عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا اليوم، مع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخى، رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر" الإماراتية، والوفد المرافق له، والذى ضم مريم الكعبى، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، ومحمد السويدى، الرئيس التنفيذى لشركة أبو ظبى القابضة، وعمر السويدى، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد جميل الرمحى، الرئيس التنفيذى لشركة أبو ظبى لطاقة المستقبل "مصدر"؛ وذلك لبحث ملفات التعاون القائم، ومقترحات التعاون المستقبلى بين الجانبين.
وحضر الاجتماع الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمهندس يحيى زكى، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأيمن سليمان، الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى، وعدد من المسئولين بالبلدين.
وفى مستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولى بالوفد الإماراتى، وأعرب عن سعادته بالتوقيع الذى سيتم اليوم بين الجانبين على مذكرتى تفاهم فى مجال إنتاج الهيدروجين، مشيرًا فى هذا الصدد إلى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعزيز مجالات التعاون مع دولة الإمارات الشقيقة، وتنفيذ مذكرات التعاون الموقعة فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير مزيد من الشراكات معها فى هذا المجال، لاسيما فى ضوء استعداد مصر والإمارات لرئاسة الدورة الـ 27 والدورة الـ 28 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على التوالى، ومشيرًا إلى أهمية قيام الدولتين بتعظيم الاستفادة من رئاستهما المرتقبة للمؤتمر، والتنسيق بشأن أجندة العمل المناخى والموضوعات المطروحة.
من جانبه، أعرب الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، عن سعادته بتواجده فى مصر، قائلًا: "نحن دائمًا ننظر إلى مصر على أنها بلدنا الثاني"، لافتًا إلى أن هناك توجيهات من القيادة السياسية بدولة الإمارات ببذل كل الجهد لتعزيز فرص التعاون مع مصر، مضيفًا أنه عقد عددًا من اللقاءات مع المسئولين المصريين خلال زيارته الحالية، والتى عكست سير مجالات التعاون على المسار المرجو، ومن المرتقب أن تشهد الفترة المقبلة طرح مزيد من مجالات التعاون.
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر رغبة الإمارات فى العمل عن قرب مع مصر فى إطار الاستعداد لاستضافة مؤتمر المناخ COP27، مشيرًا إلى أهمية هذا المؤتمر وقضايا المناخ التى أصبحت على رأس الأجندة السياسية الدولية، مضيفا أن استضافة مصر لهذا المؤتمر المهم يدل على دورها القيادى على الساحة الدولية، وفى قضايا تغير المناخ.
ونوه الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى اتفاق مصر والإمارات على تشكيل فريق عمل مشترك، بحيث يدعم الفريق المصرى فى إطار الاستعدادات الجارية للدورة الـ27 للمؤتمر، وفى ذات الوقت يكتسب فريق العمل الإماراتى الخبرة ويتعلم من التجربة المصرية قبيل بدء الاستعداد لتسلمه رئاسة الدورة الـ 28 للمؤتمر.
وفيما يتعلق بالتعاون فى مجال الطاقة الخضراء، أشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى أن التعاون الذى يتم توقيعه اليوم مع مصر فى هذا المجال سيكون له أثر مباشر فى تطوير إنتاج الطاقة والأمونيا الخضراء، مضيفًا أن الجانب الإماراتى لديه القدرة والرغبة لتطوير نموذج لشراكة استراتيجية اقتصادية ومستدامة فى مجال الطاقة المتجددة، ومعربًا عن انفتاحه لمناقشة أى نموذج للتعاون فى هذا المجال والبدء الفورى فى تنفيذه.
وفيما يتعلق بالتعاون فى مجال التصنيع، أشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى أن أزمة تفشى فيروس كورونا والتداعيات اللاحقة، كشفت عن وجود فجوات فى الصناعات الأساسية، وبرزت أهمية العمل على تطوير الصناعات الأساسية وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، بما يحقق استدامة توافر السلع الأساسية، لاسيما فى مجال الدواء والغذاء، لافتًا إلى إمكانية التعاون لتحقيق تكامل الاستراتيجية الصناعية الاماراتية والمصرية لسد الفجوات التصنيعية وتحقيق استدامة الأعمال، وسلاسل القيمة.
من جانبه، استعرض الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، فرص التعاون الواعدة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، لافتًا إلى أن هناك توجيهات من القيادة السياسية بتوطين صناعة المعدات الخاصة بالطاقات المتجددة، ووجود استعداد جاد من جانب القطاع الخاص المصرى للدخول فى شراكات فى هذا المجال.
فيما تقدمت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالشكر للإمارات على التعاون المستمر بين الجانبين الذى أسفر عن مشروعات استثمارية متنوعة، مضيفة أن هناك مزيدا من المشروعات التى يتم دراستها حاليًا، والتى من ضمنها توطين الصناعات فى مجال الطاقة.
وفى ختام اللقاء، أكد الدكتور مصطفى مدبولى ترحيب مصر بمختلف مجالات التعاون مع دولة الإمارات الشقيقة، ودفعها إلى آفاق أوسع خلال الفترة المقبلة، داعيًا إلى وضع تصور لمقترحات التعاون المستقبلية، لاسيما الخاصة بتوطين الصناعة المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة وإقامة شراكات بين القطاع الخاص بالبلدين.
وأضاف رئيس الوزراء أن مصر قامت بتحديد مجموعة من الصناعات المتطورة للعمل عليها بالتعاون مع الشركاء، ووفرت لها حوافز كبيرة، مؤكدا أن الدولة المصرية حريصة على تقديم كل سبل الدعم اللازم وتقديم مزيد من الحوافز إذا ما تطلب الأمر لتطوير هذه الصناعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة