سيد درويش
فنان استثنائى صاحب موهبة فذة جعلته أبرز مجددي الموسيقى، ورغم حياته القصيرة إلا أنه استطاع أن يكون باعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربى، إنه الفنان الكبير الراحل سيد درويش، أحد أبرز أيقونات الفن، الذى نشأ في حى كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية يوم 17 مارس من عام 1892م، والذى نستعرض سيرته من خلال جريدة "اليوم السابع" ضمن رمضانك تفاعلى.
مر الفنان عبقرى الموسيقى سيد درويش بعدد من المحطات طوال فترة حياته التي لم تدم طويلا حيث انه رحل وهو في عمر الـ 32 عامًا، وعن هذا الرحيل تعددت الروايات حول سبب وفاته، ولكنها في النهاية رحل تاركًا مجموعة كبيرة من أعماله الفنية في شتى القوالب الفنية فنجد 40 موشحا و100 طقطوقة و30 رواية مسرحية واوبريت، لنجد أنفسنا أمام مكتبة كاملة تضم بين رفوفها مختلف الفنون الموسيقية، لتكون جسرًا للأجيال المتعاقبة في عالم الموسيقى والفن.
قبل الاحتراف فى عالم الفن
اضطر سيد درويش للعمل خارج المجال الفني في بداية مشواره وفى ظل عجزه عن إعالة أفراد عائلته بـ 5 قروش التي كان يحصل عليها مقابل الغناء آنذاك، بالرغم من الجهود التي كان يبذلها طوال السهرة عول أخيرًا على البحث عن عمل خارج الحقل الفني ومالبث أن وجد عملا في مجال البناء كعامل بناء وأخذ يغنى على "السقالات" ليلى نفسه، وإذا بوكيل الورشة يلاحظ زيادة في إنتاج العمال الذين كانوا يزدادون نشاطًا لدى سماع ألحانه، وانتهى الأمر بهذا الوكيل أن اعفاه من الأعمال اليدوية على شرط أن يداوم على الغناء، حسب ما جاء في كتاب "سيد درويش والموسيقى العربية الجديدة" لـ إدوارد لويس.
وكان بجوار ورشة البناء التي كان يعمل بها سيد درويش مقهى، ويحدث أن يجلس يومًا عليها أخوان من عائلة عطاالله، فيسمعان الغناء ويعجبان به ويطلبان رؤية صاحب الصوت، كان أحدهما ممثلا والآخر مدير مسرح، وكانا يعدان سفرة إلى بلاد الشام وإلى بيروت خاصة، وتم تكلفة سيد رويش بالغناء بين الفصول لتسلية الجمهور لقاء أجر ضئيل في أول الأمر، وهكذا فأن سيد درويش، الذى ما يزال يلبس القفطان والعمة، يركب البحر في الأسكندرية ويدخل عالم المسارح والملاهى، وهو العالم الذى أصبح عالمه المفضل فيما بعد.
بعد شهرة سيد درويش
استطاع سيد درويش تحقيق شهرة واسعة وكانت أول حفلة أقامها في القاهرة داخل مقهى الكونكورديا وحضر هذه الحفلة أكثر فناني القاهرة منهم الممثلون والمطربون وكان على رأسهم الياس نشاطي وإبراهيم سهالونالكمانجي وجميل عويس حتى وصل عدد الفنانين المستمعين أكثر من عدد الجمهور المستمع.
وفي عام 1921 أصبح دخله هائلا وصل لـ 300 جنيه في الشهر غير حقوق تسجيلاته التي لا تعد ولا تحصى، وفى يوم طلبت منه فرقة الأخوان عكاشة وهم يعتبرون من رواد التمثيل المسرحى الحديث في مصر في بداية نهضته في بداية القرن العشرين تلحين مسرحيتهم "شمشون ودليلة" التي ستمثل على مسرح الأزبكية آنذاك فطلب سيد درويش 1000 جنيه لا زيادة ولا نقصان، ولكنهم عجزوا عن تدبير المبلغ وتعاقدوا مع زميل كبير له والذى وافق بمبلغ 100 جنيه.
ورغم دخله الكبير إلا أنه كان سيد درويش سيئ الإدارة فأنه على الرغم من شهرته لم يكن لديه في أواخر أيامه سوى "عودة وفونوغرافه العتيق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة