معركة شرسة خاضتها السياسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان، مكنتها من الدخول في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة الفرنسية للمرة الثانية علي توالي ، أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، برغم ما بدا ظاهراً في فرنسا ودولاً أوروبية عدة ، من تراجع لانتشار الفكر اليميني والشعبوي بشكل عام، وعلي الرغم من الشعبية التي اكتسبها ماكرون جراء محاولاته نزع فتيل الأزمة الأوكرانية ـ الروسية.
لوبان التي حصدت 23.4% من الأصوات، مقابل 27.6% لصالح ماكرون تستعد للجولة الثانية من الانتخابات والمقررة 24 إبريل ، استطاعت التغلب علي الكثير من التحديات في معركتها الانتخابية لتصل لنقطة متقدمة في السباق في موسمين متتاليين ، فما هي أوراق لوبان الرابحة ، وما هي مفاتيح الفوز ؟
الحرب الأوكرانية و"جيوب الفرنسيين"
في وقت يري فيه كثير من المحللين ووسائل الإعلام الغربية ، أن الحرب الأوكرانية كانت مصدر من مصادر ارتفاع شعبية الرئيس الطامح للفوز بولاية ثانية ، إيمانويل ماكرون ، لدوره في الواسطة بين باريس وموسكو ، كانت تلك الحرب أيضاً بمثابة نقطة ضعف داخل معسكر ماكرون .
لوبان علي موعد مع جولة إعادة للمرة الثانية
وفي الوقت الذي كان ماكرون فيه مشغولا باتصالات متبادلة وزيارات لمراكز صنع القرار في الأزمة الأوكرانية ، لاسيما زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو ، كان اهتمام الرئيس الفرنسي بملفات الداخل ، لاسيما الاقتصاد والآثار المترتبة علي الحرب الدائرة منذ 24 فبراير، تتراجع شيئاً فشياُ ، وذلك مقابل انتشار مكثف علي الأرض أقدمت عليه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، التي حرصت علي تكثيف جولاته الانتخابية في مناطق شعبية وأسواق ، وكان للاقتصاد والتعهد بدعم القوة الشرائية للأسر الفرنسية نصيب الأسد من تصريحاتها وحواراتها الإذاعية والتلفزيونية.
وقبل يوم من انطلاق الجولة الأولي من الانتخابات ، أدلت لوبان بحوار لراديو آر تي إل الفرنسي، قالت خلاله : مع قطع واردات الغاز والبنزين [من روسيا] سيكون هناك مأساة للعائلات الفرنسية.. يؤسفني قول ذلك، وأولويتي هي الدفاع عن القوة الشرائية للعائلات الفرنسية".
ودعمت لوبان حملتها الانتخابية بإعلانها الحرب على الشركات الكبرى، ودعمها ودفاعها عن الشركات الصغيرة المتوسطة، من أجل اقتصاد قوى فى فرنسا، بالإضافة إلى دعوتها المستمرة لتعزيز وتمكين الشرطة والسلطات القضائية.
"اعتدال الضرورة".. هدية المنافس إريك زمور
وقبل أقل من أسبوعين علي انطلاق جولة الحسم في الانتخابات الفرنسية، يبدوا أن مارين لوبان تتمتع بفرص تفوق تلك التي كانت تحظي بها في انتخابات 2017، والسبب ، وجود من هو أكثر تطرفاً منها في الانتخابات الحالية، وهو المرشح إريك زمور، الذي خسر السباق ، والذي قدم خطاباً حاداً وبدا منفراً لكثير من الفرنسيين.
وبحسب موقع 20 دقيقة الفرنسي، استفادت لوبان من الموقف المتشدد لمنافسها اليميني المتطرف إيريك زمور، والتى ساعدت آراءه الراديكالية والصريحة على أن تبدو مارين الأكثر منطقية وقبولًا للعديد من الناخبين ذوي الميول اليسارية و جعل نهجها المتشدد تجاه القضايا الخلافية مثل الهجرة والإسلام والجريمة يبدو أقل تطرفًا بالمقارنة .
وقللت لوبان من حدة هجومها على بروكسل، وإلغاء صيحة الخروج من التكتل الأوروبى، والاكتفاء بالهجوم على قرارات ماكرون مع الاتحاد الأوروبى، والتأكيد على قدرتها إعادة السيادة الوطنية وعودة السلطة للشعب الفرنسي ، وليس ماتمليه بروكسل .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة