تستمر حرب أوكرانيا وروسيا فى تأثيرها السلبى على الدول الأوروبية والعالم، وتعانى إسبانيا فى الوقت الحالى من أزمة فى زيت عباد الشمس الأوكرانى، حيث اختفت الزجاجات من الرفوف وقامت المتاجر بترشيد بيعها لتجنب اكتنازها، مع ارتفاع أسعاره 200%.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إلى أن النقص الموجود فى زيت عباد الشمس بسبب حرب أوكرانيا دفع الحكومة الإسبانية إلى محاولة زيادة انتاجها ، لافتة إلى أن المشكلة تمتد فى جميع أنحاء اوروبا ، واتخذت المفوضية الأوروبية بالفعل خطوة لمحاولة تعويض النقص فى زهور عباد الشمس من خلال السماح بالزراعة فى الأراضى البور، بداية من موسم الربيع الحالى.
ومثلما يسعى المسئولون إلى الحصول على صيغ لتحقيق استقلالية الطاقة والانفصال عن روسيا، يسعون أيضا الى الاكتفاء الذاتى فى منتج يعتمد عليه جزء كبير من صناعة المواد الغذائية.
وأعطت وزارة الزراعة بالفعل الضوء الأخضر للاستخدام الاستثنائي للأراضي البور - القانون لا يسمح باستخدامها - لكن المزارعين يشكون في أن جميع زهور عباد الشمس التي تتوقع الحكومة ستتم زراعتها.
ووجدت إسبانيا نفسها أمام تناقص كبير فى كميات الزيت المصنوع من عباد الشمس، حيث قام العديد من المستهلكين باقتناء كميات كبيرة منه بسبب الخوف من نفاذها كأحد عواقب الحرب فى أوكرانيا، مما أدى إلى أن محلات السوبر ماركت والأسواق حددت 5 لترات فقط لكل فرد، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وأعلنت إحدى الأسواق شهرة فى إسبانيا عن وضع قيود للمستهكلين، وسمحت بشراء زجاجة واحدة لكل عميل.
وتشترى إسبانيا 22٪ من الذرة التي تستوردها من أوكرانيا (حوالي 2.7 مليون طن) بينما تشتري 233 ألف طن من عباد الشمس (68٪ من الإجمالي).
وأشارت الصحيفة، إلى أن الإسبان أصبحوا الآن يبحثون بكثرة على زيت عباد الشمس عن طريق الإنترنت، حيث أن التجارة عبر الإنترنت عرفت كيفية الاستفادة من هذا الوضع.
وأكدت الجمعية الإسبانية للموزعين الذاتيين والأسواق الكبرى، أن بعض شركات المواد الغذائية قامت بتحديد الكميات الممكن شراؤها من زيت عباد الشمس بسبب "السلوك غير المعتاد للمستهلكين خلال الساعات الأخيرة"، وذلك بسبب الخوف من انقطاع الزيت عن الأسواق نتيجة التطورات المتسارعة في أوكرانيا.
وأكدت وزارة الزراعة الإسبانية، أن إسبانيا تستورد حوالى نصف مليون طن من زيت عباد الشمس سنويا من أوكرانيا.