يرتبط شهر رمضان المبارك فى أذهان المصريين بالعديد من الطقوس الاجتماعية والدينية، حيث تتميز أيام "شهر الصيام" فى مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التى دائماً تعطى للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها طبق "الفول المدمس" والذى يعد الطبق الرئيسى على موائد سحور المصريين، وفضلا عن أنه أكلة يومية يأكلها الناس بشكل يومى، ويشتهر بمحلاته المنتشرة وعرباته المتراصة على أرصفة عدد كبير من شوارع المحروسة.
وبحسب كتاب "الآثار - شفرة الماضى.. اللغز والحل" للدكتور خالد عزب، يعد الفول من أهم البقول التى عرفها قدماء المصريين منذ عصر الأسرات الأولى، وعُثر على بذوره فى أحد قبور الأسرة الثانية عشر، وفى طيبة من عصر الدولة الحديثة عصر على بذور الفول فى قبور بسقارة وكوم أوشيم من العصر اليونانى الرومانى، وهى محفوظة فى المتحف الزراعى بالدقى.
وكان القدماء المصريون يضعونه فى قدور بها ماء، ثم توضع هذه القدور فى رماد الفرن، وتظل به مدة إلى أن ينضج ثم يؤكل مدمسا والمكان الذى يسوى فيه الفول يعرفه المصريون بالمستوقد.
أما أصل كلمة مدمس فهى تشير إلى الطريقة التى ينضج بها الفول، وهى دفنه فى الوقود والرماد، فالفول المدمس تعنى بالمصرية القديمة "الفول المدفون" وأصلها "تمس" وحرفت بالعربية إلى مدمس.
ويقال إن عامة المصريين فى العصور القديمة كانوا يأكلون الفول مدمسا، بينما الكهنة يكرهونه، ولعل السبب فى ذلك أنه كان يسمن الأجسام، بينما هم يتوخون النحافة والزهد، ليتفرغوا للدرس والتعمق فى الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة