كشف الكاتب الجزائرى رشدى رضوان، الذى وصلت روايته "الهنغارى" إلى القائمة الطويلة، فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2022، أن كتابة روايته كانت بمثابة رغبة كبيرة فى الكتابة عن وجع محلى لم تبرد جذوته حتى يومنا.
وقال رشدى رضوان، خلال تصريحات صحفية لموقع جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أن الملامح الأولى لرواية "الهنغاري" ظهرت قبل عشر سنوات، حينما كان يعمل على دراسة فترة الحرب العالمية الثانية في إطار بحث وثائقي، فظهر له طيف شخصية "مسعود" حينها، مرتبطا بجدل متكرر حول إقحام "الأنديجان" الجزائريين في حرب الخلفاء ضد الامتداد النازى.
رواية الهنغارى للكاتب رشدى رضوان
وأضاف رشدى رضوان: أردت منذ البداية أن أكتب عن وجع محلي لم تبرد جذوته إلى اليوم، لكن النص انفتح مع مرور الوقت على عوالم أكبر، وصلت إلى كابوشفار بالمجر وانتهت في نورمندي الفرنسية، لأكتشف مع توارد الحكاية، بأن هوان الحرب المفروضة على الإنسان، لم تفرق بين الألسن والهويات ولا الديانات، فعندما يحضر الرصاص يغيب العقل وعندما يغيب العقل يفقد الإنسان جدواه في الحياة.
وأوضح مؤلف رواية "الهنغارى" أن سنوات العشرية الثانية من القرن الجديد، كانت مربكة ومتلاطمة، وبسبب انشغالات العمل الصحفي وأولويات الكتابة، تعطل مشروع الرواية حتى بدايات سنوات الحجر الصحى، بسبب فيروس الكوفيد، وهي الفترة التي فرضت على مزاجي إقامة كتابة جبرية، وأعادت روح الهنغاري إلى أوراقي من جديد، واكتشفت مع تدوينها السلس، بأن الحكاية كانت متخمرة في أصابعي ولم تنتظر سوى بداية النقر على مفاتيح اللابتوب، ولهذا يمكن القول بأن فيروس كورونا أعاد الحياة للهنغارى.
وحول فترة كتابته لرواية "الهنغارى"، قال رشدى رضوان، كانت كتابة الرواية على في فترات متقطعة، بدأت قبل سنوات، وتسارعت وتيرتها في زمن الحجز الصحى، خصوصا منتصف سنة 2020. وقتها تصالحت مع البيجامة وتصالحت مع القهوة المنزلية، مثلما تصالحت أيضا مع مكتبتي بالبيت. وأنا أدخل نص الهنغاري من جديد، استطعت أن أخرج من عبء الحجز المفروض بلذة الكتابة، واقتنعت أخيرا بأن الكتابة السردية هي مسألة احتراف وتفرّغ والتزام تام. وليست مسألة ترف أو ملء لفراغات الحياة.
وبعد وصول روايته إلى القائمة الطويلة فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، كشف رشدى رضوان أن "الهنغاري" أقنعه بضرورة تصفية حسابات الماضى، قبل الخوض في حسابات جديدة، لذلك فلكى يعمل على مشروعه الأدبى المقبل، فسوف يعود إلى ترتيب بعض المسودات التي كان مجحفا في تركها معلقة، مضيفا: "يمكن القول إن مشروعي الأدبي القادم هو تصفية مشاريعي غير الأدبية، من أجل التفرغ التام، واختيار النص الأقدر على تمكين النشوة في أصابعي والوفاء لسيرة الهنغارى".
رشدي رضوان كاتب وصحفي من الجزائر، من مواليد 1979. صدر له ديوان "مثلاً" 2010، وديوان "33" 2013، وفي أدب الرحلة، "ركسوس...أيام قبل سقوط القذافي" 2013 ونص مونودراما، "ضمير متصل" 2013. فاز رضوان بجائزة رئيس الجمهورية للإبداع الشعري لسنة 2008 وجائزة البابطين للشعراء الشباب لسنة 2016، وجائزة مهرجان واسط السينمائي بالعراق لأحسن فيلم قصير في 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة