يعد الإمام أبو حنيفة النعمان، أحد أشهر علماء الفقه، وهو أول الأئمة الأربعة، ومذهبه هو الأول فى الفقه فى مصر، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامى، يلقب فى التراث العربى الإسلامى بـ"الإمام الأعظم"، اشتهر بعلمه الغزير وأخلاقه الحسنة، ويعد هو أول من دون علم الشريعة ورتبه أبوابًا.
اسمه أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن مرزبان الكوفى ولد بالكوفة سنة 80 هـ 699م، على رواية يجمع عليها المؤرخون وهناك خلاف فى تحديد انتمائه العرقي، حيث توجد روايات متعددة، منها أنه من أصل فارسى وهذه الرواية متداولة ومعروفة، وفى أخرى أنه من نبط العراق بابلى وهو ما رجحته عدد من الدراسات الأكاديمية، حيث أثبتت عروبَته وإنهُ من أصل عربى عند المؤرخين العرب وكان منصرفاً إلى مهنة التجارة، فأبوه وجده كانا تاجرين ثم اتجه إلى العلم فكان فقيها وعالما وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفى فى الفقه الإسلامي
اشتهر بأخلاقه الحسنة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: من أراد أن يتبحَر فى الفقه فهو عيال على أبى حنيفة، ويُعد أبو حنيفة من التابعين، فقد لقى عدداً من الصحابة منهم أنس بن مالك، وكان معروفاً بالورع وكثرة العبادة والوقار والإخلاص وقوة الشخصية.
نشأ أبو حنيفة بالكوفة إحدى مدن العراق التى ينتشر فيها العلماء أصحاب المذاهب والشرائع المختلف هذه البيئة الغنية بالعلم والعلماء، فابتدأ منذ الصبا يجادل مع المجادلين، ثم انصرف إلى طلب العلم، وصار يختلف إلى حلقات العلماء، واتجه إلى دراسة الفقه بعد أن استعرض العلوم المعروفة فى ذلك العصر، ولزم شيخه حماد بن أبى سليمان يتعلم منه الفقه حتى مات حماد سنة 120 هـ، فتولى أبو حنيفة رئاسة حلقة شيخه حماد بمسجد الكوفة، وأخذ يدارس تلاميذه ما يعرض له من فتاوى، حتى وضع تلك الطريقة الفقهية التى اشتق منها المذهب الحنفي.
روى عن الإمام أبى حنيفة أنه قال: آخذ بكتاب الله تعالى، فإن لم أجد فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم أجد فى كتاب الله ولا فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بقول الصحابة، آخذ بقول من شئت منهم وأدع قول من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبى وابن سيرين والحسن وعطاء وسعيد بن المسيب -وعدد رجالاً- فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا.
وقعت للإمام أبى حنيفة محنتان الأولى فى عصر الدولة الأموية، وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام زيد بن على، ورفض أن يعمل عند والى الكوفة يزيد بن عمر بن هبيرة، فحبسه الوالى وضربه، وانتهت المحنة بخروجه إلى مكة عام 130 هـ، وظل مقيماً بها حتى صارت الخلافة للعباسيين، فقدم الكوفة فى زمن الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور.
والمحنة الثانية فكانت فى عصر الدولة العباسية، وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام محمد النفس الزكية، وكان يجهر بمخالفة المنصور فى غاياته عندما يستفتيه، وعندما دعاه أبو جعفر المنصور ليتولى القضاء امتنع، فطلب منه أن يكون قاضى القضاة فامتنع، فحبسه إلى أن توفى فى بغداد سنة 150 هـ، ودُفن فى مقبرة الخيزران فى بغداد، وبنى بجوار قبره جامع الإمام الأعظم عام 375 هـ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة