الفنان توفيق عبد الحميد ظل نجما كبيرا في عالم المسرح لا يعرفه سوي المسرحيين والجمهور المتابع للمسرح ، وكان ملفتا دائما بموهبته في عالم أبو الفنون ، وهو دارس للحقوق وتخرج منها عام 1979، ثم إلتحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه عام 1983 .
شارك توفيق عبد الحميد في عدة أعمال تليفزيونية منها : " بوابة الحلواني ، أوان الورد ، العائلة ، أيام المنيرة ، حديث الصباح والمساء .. وغيرها من الأعمال التي كان له فيها ظهور مميز ، ولكن كان ظهوره اللافت جدا في مسلسل " أميرة في عابدين " في شخصية دكتور شلبي ، فقد كان توفيق عبد الحميد في هذا الموسم الرمضاني عام 2002 نجم رمضان وحديث الجمهور والاعلام وكانت تتهافت كل وسائل الاعلام وقتها لإجراء أحاديث مع هذا الفنان الذي نال الإعجاب وأصبح نموذج للرجل الشهم الجدع الوسيم في اعين كل النساء وقتها ، وكان كل الجمهور يتساءل : أين كان هذا الفنان الأصيل ؟ ولماذا لم يمثل من قبل ؟ ولماذ لا يقدم البطولات ؟ وأصبح توفيق حوله جدل كبير .
بعد هذا المسلسل أنهالت العروض الفنية ما بين المسرح والسينما والمسلسلات وأصبح توفيق عبد الحميد النجم المطلوب فدخل سينما عادل أمام في " أمير الظلام " ، وقدم دورا مهما في فيلم " مافيا " ، وكان الأهم في فيلم " حلم العمر " مع حمادة هلال عام 2008 ، وبدأ سنة وراء أخري يخفت نجمه كممثل وتقل الأدوار المعروضة عليه لمثاليته الشديدة والتي لا تتناسب أحيانا مع الوسط الفني ، فمشوار توفيق عبد الحميد الفني إما اعتزال للتمثيل وبعد عن الأضواء كل فترة ، وإما استقالات من مناصب لشعوره بعدم تحقق المناخ الذي في ذهنه ، فهو دائما يبحث عن المدينة الفاضلة والتي مؤكد لا وجود لها في زماننا .
توفيق عبد الحميد
ظل توفيق عبد الحميد فيما بعد الفنان المحتج الثائر علي الاوضاع الخاطئة من وجهة نظره ، يتولى مناصب قيادية بوزارة الثقافة ولكنه لا يكمل قيادتها احتجاجا علي الأوضاع التي لا يراها مناسبة أو لعدم توفر مناخ مناسب من وجهة نظره ، فتولي منصب رئيس لقطاع الإنتاج الثقافي ثم استقال ، ثم مديرا ورئيسا لمركز الهناجر للفنون ثم استقال أيضا ، حتي انزوي واعلن اعتزاله الفن بسبب عدم توفر الأدوار المناسبة وأن كل الأدوار التي كانت تعرض عليه هي أدوار الرجل الطيب وهو كان يرغب ألا ينمط في نمط واحد .
بمجرد اعتزاله واختفائه انتشرت حوله الشائعات كل فترة ، خاصة بعدما أصبح للسوشيال ميديا نصيب الأسد من الإعلام وتعاظم وجودها ، فقيل أنه حول سيارته لتاكسي من أجل ان يستطيع العيش ، ولكنه نفي ذلك ، وخلال الدورة الثالثة عشر من المهرجان القومي يتم تكريمه علي المسرح من قبل الفنان أحمد عبد العزيز فيبكي فيتاثر الناس ببكائه ويصبح تريند وقتها وتستضيفه اسعاد يونس ويتبرع باجره ، ثم انتشرت له صور مع كلاب في منزل متواضع فيخرج ليعلق عليها ، حتي جاء اختياره في مسلسل " يو تيرن " مع الفنانة ريهام حجاج وفرح الجميع بعودته ، لكنه واثناء عرض المسلسل يعلن اعتزاله ويرفض اعلان الأسباب ، حكايات الفنان توفيق عبد الحميد لا تنتهي ولن تنتهي فهو فنان يبحث عن المثالية وعن مدينة فاضلة يعيش فيها ويشعر دائما بالمظلومية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة