بروتاس فى روسيا؟ هل هناك شخص ناجح آخر مثل العقيد ستافنبيرج فى الجيش الروسى؟.. الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا أن يقوم شخص فى روسيا بالقضاء على هذا الرجل. ستقدم بذلك خدمة عظيمة لبلادكم وللعالم".
وأضاف جراهام قائلا إنه لو أن الروس لا يريدون العيش فى ظلام وأن يكونوا معزولين عن باقى العالم، إذن فأنتم بحاجة للقيام بعمل صعب.
وسارع المشرعون الأمريكيون من الجانبين لإدانة تصريحات جراهام. وقال السيناتور الجمهورى تيد كروز إن هذه فكرة سيئة للغاية، مضيفا أن العقوبات ومقاطعة النفط والغاز الروسى هى حلول إلى جانب المساعدة العسكرية للأوكرانيين. واستطرد كروز: لكننا لا ينبغى أن ندعو غلى اغتيال رؤساء الدول.
من جانبها، قالت النائبة الجمهورية ماريجورى تايلور جرين إن تصريحات جراهام خطيرة ومختلة. وكتبت تقول: إننا بحاجة لقادة ذوى عقول هادئة وحكمة ثابتة، وليس للسياسيين المتعطشين للدماء الذين يحاولون التغريد بشكل صارم بالمطالبة باغتيالات.
وقالت النائبة الديمقراطية إلهان عمر إلى الدعوة إلى اغتيال بوتين من قبل سياسيين أمريكيين ليست مفيدة. وقالت إنها تتمنى حقا لو أن أعضاء الكونجرس يهدأون وينظمون تصريحاتهم مع عمل الإدارة من أجب تجنب الحرب العالمية الثالثة.
وكان جراهام، وهو ضابط قوات جوية متقاعد، قد وجه نفس الدعوات للروس باغتيال بوتين خلال ظهوره على شبكة فوكس نيوز، كما قدم مشروع قانون هذا الأسبوع يدعو غلى التحقيق مع بوتين فى جرائم حرب.
فى المقابل، وصفت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة دعوة غراهام لاغتيال بوتين بأنها أمر إجرامى، وطالبت السفارة الروسية من الولايات المتحدة رسميا تفسيرا لهذا الأمر، وإدانة تصريح السيناتور الأمريكى ليندسي جراهام المتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعلى حسابها في فيس بوك قالت السفارة الروسية: "نطالب بتفسير رسمي وإدانة قوية للتصريحات الإجرامية لهذا الأمريكى".
وشدد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف على أن تصريح جراهام غير مقبول ومثير للغضب، وقال فى هذا السياق: "درجة رهاب روسيا والكراهية في الولايات المتحدة لروسيا خارج نطاقها. من المستحيل تصديق أن سيناتور في بلد يبشر بقيمه الأخلاقية باعتباره" نجما مرشدا "للبشرية جمعاء يمكنه أن يدعو إلى الإرهاب. كسبيل لتحقيق أهداف واشنطن على الساحة الدولية".
وذكر رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن أن خوفه يزداد على مصير الولايات المتحدة التي يوجد على مقودها "سياسيون لا يتحلون بالمسؤولية وغير محترفين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة