يواجه الرئيس الامريكى جو بايدن تحديا كبيرا فى تحقيق التوازن بين إدارته لأزمة أوكرانيا وبين معالجته للقضايا التى تؤرق الأمريكيين فى الداخل، وقالت صحيفة ذا هيل إن هذا التحدى يأتى قبل سبعة أشهر من انتخابات التجديد النصفى التى تبدو حتى الآن معركة شاقة للديمقراطيين.
وسيبدأ بايدن هذا الأسبوع طريقه للتركيز على الداخل، وعلى جهود مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الغاز، واللذين شهدا صعودا كبيرا منذ غزو روسيا لأوكرانيا فى فبراير الماضى.
وخلال رحلاته إلى المناطق الريفية فى أيوا ونورث كارولينا، من المتوقع أن يعلن بايدن عن جهود للحد من آثار ارتفاع أسعار الوقود للأمريكيين بعد أسابيع كان عليه فيها قيادة العالم فى رده على الحرب التى تشنها روسيا.
ولفتت ذا هيل إلى أن بايدن لم يزر أى مناطق داخل الولايات المتحدة باستثناء موطنه فى ديلاوير منذ رحلته الأوروبية الشهر الماضى، التى شهدت ترتيبات مع حلفاء واشنطن وعمل للتنسيق بين القادة فى فرض العزلة على روسيا ودعم أوكرانيا.
ويقول ويليام أنتوليس، المدير التنفيذى لمركز ميلر فى جامعة فرجينيا إن السلعة الأكثر أهمية للرئيس الأمريكى هى وقته وأجندته. ومن منظور السياسة الخارجية والأمن القومى والسياسة العامة ، فإن الرئيس قد استنبط قبل شهر أن الأزمة فى أوكرانيا هى القضية الوحيدة الأكثر أهمية، بما فى ذلك تأثيرها على الاقتصاد.
وسيزور بايدن هذا الأسبوع ولايتين هامتين للديمقراطيين، الذين يواجهون خطر خسارة أغلبيتهما فى مجلسى الكونجرس فى انتخابات نوفمبر المقبل. وقد خسر بايدن نورث كارولينا فى 2020 أمام ترامب بفارق 1% فقط. كما خسر أيوا فى نفس العام، ومن المقرر أن يقوم بزيارة مقاطعة جمهورية هناك.
ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى أن يكون بايدن يزور مقاطعة مينلو بأيوا بسبب المنظور السياسى، وقالت إنه يقوم بهذه الرحلة لأن أيوا ولاية ريفية ستستفيد بشكل هائل من سياسات الرئيس، ومنها السياسات التى سيتحدث عنها فى رحلته.
وتأتى زيارة بايدن لأيوا فى الوقت الذى من المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلك الحكومى، الذى سيصدر الثلاثاء، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 8.4% عن 12 شهر قبل ذلك، وفقا لخبراء اقتصاديين استطلعت آراؤهم شركة البيانات Factset. ومن شأن ذلك أن يمثل أسرع معدل تضخم على أساس سنوى منذ ديسمبر 1981، كما أنه سيتجاوز معدل الزيادة البالغ 7.9% لمدة 12 شهرا فى فبراير، والذى سجل بدوره أعلى مستوى له فى 40 عاما.
ويقول جيسون جروميت، رئيس مركز السياسة الحزبية، إن خبرة بايدن فى السياسة الخارجية والداخلية التى اكتسبها طوال عمله كعضو فى مجلس الشيوخ ثم نائبا للرئيس هى شهادة على تعامله مع كلتا القضيتين المتقاربتين فى وقت واحد. وأضاف جروميت إنه يعتقد أن بايدن ينبغى أن يكون أكثر استعدادا بطرق كثير لهذا الأمر لأنه لا يعتقد أنه كان رئيسا يتمتع بتلك الخبرة فى السياسة الداخلية والخارجية فى البيت الأبيض من قبل.
ورأى الخبير الأمريكى إن هذا تحد قوى لأى زعيم وطنى سواء كان رئيسا أو عضوا فى الكونجرس، فالأمور المروعة التى تحدث خارج الولايات المتحدة وتعددها تستدعى الانتباه من القادة، والناخبون لا يهتمون كثيرا بمثل هذه الأشياء التى تحدث للآخرين.
ويأتى التحدى الذى يواجهه بايدن فى الوقت الذى تكشف فيه استطلاعات الرأى تراجع شعبيته، وكان آخرها استطلاع CBS ويوجوف الذى وجد أن معدل الرضا عن أداء الرئيس قد تراجع لأقل مستوياته عند 42 نقطة مئوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة