استعرضت مؤسسة جارتنر للأبحاث الخطوات الست التي تمكن المؤسسات من وضع خطة مناسبة لاستراتيجية الحوسبة السحابية لديها. وأشار باول ديلوري، كبير المحلّلين لدى شركة "جارتنر" للأبحاث إلى أن "فترة الجائحة شهدت إقبالا متزايدا على اعتماد حوسبة السّحاب، بل إن هذا الإقبال سوف يزداد أكثر خلال السنوات القادمة".
وأضاف:" تتيح حوسبة السّحاب لقادة الأعمال الأذكياء الاستجابة بسرعة للفرص المتاحة – أو حتى المخاطر. فالشركات التجارية التي تنجح في الاستفادة من حوسبة السّحاب سوف تحظى بأفضلية تنافسية، بل وربما يكون ذلك العامل الفاصل في قدرتها على الصمود والاستمرار".
الخطوة الأولى: تصميم استراتيجية حوسبة سحاب لدعم سرعة وقيمة الأعمال
في ظل حالة الغموض وعدم الوضوح التي تكتنف بيئة الأعمال التجارية هذه الأيام، يجب على المؤسسات أن تكون مستعدة للتحرّك بسرعة كي تنجح في اقتناص الفرص قبل أن يسبق المنافسون إلى ذلك. ويمكن لحوسبة السّحاب أن تلعب دورا مهما في تعزيز مرونة الأعمال التي تعتمد عليها، وبالتالي زيادة فرصها في النجاح.
بل إن المختصين في البنية التحتية والعمليات I&O غالبا ما يركزون على إتقان البنى التقنية على حساب الاعتبار الأكثر أهمية، ألا وهو توفير القيمة الأعلى للأعمال في أقصر وقت ممكن.
الخطوة الثانية: منح الأولوية لمزوّد رئيسي في منظومة حوسبة متعدّدة السحّابية
أقدمت معظم المؤسسات على إتمام عملية تشغيل كاملة لواحدة على الأقل من بنى حوسبة سحاب عامة لدى شركات تزويدها، سواء بنية تحتية كخدمة IaaS أو منصة حوسبة كخدمة PaaS. واليوم، يتطلع الكثيرون إلى إمكانية إضافة شركة تزويد ثانية لمزيد من التطبيقات وحالات الاستخدام الإضافية. استراتيجيات الحوسبة متعددة السّحابية تعزّز من المرونة، إلا أنها خطوة قد تزيد من التكلفة والتعقيد.
الخطوة الثالثة: الحرص على المرونة ضمن بنية التطبيق
يزداد تسليط الضو على أهمية مرونة تقنية المعلومات في ظل الزيادة التي تشهدها تهديدات الأمن السيبراني، لا سيما تهديدات برامج الفدية، والتي تتسبب في مزيد من الاضطرابات التي تواجهها المؤسسات بسبب الجائحة، وغيرها من الحادث والكوارث الطبيعية. إذ يمكن أن تمثّل المرونة العامل الفارق بالنسبة للأعمال. وإذا ما كان المنافسون يعانون من التأخير وتعطّل الخدمات، في الوقت الذي تتمكن فيه من مواصلة أعمالك بسلاسة، فإن منظومة تقنية المعلومات لديك قد أتاحت لك فرصة لإظهار تفوق عروضك ومنتجاتك.
الخطوة الرابعة: تفعيل منظومة مختلطة بواسطة سحابة حوسبة موزّعة
تعمل مؤسسات تقنية المعلومات على بناء سُحُب حوسبة خاصة و/أو مختلطة لأسباب عديدة منها: تلبية المتطلبات التنظيمية، والانجذاب نحو القرب من البيانات، والزخم الذي تحتفظ به البنية التحتية القديمة، ونقص الكفاءات والمهارات لدى فريق العمل أو حتى قرب موعد نهاية المشاريع. إلا أن التعقيد وصعوبة الإدارة غالبا ما يقضي على مشاريع حوسبة السّحاب الخاصة. وتتوقع المؤسسات أن تشترك كل من سحابة الحوسبة الخاصة والسحابة المختلطة في نفس مستوى سهولة الاستخدام، واستهلاك الخدمات، وفرص الاندماج التي تتوفر في سحابة الحوسبة العامة، إلا أنهم نادرا ما يتسنّى لها تلبية هذه التوقّعات.
الخطوة الخامسة: الجاهزية لحوسبة سحاب أصيلة دون حاويات حوسبة أو أنظمة خادم
في البداية، كانت عروض البنية التحتية كخدمة IaaS والمتاحة عبر سحابة الحوسبة العامة تتوفّر بواسطة أجهزة محاكاة افتراضية. أما اليوم فقد ظهرت أساليب جديدة للمحاكاة تتضمن حاويات الحوسبة وأنظمة الحوسبة دون خادم. ومع توجه مبادئ حوسبة السّحاب نحو مزيد من الاندماج في تطوير التطبيقات وعمليات البنى التحتية، فإن حاويات الحوسبة وأنظمة الحوسبة بدون خادم سوف تستقطب مزيدا من عمليات تنفيذ الأوامر وتشغيل البرامج.
الخطوة السادسة: تطوير مهارات حوسبة السّحاب العامة داخليا لسدّ نقص الكفاءات
على الرغم من أن البنية التحتية لحوسبة السّحاب العامة لم تعد بالأمر الجديد، إلا أن المختصين التقنيين في البنى التحتية والعمليات لم يكتسبوا المهارات المتعلقة بحوسبة السّحاب بالسرعة اللازمة لتلبية الطلب المتنامي على خدمات حوسبة السّحاب. هذا النقص في المهارات قد يتسبب في تأخير أو تقليص جزء من مشروع حوسبة السّحاب، مما يعيق فرص الابتكار. ونظرا لصعوبة إيجاد وتعيين الموظفين الذين يمتلكون الكفاءات المطلوبة، ستحتاج مؤسسات تقنية المعلومات إلى العمل على تنمية مهارات حوسبة السّحاب العامة داخليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة