يستمر التضخم فى إسبانيا فى الارتفاع ، وكان معدل التضخم السنوي لشهر مارس أعلى بأكثر من 2% من فبراير، حسبما أكد المعهد الوطني للإحصاء أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى تأثير الحرب في أوكرانيا.
وأشار المعهد الوطنى للاحصاء فى تقرير له إلى أن سبب التضخم هو ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود، أحد تباعيات استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية.
وقال التقرير إن التضخم "يزيد بأكثر من نقطتين عن الرقم المسجل في فبراير" ، عندما بلغ التضخم 7.6٪ في عام واحد.
أبرزت المؤسسة أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لم يسجل مثل هذا المعدل المرتفع في إسبانيا منذ مايو 1985.
ويعزى هذا التصعيد إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود كما يرجع أيضا إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية ، وهو القطاع الذي تأثر بشدة بالحرب في أوكرانيا.
كما بلغ مؤشر أسعار المستهلك المنسق (IPCA) ، الذي يسمح بمقارنة البيانات الاقتصادية مع البلدان الأخرى في منطقة اليورو ، 9.8٪ لشهر مارس.
وبلغ معدل التضخم الأساسي ، الذي لا يأخذ في الاعتبار بعض الأسعار المتذبذبة مثل أسعار الطاقة ، 3.4٪ سنويا.
نظرًا لتأثيرات الحرب في أوكرانيا ، راجع بنك إسبانيا توقعاته للتضخم ، والتي يضعها الآن عند 7.5٪ لعام 2022. كما خفض توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 4.5٪ لهذا العام ، وفقًا لأحدث تقرير له.
ويقول الخبراء إن الاسعار لن تتوقف عن الارتفاع ، حال استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث يتميز التضخم بشكل أساسي بارتفاع أسعار الطاقة التي كانت تاريخية لفترة طويلة في إسبانيا وكذلك في البلدان الأوروبية الأخرى.
وفى السياق نفسه ، أكدت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إنه تم رفع أسعار السجائر تبعا للخطة الشاملة للوقاية من التدخين ومكافحته للفترة بين 2021 -2025 ، والتى هدفها رفع الضرائب .
وأشارت الصحيفة إلى أن التدخين هو السبب الرئيسى للوفاة والأمراض التى يمكن الوقاية منها ، حيث وفقا لبيانات قدمتها منظمة الصحة العالمية فإن استهلاك التبغ مسئول عن 90% من سرطان الرئة و95% من الوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن و50% من الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأصر المشروع على الحاجة إلى "الحد من انتشار استخدام التبغ بشكل مستمر على مدى السنوات القليلة المقبلة" ، من أجل تقليل الوفيات المبكرة من الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 ، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وإحدى الطرق التي اقترحتها Health لمهاجمة الاستهلاك كانت من خلال الضرائب ، وتطبيق مبدأ أنه كلما ارتفعت الضرائب، انخفض شراء هذه المنتجات.
إذا نظرنا إلى قيمة هذه المنتجات خلال السنوات القليلة الماضية، فإنها لم تتوقف عن الزيادة. وفقًا لدراسة "صناعة التبغ في إسبانيا: 1990-2015" التي أعدها محللون ماليون دوليون (AFI) بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاتحاد أعمال التبغ (Adelta)، أدى الضغط الضريبي إلى زيادة سعر التبغ بنسبة 600٪ في تلك ال 25 سنة. اليوم ، هذا الرقم أعلى من ذلك ، إذا تم صنع متوسط ، تكلف العبوة 4.53 يورو، ما يقرب من 740 ٪ أكثر إذا قارناها بـ 0.61 يورو في عام 1990.
وبالمثل، يبلغ متوسط ضرائب التبغ في إسبانيا 80.4٪ ، وعلى الرغم من أنه مبلغ مرتفع إلى حد ما ، إلا أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (EU) تتجاوز هذا الرقم.
