"وجَعفَرٌ الَّذي يُضحي وَيُمسي.. يَطيرُ مَعَ المَلائِكَةِ اِبنَ أُمّي".. هكذا قال الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه في إحدى قصائده عن أخوه جعفر بن أبى طالب، الذى يكبر عنه بعشر سنوات، وهو ابن عم رسـول الله، صلى الله عليه وسلم، حكاية حلقة اليوم من سلسلة حلقات "حكايات بيت النبوة" قصة استشهاد سيدنا جعفر بن أبى طالب ولماذا سمى بـ"الطيار".
جعفر بن أبى طالب كان من السابقين الأوائل إلى الإسلام، وهو أحد وزراء الرسولِ صلى الله عليه وسلم، أسلم قبل دخول النبـى دار الأرقم ليدعو فيها وأسلمـت معه فى نفس اليوم زوجته السيدة أسماء بنت عميـس، ويقال إن سيدنا جعفر بن أبى طالب أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا، فكان هو الثاني والثلاثين من المسلمين وله هجرتان، هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة المنورة.
وجاء في كتب التراث الإسلامي، أن جعفر بن أبى طالب كان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم خَلقاً وخُلُقاً، وأطلق عليه أبو المساكين لشدة عطفه على المساكين ، فعن أبى هريرة أنه قال: "إن كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية وهي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا، فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها، فنلعق ما فيها"، كما قال أبو هريرة أيضاً: "كان جعفر يحبّ المساكين، ويجلس إليهم، ويخدمهم ويخدمونه، فكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يُكنيه أبا المساكين"، كما كان لجعفر بن أبي طالب مكانة عظيمة في نفوس الصحابة.
وتأتى قصة تسمية سيدنا جعفر بن أبى طالب بـ"جعفر الطيار " وذوى الجناحين، بسبب حاله في الجنة فهو أحد أولائك الأبرار الشهداء اللى روى عن حالهم رسول الله صل الله عليه وسلم فى الآخرة، حيث تعود قصة استشهاده الى أنه شهد غزوة مؤتة التي وقعت سنة 8هـ بين المسلمين والروم، وكان جيش المسلمين بقيادة زيد بن حارثة و لما استشهد سيدنا زيد أخذ سيدنا جعفر الراية، فأخذ يحارب ويقاتل بها حتى قطعت يمينه فأخذها بشماله فقطعت شماله، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما فى الجنة وقال صلى الله عليه وسلم: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة