نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة.
وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيدا فنيا بليغا، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: ﴿ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ﴾ (سورة القصص الآية:18).
ومعنى الآية أنه أصبح موسى فى مدينة فرعون خائفًا يترقب الأخبار مما يتحدث به الناس فى أمره وأمر قتيله، فرأى صاحبه بالأمس يقاتل مصريا آخر، ويطلب منه النصر، قال له موسى: إنك لكثير الغَواية ظاهر الضلال.
فإذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه أى فإذا صاحبه الذى خلصه بالأمس يقاتل آخر أراد أن يسخره، والاستصراخ: الاستغاثة، وهو من الصراخ، وذلك لأن المستغيث يصرخ ويصوت فى طلب الغوث قال: كنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب قيل: كان هذا المستنصر السامري استسخره طباخ فرعون في حمل الحطب إلى المطبخ; ذكره القشيري و(الذي) رفع بالابتداء و(يستصرخه) في موضع الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال.
وبحسب تفسير الطبرى: وقوله: ( فَإِذَا الَّذِى اسْتَنْصَرَهُ بِالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ) يقول تعالى ذكره: فرأى موسى لما دخل المدينة على خوف مترقبا الأخبار عن أمره وأمر القتيل، فإذا الذي استنصره بالأمس على الفرعونيّ يقاتله فرعونيّ آخر، فرآه فاستصرخه على الفرعوني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة