أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم على الكسار فى مشروع "حكاية شارع"، حيث وضع لافتة تحمله اسمه للتعريف به كتب عليها "على الكسار ممثل كوميدى 1887-1975 .
ولد على خليل سالم عام 1887 بحى السيدة زينب، وألحقه والده بالكتاب وسرعان ما ترك الكتاب دون أن يتعلم شيئًا، واستهوته الحياة الشعبية فى حى السيدة زينب، وأطلق عليه اسم على الكسار، وهو اسم جده لأمه، بدلاً من "على خليل"، نشأ رقيق الحال وعمل صبيًا فى مطعم صغير، وتعلم صناعة الطبخ، وأصبح ماهرًا فى صنع الطعام، وفى تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم.
بدأ حياته الفنية 1907 بتكوين فرقة مسرحية "دار التمثيل الزينبى" وفى 1925 كون فرقة تحمل اسمه، وابتكر على الكسار شخصية "البربرى المصرى" عثمان عبد الباسط، النوبى الطيب لينافس "نجيب الريحانى" فى شخصيته "كشكش بك" عمدة كفر البلاص، وشخصية عثمان عبد الباسط تعد استجابة صادقة للنموذج المصرى العميق فى مصريته، ولقيت هذه الشخصية رواجًا كبيرًا من رواد المسرح، إذ وجدوا فيه تمثيلاً بارعًا لرجل الشارع الصميم في الحياة اليومية، في بساطته وطيبته وروحه المرحة الصافية، وفيه استمساك بالأخلاق التقليدية الفاضلة.
وقد صور الكسار تلك الشخصية في مسرحياته الهزلية خير تصوير، وأداها أجمل أداء، فكان هو عماد تلك المسرحيات، بل كل شيء فيها، لقد كان الكسار حاضر البديهة في النكتة والفكاهة، وكون لنفسه فرقة هزلية كان هو بطلها.
ونجحت الشخصية نجاحاً عظيماً ولا تزال خالدة فى ذاكرة التمثيل العربى، وفى عام 1924 قفز بفرقته قفزة هائلة عندما انضم إليها الموسيقار الكبير الشيخ “زكريا أحمد”، الذي قدم لها العديد من الألحان المسرحية. في عام 1934 سافر إلى الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحاً كبيراً، بعد ذلك مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم مايزيد على 160 عرضاً مسرحياً. اتجه بعدها إلى السينما وقدم فيها عدداً من الأفلام الناجحة.
علاقة الكسار بالريحانى
كان من الطبيعي أن يدخل الكسار في منافسة مع الفنان الكوميدي نجيب الريحاني، فيقدم الريحاني عملاً بعنوان "الدنيا جرى فيها إيه"، فيرد الكسار بعمل عنوانه "الدنيا بخير"، يقدم الكسار مسرحية "أحلاهم"، فيرد الريحانى بمسرحية "ولو"، وغير ذلك من الأعمال التنافسية، التى جعلت الاثنان يقدمان أفضل ما لديهما لإسعاد الجمهور وإثراء الحياة الفنية المصرية.
الكسار والسينما
وثق الكسار علاقته برائد الأفلام التسجيلية "محمد بيومى"، الذى تلقى علوم السينما فى ألمانيا، وقدم الأفلام التسجيلية عن عودة سعد زغلول من أوروبا فى بداية العشرينيات عقب ثورة 1919، وسجل خطب سعد أمام الجماهير من بيت الأمة.
جدير بالذكر أن الكسار لم يذهب إلى السينما، وإنما جاءت السينما إليه بعد أن ذاع صيته في المسرح، ونجح نجاحًا ملحوظًا، وأنتج له "توجو مزراحي" كل أفلامه، ونجح الكسار في السينما مثلما نجح في المسرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة