لم يشتهر برنامج رمضانى مثل برنامج المسحراتى الذى كتبه شاعر العامية الكبير فؤاد حداد وأورد فيه قصائد شعر عامية على مدار شهر رمضان ولم يكل ولم يمل ولم يتوقف، لكن كيف كان يكتب الأشعار بشكل مستمر على تيمة المسحراتى؟ لقد كان يعتمد التنوع فلم تسر الأشعار على خط واحد فيما عدا البداية " اصحى يا نايم وحد الدايم" باعتبارها صيحة البداية الوحيدة للمسحراتى، أما الموضوعات فمتنوعة فقد تشير قصيدة المسحراتى إلى صنعة أو حرفة أو رثاء قائد أو زعيم أو حدث شائع أوحدث تاريخى يعيده فؤاد حداد إلى الحياة.
وكانت الإذاعة تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات ومن الملحنين الذين سبق وأن شاركوا في تلحين المسحراتى أحمد صدقى ومرسى الحريرى وعبد العظيم عبد الحق، وكانوا يقدمونها على فرقة موسيقية، وفى العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي اشترط أن يقوم هو بغنائها، وكانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوى الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، وقدم سيد مكاوى ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقى الملحنين، وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوى حققت نجاحاً منقطع النظير، ما حدا بالإذاعة في العام الذي يليه إلى الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوى.
يقول فؤاد حداد فى إحدى قصائد المسحراتى:
اصحى يا نايم
وحد الدايم
وقول نويت
بكره إن حييت
الشهر صايم
والفجر قايم
اصحى يا نايم
وحد الرزَّاق
...
المشى طاب لى
والدَّق على طبلى
ناس كانوا قبلى قالوا ف الأمثال
الرجل تدب مطرح ما تحب
وأنا صنعتى مسحراتى فى البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال
وكل شبر وحِتَّة من بلدى حِتَّة من كبدى حِتَّة من موَّال
وفى قصيدة أخرى من قصائد المسحراتي يذكر الثقافة ورجال الثقافة فيورد أسماء طه حسين وتوفيق الحكيم وبيرم التونسى وعبد الله النديم فيقول:
مسحراتى قديم جديد
منقراتى خفيف شديد
فاتح مدارس ساعة السحور
وطبلتى طبلة حضُور
خدت الثقافة على أساس
إن الثقافة كُتب وناس
قريت لطه وللحكيم
ولعم بيرم وللنديم
ومن المعرَّة على بولاق
أبو العلا من أبو العلاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة