"موسيماني رجل المواعيد الكبرى"، لقب لم يُمنح لمدرب الأهلي من فراغ، وإنما جاء بعدما أثبت الرجل القادم من أدغال جنوب إفريقيا، تفوقه على الفرق الكبرى، محليا وعربيا وقاريا، وهو ما يجعل جماهير الأهلي تتمسك بـ حظوظها في التأهل لنصف نهائي أبطال إفريقيا، على حساب الرجاء، في موقعة الجمعة بكازبلانكا.
موسيماني استهل قصته التدريبية مع الأهلي بالفوز على الوداد ذهابًا وإيابًا في بطولة إفريقيا قبل الماضية، ولأنه مدرب تتحطم على صخرته طموحات الكبار، فكانت أهم انتصاراته وأفضلها أمام الزمالك في نهائي القرن، ليعيد الأهلي مرة أخرى لمنصات التتويج الأفريقي.
واصل موسيمانى تفوقه فى المباريات الكبرى بعد الفوز على الدحيل القطري فى افتتاح مونديال الأندية قبل الماضي، وفي النسخة الأخيرة من البطولة، تفوق بطل إفريقيا على العملاقين مونتيري المكسيكي والهلال السعودي.
وفي حلم الأميرة السمراء العاشرة، تفوق الأهلي على الترجي التونسي العنيد ذهابا وإيابا في نصف النهائي، ومن قبله ماميلودي صن داونز، قبل أن يحصد اللقب على حساب كايزر تشيفز في النهائي.
أمام محليا فبات موسيماني عقدة للفرق الكبرى، حيث هزم الزمالك مرتين منها الخماسية الشهيرة مطلع هذا الموسم، وكذلك فك عقدة بيراميدز المدجج بالنجوم بالانتصار عليه بثلاثية قبل أيام.
اجمالا قاد موسيماني الأهلى في 94 مباراة محليا وقاريا وعالميا، فاز في 60 مباراة وتعادل في 25 لقاء وخسر 9 مباريات، وأحرز 179 هدفا، واستقبلت شباكه 69 هدفا، لكن تبقى أجمل وأهم هذه الانتصارات، تلك التي حققها المدرب على الأندية التاريخية، ليبقى موسيمانى رجل يعرف كيف ينحنى الكبار أمامه عظمة الأهلي.
وفرط الأهلي في انتصار عريض على الرجاء المغربي في ذهاب ربع نهائي أبطال إفريقيا، تفريط ربما لن يشعر به الفريق الأحمر ومدربه موسيمانى وحتى الجماهير، إلا حينما يعيشوا أجواء مباراة العودة في كازبلانكا بعد أيام قليلة.
الأهلى دخل لقاء الذهاب برغبة كبيرة في حسم التأهل من القاهرة، وجاءت سيناريوهات اللقاء بما تشتهى قلوب الأهلاوية، وبالفعل لم تمر 25 دقيقة إلا وكان الأهلي متقدما بهدفين دون رد مع أفضلية فنية وبدنية وسيطرة كاملة على مجريات المباراة.
لكن التسرع في إنهاء الهجمات وعدم التعامل معها بحرص شديد، أضاع على الأهلي فوزا سهلا وأهدر من كتيبة موسيمانى فرصة توسيع الفارق واستغلال حالة دفاع الرجاء المرتبك بعد الهدفين، ما منح المنافس فرصة العودة في المباراة.
قراءة موسيمانى للمباراة لم تكن موفقة، وظهر هذا في الشوط الثاني الذي يسمونه شوط المدربين، حيث جاءت التبديلات عكس سير اللقاء خاصة بعد طرد مدافع الرجاء قبل قرابة نصف ساعة من نهاية المباراة.
أفضلية الفوز بهدفين مقابل هدف في القاهرة، ربما تتلاشى مع هدف وحيد للرجاء في ملعبه، ولذلك فإن تسجيل هدف أهلاوي في أجواء كازبلانكا المثيرة، هو الحل الأمثل لقتل صحوة الفريق المغربي مبكرا، وتأمين فرصة التأهل لنصف نهائي الأميرة السمراء.. فهل يفي الأهلي بوعوده مع اللقب المفضل لقلوب جماهيره؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة