تتجه أنظار العالم اليوم، الأحد، إلى فرنسا فى انتظار ما سيسفرعنه تصويت الفرنسيين فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، والتى من المؤكد أن تحدث نتيجتها فارقا فى مستقبل البلاد.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الناخبين الفرنسيين سيختارون اليوم، الأحد، بين رؤيتين مختلفتين للغاية لبلادهم، خلال جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمى إلى الوسط ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
وعمل ماكرون، البالغ من العمر 44 عاما، على إقناع الناخبين بفرنسا مجددة ومعولمة تتولى قيادة اتحاد أوروبى قوى، بينما طرحت لوبان البالغة من العمر53 عاما، منصة اقتصادية ذات طابع قومى أكثر تركيزا على الداخل، والتى من شانها أن تمثل تحولا جوهريا عن الاتجاه الذى سلكته فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتعد هذه المرة الثانية على التوالى التى تجرى فيها جولة الإعادة بين ماكرون ولوبان، وكانت الأولى فى انتخابات 2017، إلا أن المحللين يتوقعون سباقا أكثر تقاربا هذه المرة.
وقالت "سى إن إن" إن السباق بين ماكرون ولوبان كان من المتوقع أن يكون استفتاء على صعود المتشددين سياسيا فى فرنسا، وذلك قبل الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير الماضى، مما أدى إلى تغير فى الخطاب الوطنى.
من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن ماكرون الأقرب للفوز بإعادة انتخابه، إلا أن تقدمه على لوبان يعتمد على أمر غير مؤكد إلى حد كبير، وهو الناخبين الذين يمكن أن يعزفوا عن التصويت.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن انتصار ماكرون فى هذا التصويت، الذى يمكن أن يكون له تداعيات بعيدة المدى على اتجاه أوروبا المستقبلى وجهود الغرب لوقف الحرب فى أوكرانيا، سيجعله أول رئيس فرنسى يفوز بجولة ثانية منذ 20 عاما.
ورجحت كافة استطلاعات الرأى فى الأيام الأخيرة فوزه على لوبان بفارق مابين 6 إلى 15 نقطة، كما توقعت الاستطلاعات أيضا عددا قياسيا محتملا للناخبين الذين لن يدلوا بأصواتهم أو يتركوا بطاقات الاقتراع بيضاء دون اختيار بين ماكرون أو لوبان.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن انتخابات الرئاسة الفرنسية، التى تجرى جولة الإعادة فيها اليوم الأحد، بين الرئيس إيمانويل ماكرون ومعارضته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، مهمة للغاية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التصويت ينظر إليه كاستفتاء على العلاقات الوثيقة التى أسسها ماكرون بين فرنسا وباقى أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وبين دفع لوبان الشعبوى نحو فرنسا أكثر استقلالا.
وأوضحت ذا هيل إلى أن لوبان تعتبر قريبة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقد أشارت إلى أنه سيكون هناك تغييرا فى سياسات فرنسا إزاء الحرب الروسية فى أوكرانيا لو تم انتخابها.
وتأمل المؤسسة الأمريكية بشكل واضح أن يحقق ماكرون الانتصار، على الرغم من أن إدارة بايدن قالت علنا إنها تراقب الانتخابات عن قرب، وأكدت أن السباق هو قرار الشعب الفرنسى.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى فى وقت سابق هذا الشهر، إنها لن تخوض فى الحديث عن انتخابات فى دولة أجنبية، مضيغة إنهم سيراقبونها عن قرب ومتأكدة من أن أنه سيكون هناك المزيد للحديث عنه لمجرد الانتهاء من النتائج.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن فوز لوبان سينظر إليه على نطاق واسع بأنه انتصار لروسيا وهزيمة للولايات المتحدة والناتو. ومقلت الصحيفة عن بين جودا، الباحث فى المركز الأطلنطى، قوله إنه لو فازت لوبان سيكون هذا أول انتصار كبير يؤمنه فلاديمير بوتين منذ أن وصلت قواته إلى مشارف كييف.
وأضاف أن تلك الانتخابات مهمة للغاية الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن انتصار لوبان سيغير قيادة ماكرون المختبرة والتى تحظى باحتراف على الساحتين العالمية والأوروبية، بقائد سيكون أقل خبرة وأقل احتراما وأقل ثقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة